إيقاظ (( المُغرّرَ )) من تكفير العوام والعلماء وولاة الأمر
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
[[ إيقاظ (( المُغرّرَ )) من تكفير العوام والعلماء وولاة الأمر ]]
بسم الله الذي نشر رحمتهُ على العباد, وأسبل فائض جودهِ وكرمهِ على من أطاعهُ وعصاه, وأنعم على خلقهِ بنعمة الأمن والحفظ فقال
( وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً )
وأصلي وأسلم على حبيبنا وقدوتنا محمدٍ إمام الأنبياء البررة , خير البشر , ومن لهُ اللواء في يوم المحشر , خيرُ من قال
[ من قال لأخيهِ يا كافر فقد كفر ]
وعلى آلهِ وصحبهِ من كانوا متبعين لهُ في النهي والأمر.
أما بعد
فإن أعظم ما تعانيه الأمة الإسلامية في وقتها الراهن ,هو الجهل بما جاء بهِ الشارع عليه الصلاة والسلام , بل الجهلُ بما يجبُ على كل مسلم معرفتهُ من الدين بالضرورة .
وللأسف الشديد أن المتتبع لنشأة التكفير يجدهُ ليس وليد هذا اليوم , فكُل مستقري للتاريخ الإسلامي يجد أن هذا التكفير لهُ جذورهُ المستقاة من عهد السلف الصالح على يد الخوارج .
قد يستغرب البعض كيف نقول إن نشأة التكفير كانت في عهد السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة !
اقول نعم الم يكن الخوارج هم من قاتل مع علي أبن أبي طالب في معركة صفين ؟ ولكن كُل من لم يُحكّم الشرع ويرضخ لما جاء في الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح , فلا بد وأن تزل قدمهُ في هاوية التكفير والمروق عن الدين .
قال أبو الحسن الأشعري: (( أجمعت الخوارج على إكفار علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه- أن حكم، وهم مختلفون: هل كفره شرك أم لا ؟ وأجمعوا على أن كل كبيره كفره، إلا النجدات، فإنها لا تقول ذلك)) .
فكان التكفير بالذنوب الذي جاء بهِ الخوارج هو أول الشرارة التي ظهرت في الأمة ومنها أضرمت تلك النيران التي تعاني منها الأمة الإسلامية الأمرين وامتدت اثارها إلى الوقت الراهن .
وذكر بعض المحققين في المقالات والفرق: إجماع الخوارج على: إكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما والخروج على السلطان الجائر..
ثم أن الخوارج بعد رجوع علي - رضي الله عنه- من صفين انحازوا إلىحروراء فسموا حرورية لذلك، وكان عددهم اثني عشر ألفاً، فأرسل إليهم علي- رضي الله عنه- ابن عباس -رضي الله عنهما- فناظرهم فرجع نصفهم، والآخرون أغاروا على ماشية الناس، واستحلوا دماءهم.
وقتلوا عبدالله بن خباب بن الأرت، ثم دخلوا منزله فقتلوا ولده، وجاريته أم ولده، ثم عسكروا بنهروان، فسار إليهم علي - رضي الله عنه- في أربعة آلاف من أصحابه، فلما قرب منهم أرسل إليهم: أن سلموا قاتل عبدالله ابن خباب، فأرسلوا إليه: إنا كلنا قتله، فقاتلهم علي -رضي الله عنه، وقتلهم جميعاً ولم يفلت منهم إلا تسعة، ولم يقتل من أصحاب علي إلا سبعة، وقيل تسعة.
وجعل علي يمشي بين القتلى منهم، ويقول: بؤساً لكم، لقد ضركم من غركم، فقالوا: يا أمير المؤمنين،ومن غرهم؟ قال: الشيطان، وأنفس بالسوء أمارة غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي ونبأتهم أنهم ظاهرون..
فكان الخوارج هم أول من عرف في الأمة بالتكفير بالذنوب، وتكفير أهل الإسلام بغير حق.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية [ ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا، فإنه أول بدعة ظهرت في الإسلام، فكفر أهلها المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم] .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: [ من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لابد منه، ويكفرون من خالفهم فيها،ويستحلون دمه، كفعل الخوارج، والجهمية، والرافضة، والمعتزلة، وغيرهم.
وأهل السنة لا يبتدعون قولاً، ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ، وإن كان مخالفاً لهم، مكفراًلهم، مستحلاً لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان، وعلي، ومنوالاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين].
لقد انتشر التكفير في هذا العصر انتشاراً كبيراً ، يفوق ما كان عليه في العصور الماضية.
ومن أبرز المصادر والأسباب التي أدّت إلى إنتشار جماعات التكفير في أوساط المسلمين اليوم حتى عم هذا الداء خلقاً كثيراً ممن لم يكونوا معروفين ببدعة بعض الجماعات الدعوية المعاصرة التي لم تنشأ على السنة ، بل تتخبط في البدع والضّلالات،إما لسوء مقاصد القائمين عليها ، وإما لجهلهم بالدين!
فكان من نتاج الجماعات كثير من تلك الكتب ألمسماه بـ : (الكتب الفكرية)، التي أفسدت عقائد كثير من المسلمين وانحرفت بهم عن جادة الدين، فهي تنظر للمجتمعات الإسلامية المعاصرة أنها مجتمعات جاهلية كافرة ،نبذت الإسلام ظهرياً ، واعتنقت الكفر الصريح بمولاة غير المسلمين ، وانهُ يسلم من ذلك أحد من أفراد الأمة حكاماً، ومحكومين، مما كان له أكبر الأثر في وجود جيل معاصر تربى على هذه الأفكار الهدامة ، فزرعت في نفوسهم بذرة التكفير العام للمجتمعات الإسلامية المعاصرة، حتى أصبحت عقيدة راسخة عند هؤلاء، ولا يسأل بعد ذلك ما وراءهذا الاعتقاد من فتن وشرور نجني ثمراتها اليوم .
أن مرحلة التكفير مرحلة خطيرة تسبقها مراحل تسلسلية كالتبديع و التفيسق وما ذاك إلا بسبب الجهل والغوغائية والسفاهة ، فنجد من يقوم بتبديع طائفة من طوائف المسلمين كالأشاعرة والصوفية والشيعة ووو ,
فتذيع الخوف وتشيع الكراهية والافتيات في المجتمع المسلم ، وهذا ما نشهدهُ اليوم في من تبنوا هذا الفكر ما يكرس معاني الفوضى والهمجية ويوقعهم في ما لا تحمد عقباه.
أن أسباب ظهور ظاهرة التكفير، وفشوها وانتشارها عديدة، يكمن أهمها في:
1- اتباع الهوى، والأغراض النفسية في تكفير المخالف وذمه والقدح في عرضه وتبديعهِ وتفسيقهِ ثم رميهُ بالكفر دون تبصر بالعلم، وتورع بالديانة.
2- الجهل الذريع، وربما الجهل المركب بهذه المسألة المهمة، في معرفة الكفر في موارد أدلة الوحي الشريف، والفرق بين الكفرين: الأكبر والأصغر، وحال أصحابها -من جهة اجتماع الشروط وانتفاء الموانع-، والفرق بين الكفر المطلق والكفر المعين، والكفر الدنيوي والحكم لأصحابه بالخلود الأخروي بالنار.
3- اتباع الأقوال الشاذّة، وتقليد الأصاغر في العلم والدين في إطلاق الكفر على الدول والمجتمعات والأفراد.
4- الاستهانة بمحارم الله وأحكام شرعه، وعدم الأخذ على يد المكابر والمعلن بقالة الكفر، وأطره على الحق أطراً بقوّة البرهان.
وأهم آثار انتشار ظاهرة التكفير والتبديع والتفسيق هو فشو الجهل، وخفاء العلم بالدين: عقيدة وشريعة، وتشويه سماحة الإسلام وعالميّته.
إن أولائك النفر من الجماعات التكفيرية لا هم لها إلا زعزعة أمن الآمنين من الموحدين وغير الموحدين الذين لا يروقون لهم !
فعندما يعجز هؤلاء القوم في الوصول إلى مآربهم فأنهم يلجئون إلى أسلوب إرهاب الآمنين وتخويفهم وإشاعة الخوف فيهم , فسلمت منهم دماء المحاربين من أهل الكفر، ولم تسلم منهم دماء الأبرياء من أهل الإسلام !!
ولقد صح عنالنبي - صلى الله وعليه وسلم - أنه قال: (( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم)) .
فمن الإرهاب الذي انتهجهُ هؤلاء الجُبناء الإرهاب التفجيري بعد الإرهاب التفسيقي التبديعي التكفيري.
أن التفجير في المجتمع المسلم الذي فيه ولاية شرعية وأمن وطمأنينة كمجتمعنا ولله الحمد هو من السعي في الأرض فساداً ، بل من الافتيات على الولاية المعتبرة الشرعية التي في أعناق المسلمين لولي أمرهم، ومن اهدار الأرواح والأموال والأمان بين المسلمين، ولو كان هذا الفعل موجهاً لكافر له معنا عهد وميثاق، فإن ذمة المؤمنين واحدة يسعى بها أدناهم، كما صح عن النبي -صلى الله عليه سلم -، بل هو متوعد بوعيد خطير، صح عن النبي -صلى الله عليه سلم- من غير وجه أنه قال: [ من قتل نفساً معاهدةً بغير حلها، حرم الله عليه الجنة أن يجد ريحه ]
وعليه؛ فإن عمليات التفجير والقتل التي تطال المسلمين في بلاد الاسلام محرمة عظيم حرمها، وكذا ما طال المستأمنين أو المعاهدين ممن لهم عهد وأمان من الكفار في معاهدات ومواثيق منحت لهم من ولاية المسلمين الشرعية، لها من الحرمة والخطورة ما دلّت نصوص الشرعية وقواعدها ومقاصدها عليه من وجوه كثيرة يدركها أهل العقل والحكمة فضلاً عن العلماء والفقهاء، وتغيب أو تُغيب عن مدارك الصبيان والجهال وأنصاف المتعلمين،
إن ما نخشاهُ في الوقت الراهن هو ليس ما تقوم بهِ الجماعات الخارجة والفئات الضالة فحسب,
فقد أُخمدت الدولة ولله الحمد هذهِ الفتن واجتثتها من جذورها, ولم يبقي منها إلا أشلاء متناثرة لا وزن لها ولا قيمة, نسأل الله أن يُعيدها للرشد والصواب.
ولكن الذي نخشاهُ هو تلك الأيادي الخبيثة التي تتسلل ألينا وللأسف من دول عربية مجاورة ,
والتي تبثُ بين أفراد مجتمعنا الحقد والضغينة والتكفير المبطن وإثارة النعرات الطائفية , وذلك عبر ما تقوم بهِ ُ من إصدارات سمعية ومرئية بين ابناء هذا البلد المبارك , والذي من شأنهُ أن يُشعل فتيل الطوائف التكفيرية التفجيرية من جديد .
والحمد لله أن خادم الحرمين الشريفين حفظهُ الله قد تفطن لهذا الأمر
فأنشئ مجلس الحوار الوطني والذي تمخض في آخر اجتماع لهُ بقراراتهِ الثمانية الذهبية والتي كان من أبرزها عدم تكفير طائفة لأخرى
وهكذا إن لم نضرب بيدٍ من حديد فإن داء التكفير بغير برهان، ولا مستند شرعي، سيستشري من طائفة إلى طائفةمن اهل البدع حتى يصبح سمة بارزة، وعلامة ظاهره والله المستعان .
بسم الله الذي نشر رحمتهُ على العباد, وأسبل فائض جودهِ وكرمهِ على من أطاعهُ وعصاه, وأنعم على خلقهِ بنعمة الأمن والحفظ فقال
( وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً )
وأصلي وأسلم على حبيبنا وقدوتنا محمدٍ إمام الأنبياء البررة , خير البشر , ومن لهُ اللواء في يوم المحشر , خيرُ من قال
[ من قال لأخيهِ يا كافر فقد كفر ]
وعلى آلهِ وصحبهِ من كانوا متبعين لهُ في النهي والأمر.
أما بعد
فإن أعظم ما تعانيه الأمة الإسلامية في وقتها الراهن ,هو الجهل بما جاء بهِ الشارع عليه الصلاة والسلام , بل الجهلُ بما يجبُ على كل مسلم معرفتهُ من الدين بالضرورة .
وللأسف الشديد أن المتتبع لنشأة التكفير يجدهُ ليس وليد هذا اليوم , فكُل مستقري للتاريخ الإسلامي يجد أن هذا التكفير لهُ جذورهُ المستقاة من عهد السلف الصالح على يد الخوارج .
قد يستغرب البعض كيف نقول إن نشأة التكفير كانت في عهد السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة !
اقول نعم الم يكن الخوارج هم من قاتل مع علي أبن أبي طالب في معركة صفين ؟ ولكن كُل من لم يُحكّم الشرع ويرضخ لما جاء في الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح , فلا بد وأن تزل قدمهُ في هاوية التكفير والمروق عن الدين .
قال أبو الحسن الأشعري: (( أجمعت الخوارج على إكفار علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه- أن حكم، وهم مختلفون: هل كفره شرك أم لا ؟ وأجمعوا على أن كل كبيره كفره، إلا النجدات، فإنها لا تقول ذلك)) .
فكان التكفير بالذنوب الذي جاء بهِ الخوارج هو أول الشرارة التي ظهرت في الأمة ومنها أضرمت تلك النيران التي تعاني منها الأمة الإسلامية الأمرين وامتدت اثارها إلى الوقت الراهن .
وذكر بعض المحققين في المقالات والفرق: إجماع الخوارج على: إكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما والخروج على السلطان الجائر..
ثم أن الخوارج بعد رجوع علي - رضي الله عنه- من صفين انحازوا إلىحروراء فسموا حرورية لذلك، وكان عددهم اثني عشر ألفاً، فأرسل إليهم علي- رضي الله عنه- ابن عباس -رضي الله عنهما- فناظرهم فرجع نصفهم، والآخرون أغاروا على ماشية الناس، واستحلوا دماءهم.
وقتلوا عبدالله بن خباب بن الأرت، ثم دخلوا منزله فقتلوا ولده، وجاريته أم ولده، ثم عسكروا بنهروان، فسار إليهم علي - رضي الله عنه- في أربعة آلاف من أصحابه، فلما قرب منهم أرسل إليهم: أن سلموا قاتل عبدالله ابن خباب، فأرسلوا إليه: إنا كلنا قتله، فقاتلهم علي -رضي الله عنه، وقتلهم جميعاً ولم يفلت منهم إلا تسعة، ولم يقتل من أصحاب علي إلا سبعة، وقيل تسعة.
وجعل علي يمشي بين القتلى منهم، ويقول: بؤساً لكم، لقد ضركم من غركم، فقالوا: يا أمير المؤمنين،ومن غرهم؟ قال: الشيطان، وأنفس بالسوء أمارة غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي ونبأتهم أنهم ظاهرون..
فكان الخوارج هم أول من عرف في الأمة بالتكفير بالذنوب، وتكفير أهل الإسلام بغير حق.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية [ ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا، فإنه أول بدعة ظهرت في الإسلام، فكفر أهلها المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم] .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: [ من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لابد منه، ويكفرون من خالفهم فيها،ويستحلون دمه، كفعل الخوارج، والجهمية، والرافضة، والمعتزلة، وغيرهم.
وأهل السنة لا يبتدعون قولاً، ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ، وإن كان مخالفاً لهم، مكفراًلهم، مستحلاً لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان، وعلي، ومنوالاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين].
لقد انتشر التكفير في هذا العصر انتشاراً كبيراً ، يفوق ما كان عليه في العصور الماضية.
ومن أبرز المصادر والأسباب التي أدّت إلى إنتشار جماعات التكفير في أوساط المسلمين اليوم حتى عم هذا الداء خلقاً كثيراً ممن لم يكونوا معروفين ببدعة بعض الجماعات الدعوية المعاصرة التي لم تنشأ على السنة ، بل تتخبط في البدع والضّلالات،إما لسوء مقاصد القائمين عليها ، وإما لجهلهم بالدين!
فكان من نتاج الجماعات كثير من تلك الكتب ألمسماه بـ : (الكتب الفكرية)، التي أفسدت عقائد كثير من المسلمين وانحرفت بهم عن جادة الدين، فهي تنظر للمجتمعات الإسلامية المعاصرة أنها مجتمعات جاهلية كافرة ،نبذت الإسلام ظهرياً ، واعتنقت الكفر الصريح بمولاة غير المسلمين ، وانهُ يسلم من ذلك أحد من أفراد الأمة حكاماً، ومحكومين، مما كان له أكبر الأثر في وجود جيل معاصر تربى على هذه الأفكار الهدامة ، فزرعت في نفوسهم بذرة التكفير العام للمجتمعات الإسلامية المعاصرة، حتى أصبحت عقيدة راسخة عند هؤلاء، ولا يسأل بعد ذلك ما وراءهذا الاعتقاد من فتن وشرور نجني ثمراتها اليوم .
أن مرحلة التكفير مرحلة خطيرة تسبقها مراحل تسلسلية كالتبديع و التفيسق وما ذاك إلا بسبب الجهل والغوغائية والسفاهة ، فنجد من يقوم بتبديع طائفة من طوائف المسلمين كالأشاعرة والصوفية والشيعة ووو ,
فتذيع الخوف وتشيع الكراهية والافتيات في المجتمع المسلم ، وهذا ما نشهدهُ اليوم في من تبنوا هذا الفكر ما يكرس معاني الفوضى والهمجية ويوقعهم في ما لا تحمد عقباه.
أن أسباب ظهور ظاهرة التكفير، وفشوها وانتشارها عديدة، يكمن أهمها في:
1- اتباع الهوى، والأغراض النفسية في تكفير المخالف وذمه والقدح في عرضه وتبديعهِ وتفسيقهِ ثم رميهُ بالكفر دون تبصر بالعلم، وتورع بالديانة.
2- الجهل الذريع، وربما الجهل المركب بهذه المسألة المهمة، في معرفة الكفر في موارد أدلة الوحي الشريف، والفرق بين الكفرين: الأكبر والأصغر، وحال أصحابها -من جهة اجتماع الشروط وانتفاء الموانع-، والفرق بين الكفر المطلق والكفر المعين، والكفر الدنيوي والحكم لأصحابه بالخلود الأخروي بالنار.
3- اتباع الأقوال الشاذّة، وتقليد الأصاغر في العلم والدين في إطلاق الكفر على الدول والمجتمعات والأفراد.
4- الاستهانة بمحارم الله وأحكام شرعه، وعدم الأخذ على يد المكابر والمعلن بقالة الكفر، وأطره على الحق أطراً بقوّة البرهان.
وأهم آثار انتشار ظاهرة التكفير والتبديع والتفسيق هو فشو الجهل، وخفاء العلم بالدين: عقيدة وشريعة، وتشويه سماحة الإسلام وعالميّته.
إن أولائك النفر من الجماعات التكفيرية لا هم لها إلا زعزعة أمن الآمنين من الموحدين وغير الموحدين الذين لا يروقون لهم !
فعندما يعجز هؤلاء القوم في الوصول إلى مآربهم فأنهم يلجئون إلى أسلوب إرهاب الآمنين وتخويفهم وإشاعة الخوف فيهم , فسلمت منهم دماء المحاربين من أهل الكفر، ولم تسلم منهم دماء الأبرياء من أهل الإسلام !!
ولقد صح عنالنبي - صلى الله وعليه وسلم - أنه قال: (( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم)) .
فمن الإرهاب الذي انتهجهُ هؤلاء الجُبناء الإرهاب التفجيري بعد الإرهاب التفسيقي التبديعي التكفيري.
أن التفجير في المجتمع المسلم الذي فيه ولاية شرعية وأمن وطمأنينة كمجتمعنا ولله الحمد هو من السعي في الأرض فساداً ، بل من الافتيات على الولاية المعتبرة الشرعية التي في أعناق المسلمين لولي أمرهم، ومن اهدار الأرواح والأموال والأمان بين المسلمين، ولو كان هذا الفعل موجهاً لكافر له معنا عهد وميثاق، فإن ذمة المؤمنين واحدة يسعى بها أدناهم، كما صح عن النبي -صلى الله عليه سلم -، بل هو متوعد بوعيد خطير، صح عن النبي -صلى الله عليه سلم- من غير وجه أنه قال: [ من قتل نفساً معاهدةً بغير حلها، حرم الله عليه الجنة أن يجد ريحه ]
وعليه؛ فإن عمليات التفجير والقتل التي تطال المسلمين في بلاد الاسلام محرمة عظيم حرمها، وكذا ما طال المستأمنين أو المعاهدين ممن لهم عهد وأمان من الكفار في معاهدات ومواثيق منحت لهم من ولاية المسلمين الشرعية، لها من الحرمة والخطورة ما دلّت نصوص الشرعية وقواعدها ومقاصدها عليه من وجوه كثيرة يدركها أهل العقل والحكمة فضلاً عن العلماء والفقهاء، وتغيب أو تُغيب عن مدارك الصبيان والجهال وأنصاف المتعلمين،
إن ما نخشاهُ في الوقت الراهن هو ليس ما تقوم بهِ الجماعات الخارجة والفئات الضالة فحسب,
فقد أُخمدت الدولة ولله الحمد هذهِ الفتن واجتثتها من جذورها, ولم يبقي منها إلا أشلاء متناثرة لا وزن لها ولا قيمة, نسأل الله أن يُعيدها للرشد والصواب.
ولكن الذي نخشاهُ هو تلك الأيادي الخبيثة التي تتسلل ألينا وللأسف من دول عربية مجاورة ,
والتي تبثُ بين أفراد مجتمعنا الحقد والضغينة والتكفير المبطن وإثارة النعرات الطائفية , وذلك عبر ما تقوم بهِ ُ من إصدارات سمعية ومرئية بين ابناء هذا البلد المبارك , والذي من شأنهُ أن يُشعل فتيل الطوائف التكفيرية التفجيرية من جديد .
والحمد لله أن خادم الحرمين الشريفين حفظهُ الله قد تفطن لهذا الأمر
فأنشئ مجلس الحوار الوطني والذي تمخض في آخر اجتماع لهُ بقراراتهِ الثمانية الذهبية والتي كان من أبرزها عدم تكفير طائفة لأخرى
وهكذا إن لم نضرب بيدٍ من حديد فإن داء التكفير بغير برهان، ولا مستند شرعي، سيستشري من طائفة إلى طائفةمن اهل البدع حتى يصبح سمة بارزة، وعلامة ظاهره والله المستعان .
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى