منتديات انا سني العالمية
الـــــــــرد المسننيـــــــر على افتراءات إحسان ظهير 133893537771
منتديات انا سني العالمية
الـــــــــرد المسننيـــــــر على افتراءات إحسان ظهير 133893537771
الإعلانات
Kuwait دولة الكويت العربية المتحدة ( العربية )



اعلانات



. قريبا : فتح اقسام الامراض الروحية المستعصية وعلاجاتها
. بالمجان بعيد عن السحر والسحرة الدين يغشون الناس بالباطل
. من الكاتب والسنة النبوية ونقض السحر المضر بالناس
. قريبا : فتح باب عالم الجن علومه اخباره اسراره خفاياه

خطر الداهم : التنصير يضرب بأطنابه في شمال افريقيا بعد محاربة الفكر الصوفي المعتدل من طرف الوهابية ودول غربية
الايمان اصطلاحا : اعتقاد بالجنان ’ واقرار باللسان ’ وعمل بالاركان . انظر شرح الطحاوي لابن ابي العز ص 332
قال الامام الشافعي رضي الله عنه : ان كنت في الطريق الى الله فركض’ ان صعب عليك فهرول وان تعبت فامشي وان لم تستطع كل هدا فسر ولو حبوا ولكن اياك ز الرجوع
الملاحظاتز


قوافل العائدين (أنين المذنبين)

مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ












مواعظ من شباب تائب من ضلال الوهابية لا توجد أية مواضيع جديدة . . . لا توجد أية مواضيع جديدة بكاء ندم لا توجد أية مواضيع جديدة . . . لا توجد أية مواضيع جديدة و الداعي الى الله لا توجد أية مواضيع جديدة . . . هل تعرفه
الايمان بين الحقيقة والخيال لا توجد أية مواضيع جديدة . . . لا توجد أية مواضيع جديدة هل انت تحب الله ...!! وتريد ان تعرف اين هو . . .؟؟
عادي تبحث عن الحقيقة قــم بالتسجيل وستعرف الحق ان شاء الله عادي


خاص بالزوار القسم مفتوح فقط لوضع المواضيع الصالحة : الاعمال الصالحات
للاعـضـاء الـجـدد : : نحن كنا روافض
[تابعونا] : !! تابعونا :

الـــــــــرد المسننيـــــــر على افتراءات إحسان ظهير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود السبت يوليو 05, 2014 9:58 am

الحمد لله الذى احاط بكل شئ علما ووسع كل شئ حفظا 


والحمد لله الذى لا مضل لمن هداه ولا هادى لمن اضل






وبعد فهذه مجموعة مقالات كنت قد نشرتها في أحد المواقع الفاضلة ارد فيها على أحد علماء الوهابية الذى يهاجم بغير هوادة الصوفية وهو غير منصف لهم وبغير عدل ولا اعتدال






حقيقة الرجل قد رحل عن عالمنا بعد نشره كتابه (دراسات في التصوف)للعالم الباكستانى احسان ظهير ،ولكن يبقى الرد على من يتابعه على آرائه ويعتق مذهبه
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود السبت يوليو 05, 2014 4:59 pm

الحمد لله الهادى الى سواء السبيل والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمةً للعالمين وبعدعلى صفحات هذا الموقع سنقوم سويا باستعراض كتاب
"دراسات فى التصوف" لإحسان ظهير هذا العالم الباكستانى والذى يهاجم فيه الصوفية من منظوره الخاص(بل هو منظور وهابى بحت) مستعينا فى ذلك ببعض الأحاديث النبوية وبعض الأثر عن الصحابة والتابعين ،فهو يقوم بعرض المسألة من مسائل التصوف ويقوم بمعارضتها ببعض الأحاديث او الأيات او بعض حكايات عن السلف الصالح معتقدا انه قد رد بذلك ردا وافيا على الموضوع، وهو فى الحقيقة قد فاته او خفى عليه جوانب لم تخطر له على بال ، وهو ما سنقوم نحن بتوضيحه واثبات حجتنا به وهو ما سنراه .










: بادئ ذى بدء نقول وباللـه التوفيق 





ينظر الوهابيون إلى كل ما هو صوفى نظرة شك وارتياب، بل نظرة تكذيب واستنكار، فإذا جاءت حكاية عن الصوفية ،بادروا بتكذيبها وتفنيدها ويسوقون فى ذلك أدلة معتقدبين انها وافية بل هى واهية ،فإذا حكى بعضهم عن كرامة لأحد الأولياء من الصوفية بأن يقال مثلا أن صوفيا قد انفق من الغيب او صلى بمكة وهو بمصر أو تحدث بأمر من أمور الغيب،اوتواجد فى مكانين فى وقت واحد او برأ على يديه مريض بمرض شديد او غير ذلك من الخوارق التى لا تعد ولا تحصى، استنكروا ذلك بشدة ونسبوه الى فعل الشيطان الرجيم وقاموا بترديد قولتهم المشهورة "هذا مخالف للكتاب والسنة ،وليت شعرى هل جاء بالكتاب والسنة تحديد وتوصيف لكرامات الأولياء؟!..وأيضا إذا ذكر بعض الصوفية أنه رأى النبى صلى اللـه عليه وسلم فى المنام وأخبره بكذا أو لقنه صلوات مباركات أو حدثه عن أمر من الأمور استنكروا ذلك وكذبوه على الرغم من الأحاديث الواردة فى ذلك وعن بعض الأثار الواردة عن بعض الصحابة والتابعين













ولــــىّ تفصيــــــل:ـ





إنهم يتعجبون أشد العجب من هذه الكرامات التى تُذكر عن أولياء الصوفية ويرون أنها حكايات مختلقة وأن هذه الكرامات لا يمكن وقوعها !!وأنها مع مخالفتها للكتاب والسنة فهى أيضا مخالفة للعقل والمنطق وهذا من الجهل المطبق ،فالكرامة لابد أن تكون مخالفة للمعقول وليست فى الإمكان وإلا لم تُعد كرامة !..وإلا أصبحت أمورا عادية فى المتناول ،فالوهابى يريد وليا تكون كرامته معقولة غير خارقة!! ،وربما كان سبب ذلك هو انعدام الأولياء أو قلتهم بدرجة ملحوظة عند سالكى منهج السلف او على الأصح المنهج الوهابى ،فلم اسمع ابدا عن ولى من فئــة الوهابية ،فكلما ذكرها غيرهم انتابتهم الغيرة وعمهم الحزن فمعذرة لهم إخوتاه 





وهم على الرغم من ذلك يقولون ان كرامات الأولياء ثابتة بالكتاب والسنة ،فياللعجب !!فلما تنكرونها اذا تَحدّث بها الولى او جرت على يديه؟ وكيف تكون اتحافات الله تعالى لمن استغرقه الذكر حتى اختلط بلحمه ودمه وعظمه كما ذكروا ،وحتى صار القلب ذاكرا لله تعالى على الدوام بغير ان يتحرك اللسان ؟كيف تكون هذه الإتحافات لمثل هذا العبد الذى ترك الدنيا وملذاتها وشهواتها وآثر على ذلك كله رضا مولاه وحبه الذى ملك عليه جميعه؟ إنها هى هذه الكرامات والخوارق التى يتحفهم ويؤيدهم الله تعالى بها والتى تقابلونها بالتكذيب والإنكار!!فلما؟ 





ومن العجيب أنى قرأت لهم مقولة لأحدهم يقول" إذا استطعت ألا تحك رأسك إلا بدليل فافعل!!،فأين دليلكم على كذب هذا الولى،تالله لتفعلن او لتُصَدّقُن !!وما اظن أحدكم بفاعل ومن الغريب أن بعضهم نظر فى بعض علوم القوم الرفيعة،فلم يفهموا فيها شيئا فعدوها سحرا!! ولم يحاولوا التثبت من ظنهم ،مع أن السحر له شروط وضعها الفقهاء منها ان الساحر لابد ان يخرج من الملة بطريقة ما وليس بهذه الكتب أدنى دليل على ذلك ولكنهم جعلوا هذه الشروط خلف ظهورهم واتبعوا أهواءهم وحكموا على القوم باتباع السحر ظنا منهم وافتراءا ولاحول ولا قوة إلا باللـه.. ،وكان أولى بهم إذا لم يفهموا شيئا مما طالعوه بهذه الكتب من العلوم والرسوم أن يكلوا الأمر لله ويتسموا بالسكوت والإعراض عنها ولا ينقادوا وراء ظنونهم"وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا" آية 28 سورة النجم 





يقول الرجل عفا الله عنه فى مقدمة كتابه :





رابعا:













لانجعل المحك والمعيار فى معرفة الصدق عن الكذب والطيب من الخبيث والجيد من الردئ إلا من الكتاب والسنة." 





وسنرى بعد قليل أن الرجل لم يلتزم بما وعد ،وحتى ما استشهد به من الكتاب والسنة كان استشهادا واستدلالا خاطئا ..





وفى أول أبواب الكتاب وهو بعنوان "[b]التطرف من لوازم التصوف" وبعد ان ذكر الرجل الآيات والأحاديث الدالة على الإتباع وعدم الابتداع ،أخذ فى سرد ما ظنه ابتداعا ومخالفة لأعمال النبى صلى اللـه عليه وسلم على سبيل الإجمال ،ثم أخذ فى تناول كل "مخالفة"فى زعمه بالتفصيل [/b]





فيقول::" 

















ويذكر الدرينى عن صوفى مشهور يدعى مسروق انه حج فما نام قط إلا ساجدا" 





فماذا فى ذلك ،فهل ارتكب مخالفة بالحج ؟ ويقول: "

























 "..أما تطرفهم فى سهر الليالى فيذكر الهجويرى عن أبى الفوارس شاه بن شجاع الكرمانى أنه لم ينم لأربعين عاما وعندما نام مرة رأى اللـه تعالى فى المنام ،فقال يا إلهى كنت أطلبك بسهر الليالى فرأيتك فى النوم فقال: يا شاه ،لقد أدركت بُغيتك فى النوم بسهرك الليل ،ولو كنت نمت هناك ما رأيت هنا " 





ونقول لقد رأى الرجل ربه فى نومه فزكى له فعله فماذا تريد أنت ؟أم أنك لا تصدق هذه الرؤيا؟بل وجب عليك التصديق والتسليم ولا تُكذّب فتقع فى إثم سوء الظن المنهى عنها بالكتاب والسنة التى تدعى متابعتهما فأين المتابعة هنا؟ ويقول:"

















ويُحكى عن وهب بن منبه أنه دعا اللـه أن يرفع عنه النوم بالليل ،فذهب عنه النوم 





أربعين عاما





" حسنا ،لقد دعا الرجل ربه فاستجاب له ،فما وجه اعتراضك أنت ؟كما أن





ووهب بن منبه هذا تابعى جليل من الطبقة الثالثة روى له الشيخان وغيرهما ،أى أنه ليس صوفيا فتعترض عليه ،بل إن فى عمله هذا حُجة عليك،فهو من السلف الصالح الذين تحتج بهم على الصوفية ويقول: مع أن رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم :" كان ينام ويسهر ويعمل ويستريح وأصحابه كذلك.وأن اللـه تعالى يقول(وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا)الفرقان





نقول هذا حق وهو لعوام الأمة مراعاة لأحوال الضعفاء فيها حتى لا يشق ذلك عليهم،أما خواص الأمة فلهم شأن آخر ..ويقول:"ولكن الصوفية يروون عن مشايخهم أنهم لم يكونوا ينامون الليل ويقطعونه فى الذكر والتلاوةكما ذكر بن عجيبة:"وقد كان منهم(من الصوفية)من يقطع الليل كله فى ليلة ويختم القرآن كله فى كل ليلة" نقول وهكذا





" كان عثمان يصنع،ولئن كان عثمان مخطئا كان الصوفية مخطئين كذلك، وحاشاه رضى اللـه عنه أن يكون مخطئا ،وبذلك يكون إحتجاج الرجل على الصوفية بمخالفة هدى النبى قد بطل وهناك كثيرون غير عثمان قد حذو حذوه وفعل فعله وأقرأوا





،:" وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر"





رحمك الله يا أبا مسلم..ولكن جاء من بعدك من يدعو إلى الراحة والدعة وإعطاء النفس حقها من ذلك ولم يعلموا أن نبيهم كان يقوم الليل حتى ترمُّ قدماه ،فهولا يريد أن يزاحم أحدا ولا تحقيق منزلة ما .إن باجتهاد النبى وأصحابه وكثير من التابعين بعدهم،صار النبى صلى الله عليه وسلم وأمته الأمة الأعظم والأعلى مكانة يوم القيامة. إنه إذا كان هناك من يريد الأخذ بالرخص والتخفيف فلا حرج عليه ،ولكن لا ينبغى له أن يلوم غيره إذا اجتهد فى الطاعة ويتهمه بمخالفة السنة ،فإن رأى ذلك فعليه أن يبحث فى ذلك بأمانة حتى يصل إلى أرجح الأراء وحتى يتخلص من إثم ظلم الآخري والإفتاء بغير علم! ويمضى الرجل فى هجومه على الصوفية فى مبالغتهم فى الإجتهاد ذاكرا أمثلة عديدة ورائعة عن إجتهاد السادة الصوفية فى طاعتهم لربهم وهو يذكر ذلك على سبيل الإستنكار والنقد واللـه المستعان.. 





ثم يتطرق الرجل إلى موضوع آخر وهو شدة خوف الصوفية من اللـه تعالى وهذا ما سنراه..
جابر الخير
جابر الخير
مؤسس شبكة منتديات انا سني العالمية

مؤسس شبكة منتديات انا سني العالمية
عدد المساهمات : 288
تاريخ التسجيل : 23/12/2013
العمر : 39
الموقع : لكل الفقهاء في العالم الاسلامي
https://sunhalalmih.yoo7.com

مُساهمةجابر الخير السبت يوليو 05, 2014 11:54 pm

بارك الله فيك اخي الحبيب على الموضوع القيم جدا 
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الأحد يوليو 06, 2014 1:04 pm

بارك الله فيك اخي الحبيب على الموضوع القيم جدا
وفيكم أخى الفاضل وأكرمكم الله وشكرا على هذا المرور العطر
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الإثنين يوليو 07, 2014 5:33 pm

فيقول:ذكرصاحب" الأخلاق المتبولية" عن مشايخه أن كل واحد منهم يغلب عليه الخوف فيصير يتمرغ فى الأرض كالطير المذبوح
"والصوفية دائما يخافون أن يمسخ اللـه صورهم كلب أو خنزير (المصدر السابق)
:وذكروا عن الكلاباذى والنفزى والشعرانى وغيرهم عن السرى السقطى أنه قال"إنى لأنظر كل يوم فى المرآة مرارا مخافة أن يكون وجهى قد اسود
"( ويقول :"
ومن أطرف وأعجب ما نقلوه فى ذلك هو ما حكاه الشعرانى عن العلاء بن زياد أنه ربما بكى 7 أيام متوالية لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا

والعلاء بن زياد من صالحى التابعين وليس من الصوفية
قال ابن عيينة، قال محمد بن واسع:لو كان للذنوب ريح ما جلس إليّ أحد!!
"ومحمد بن واسع هو أيضا من التابعين وليس من الصوفية..
وهكذا يسوق الشيخ إحسان العديد من الحكايات عن هؤلاء الصوفية شديدى الخوف من اللـه منتقدا ذلك مُخطئا لهم تقواهم ربهم!!وكأنه لم يعلم أن الأمن من مكر اللـه كبيرة من الكبائر!وكأنه لم يعلم بقصة عمر رضى اللـه عنه مع حذيفة بن اليمان والذى ائتمنه النبى صلى اللـه عليه وسلم على أسماء المنافقين ، وكان عمر يستحلفه باللـه هل اسمه مع المنافقين!!
وهو من العشرة المبشرين بالجنة وهو مع ذلك لا يأمن لمكر اللـه فكيف بمن هو دونه؟!وكان على خديه وأسفل عينيه خطان أسودان من كثرة البكاء!
أما أبو بكـر
رضى اللـه عنه فكان يُشم من فمه
رائحة الكبد المشوى وهو دليل على شدة خوفه رضى اللـه عنه من ربه ،وهو خوف لم يصل إليه أحد من الأمة
!فماذا نقول بعد ذلك؟! ومنذ متى كان خوف اللـه تعالى جُرما يؤاخذ عليه العبد
ثم إن هذا الخوف والبكاء لم يكن خاصا بالصوفية وحدهم ،ولكنه كان عاما فى جميع
السلف الصالح وكانت هذه هى خشيتهم لربهم، وأخيرا يحتج الرجل على الصوفية بآية وحديث
فيقول:
"ويُعلم من ذلك أن على المؤمنين أن يتقوا اللـه بحسب اجتهادهم ووسعهم كما قال اللـه تعالى  فاتقوا اللـه ما استطعتم) ويقول صلى اللـه عليه وسلم (وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم)
وهذا حق ،فكل إنسان يتقى اللـه تعالى ويخشاه حسب وسعه وطاقته ،وهؤلاء هذه هى طاقتهم ووسعهم فى التقوى فليس مثلى ومثلك على قدر من التقوى والخشية كهؤلاء
فيقول: ثم يأخذنا الشيخ إحسان عفا اللـه عنه إلى موضوع التوكل على اللـه (ص59 :"وإن الصوفية قــد
تطرفوا فى التوكل وقطع الأسباب وإغلاق باب الوسائل وترك باب التحرز والإحتياط ففسروا التوكل بغير معناه الشرعى...

إن الرجل لايريد أن يفهم أن هؤلاء قد انقطعوا للـه تماما ،فأصبحوا
يرجونه فى كل نفس وصاروا به فى كل شأن
وهو لم يعلم أنهم من خواص
العِباد ،بل من خواص الخواص فلابد ان يكون لهم مع ربهم شأن يخالف مَن دونهم ،ولننظر معا إلى ما فعله أبو بكر رضى اللـه عنه بعد وفاة النبى صلى اللـه عليه وسلم وتوليه الخلافة وكيف حارب المرتدين ومانعى الزكاة وأخرج الجيوش ولم يعد بالمدينة القوة الكافية لحمايتها وحماية الدولة الناشئة من القبائل المتربصة ،وصار الأمر بمثابة الإنتحار ،وحاول عمر والصحابة إثناءه عن عزمه وان يتروى فيما يريد ولكنه أصر وقال قولته المشهورة (واللـه لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول اللـه لقاتلتهم عليه..) فلننظر كيف كان توكل الصديق على ربه وكيف كان يقينه به. وليس أبو بكر بأعظم توكلا من النبى صلى اللـه عليه وسلم ،فقد كان نائما فى خيمته يحرسه بعض اصحابه ،فنزل قوله تعالى "..واللـه يعصمك من الناس  "
فقال لهم " انصرفوا أيها الناس فقد عصمنى اللـه"
الحديث بتمامه رواه مسلم فى صحيحه عن عائشة رضى اللـه عنها) وكان هذا الحديث سببا فى إسلام إحدى الأوربيات التى قالت :لو كان يخدع الناس ،ما خدعهم فى حياته وهذا حق . والتوكل المنهى عنه هو التوكل الذى يودى بصاحبه ويسوقه إلى الهلاك ولكن شيئا من هذا لم يقع لأحدهم فإذن هو توكل صحيح مقبول ولا يقدر عليه أحد سواهم ،فلا يقتدى بهم العامة ،ولو فعله أحدهم لتعرض للهلاك .
ويمضى الرجل مستعرضا أنواعا من التوكل عجيبة ومدهشة للعارفين باللـه ..
ويبدو أنه غير مصدق لها ،بل هو غير مصدق فعلا
ويقول مستنكرا لأنواع التوكل التى ذكرها: "ولم يأمر النبى أصحابه بهذا النوع من التعطل بل أمرهم بالطلب والعمل حيث قال:
"إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها ، ألا فاتقوا اللـه وأجملوا فى الطلب" ويقول :أما التوكل الصوفى فليس إلا إيثارا للخمول والجلوس فى الروابط والخانقاوات وهروبا عن الجد والكد والاجتهاد والجد .

وهذا محض كذب وافتراء فقد كان لكثير منهم عملا يتكسب منه ، كما أن بعضهم كان فقيرا لا يجد قوت يومه شأنهم فى ذلك شأن أهل ذلك العصر
ويقول الإمام عبد الوهاب الشعراني
اللـه رحمه في كتابه الكوكب الشاهق في بيان معرفة المريد الصادق
:ولا ينبغي للمريد أن يتجرد عن الدنيا بالكلية بحيث يصير كَلاً على الناس
يطعمونه ويكسونه كالنساء مع القائم عليهم، فإن ذلك من رداءة الهمة،
وقد ذكرنا في كتاب المنن الكبرى
أن شخصاُ من المحترفة جاء يزور سيدي إبراهيم المتبولي فأعجبه الفقراء، وترك حرفته، فقال الشيخ: لم تركت حرفتك،
فقال: دخلت الزاوية
فرأيت بومة عمياء في طاقة الزاوية ورأيت صقراً يأتيها كل يوم بقطعة لحم تأكلها، فقلت: أنا الآخر أتوكل على الله وأجلس مع الفقراء، فقال له الشيخ: لأي شيء تجعل نفسك بومة، لا تجعلها صقراً ؟ فتأكل من كسبك وتطعم منه غيرك، فتاب ذلك الشخص ورجع إلى حرفته)

هذا هو رأى قطب من أقطاب الصوفية فى التَكسُّب وقد ذكر لنا قصة تدلل على موقف الصوفية من اكتساب الرزق وتنفى عنهم هذا الاتهام الباطل للشيخ إحسان وهو نقله عن شيخه محمد بن عبد الوهاب. وهذا لا يمنع أن يأمر بعض مشايخ الصوفية مريده من الجلوس فى الطرقات متعرضا لسؤالهم ،وذلك إذا وجد فى نفسه كِبرا وتعاليا وأراد تهذيبه وتطهيره من هذا الخلق الذميم.وكفاية اللـه تعالى لمن توكل عليه ليس فيه شك عندنا ،أما
عندهم فاللـه أعلم .
. " ودعونى أقص شيئا عن التوكل عايشته بنفسى ،ولكن قبل ذلك لابد لى أن أقول أننى لا أقصد ذكر شيئا من الكرامة أو التصوف فأنا انسان عادى تماما والحمد للـه .منذ أعوام مضت كنت أؤدى عمرة فى رمضان وكنت بالمدينة المنورة وعند اقتراب المغرب ذهبت لأداء الصلاة ،وجلست فى الساحة المكشوفة حتى تُقام الصلاة وقلت فى نفسى سأجلس هنا فإن أتانى اللـه بطعام أكلت وإلا صبرت حتى أعود للفندق (وكان الطعام يتم توزيعه داخل المسجد غالبا) وبالفعل جاءنى من أعطانى طعاما وآخر برتقالة ،فأكلت وحمدت اللـه وكان بجوارى جليسا من غير العرب نال مثلما نُلت،وفى اليوم التالى حضرت فى نفس الموعد ولكنى دخلت إلى داخل المسجد وجلست بين مائدتين إحداهما للأتراك وأخرى لسودانيين وقلت قفى نفسى لابد أن يدعونى بعض هؤلاء للإفطار ،وأذن المغرب وبدأ الحاضرون فى الإفطار ،وواللـه لم يلتفت لأمرى أحد من هذا الجمع فقد أخذ اللـه بأبصارهم عنى ولم ينتبه إلىّ أحد فعلمت أننى توكلت على المخلوقين فوكلنى إليهم فسبحان اللـه ،فإذا كان هذا حال إنسان تعبان مثلى ،فكيف بحال هؤلاء الذين أفنوا حياتهم فى طاعته تعالى ،

وإذا كان الله تعالى يقول فى محكم التنزيل" ...وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا سورة الطلاق)وتأمل أخى الفاضل إلى قوله "ومن يتوكل على اللـه فهو حسبه إن اللـه بالغ أمره "فما الظن بمن هو اللـه حسبهُ أى كافيه؟وفى الحديث " قَالَ رَسُول اللَّه " مَنْ اِنْقَطَعَ إِلَى اللَّه كَفَاهُ اللَّه كُلَّ مَئُونَة وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب وَمَنْ اِنْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَكَلَهُ إِلَيْهَا" تفسير بن كثير ويقول صلى اللـه عليه وسلم"لو توكلتم على اللـه حق توكله ،لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً ".
ويحكى لنا المؤلف عن توكل أبى مدين وأنه كان غير محترف (أى لا يعمل)وكان يرد شيئا يؤتى إليه!(وما فهمته من ذلك أنه كان لا يقبل شيئا من أحد) وسأله من حوله لما لا تحترف(أى تكون لك حرفة تتكسب منها)؟ فرد الرجل عليهم ردا طريفا عنى فيه أنه ضيف على اللـه تعالى وهو تعالى كافيه هم الرزق ومؤديه إليه كما يؤدى المضيف حق ضيفه طوال أيام ضيافته!!ولكن الشيخ إحسان سخر من هذا الرد واعتبر ذلك تسولا واستجداءاً،ولكنه جواب صائب وجميعنا أضياف عليه تعالى وأرزاقنا عليه والرجل قد فرّغ نفسه للإقبال على ربه ،وفى نهاية القصة يذكر لنا أنه كانت هناك غزالة تأتى إلى أبى مدين هذا فتدر عليه من لبنها وكان هذا هو رزقه !!فإذا كان هذا هو حال الرجل مع ربه وقد رضى بهذا رزقا، فلما يُلقى باللوم عليه ؟
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ قَرَأَ وَاصِل الْأَحْدَب هَذِهِ الْآيَة
" وَفِي السَّمَاء رِزْقكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " فَقَالَ أَلَا أَرَى رِزْقِي فِي السَّمَاء وَأَنَا أَطْلُبهُ فِي الْأَرْض ؟ فَدَخَلَ خَرِبَة فَمَكَثَ ثَلَاثًا لَا يُصِيب شَيْئًا فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْم الثَّالِث إِذَا هُوَ بِدَوْخَلَةٍ مِنْ رُطَب وَكَانَ لَهُ أَخ أَحْسَن نِيَّة مِنْهُ فَدَخَلَ مَعَهُ فَصَارَتَا دَوْخَلَتَيْنِ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُمَا حَتَّى فَرَّقَ بَيْنهمَا الْمَوتْ - تفسير بن ك ومن هذا الأثر نرى أن أبو مدين لم يتفرد بهذا الرأى فى التوكل بل شاركه فيه هذا التابعى الجليل ومعه أخوه..
وهذا هو الإمام الجليل أبو هريرة الذى انقطع للعلم ولسماع حديث رسول اللـه صلى اللـه علي وسلم حتى صار من أعظم الصحابة رواية للحديث فصان اللـه تعالى به السنة .واقرأ ما يقوله أبو هريرة: عن نفسه:
قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ " إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة! و لو لا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا , ثم يتلو ": إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون (109) إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم (و إن إخواننا من المهاجرين شغلهم الصفق في الأسواق , و إن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم , و إن أبا هريرة كان يلزم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ بشبع بطنه و يحضر ما لا يحضرون , و يحفظ ما لا يحفظون"

هـذا هــو أبو هريرة وهذا هو انقطاعه للعلم ،فهل لامه النبى صلى اللـه عليه وسلم على تركه التكسب والتفرغ لتحصيل العلم

ويمضى الرجل بنا ليقص علينا من روائع العارفين باللـه فى التوكل وهو غير مصدق بها وهى بالفعل مدهشة مذهلة ولكن من لايصدق بها يكون غير مصدق لعظيم فضل اللـه على عباده ففضل اللـه تعالى لا حد له،ولننظر حولنا كيف أغدق على الكافرين بأوروبا وغيرها من النعمة والفضل ما يجل على الوصف وهم على كفرهم وفجورهم ،أفلا يغدق من فضله العظيم على من أقترب منه بصالح الأعمال،واجتهد فى ذلك أيما اجتهاد؟
ولسنا ندعو بهذه الأمثلة من التوكل التى ذكرناها إلى ترك التكسب وإهمال السعى على المعاش فذلك لا يصلح للعامة من الأمة ،وإنما هو لمن شاء ممن انقطع للـه تعالى بالإجتهاد فى طلب العلم الشرعى أو فى طاعة ربه كحال بعض هؤلاء الصوفية الذى يخشى أن تشغله أمور الدنيا عن جده واجتهاده فى هذه الطاعة ،كما أن هؤلاء الصوفية قليلو المأكل والمشرب جدا فيكفيه من الرزق أقله ،كما أنهم ليسوا بأجمعهم على نفس منهج أبى مدين، كما ذكر الإمام الشعرانى رحمه الله فى قصته السابقة،ثم ينتقل الكتاب بنا إلى خروج الصوفية للحج بغير زاد ولا راحلة،وهو يتعجب من ذلك..
الصاعق
الصاعق
الاعضاء النشطاء
الاعضاء النشطاء
عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 02/01/2014

مُساهمةالصاعق الثلاثاء يوليو 08, 2014 1:09 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
جزاك الله خيرا اخى الحبيب وجعله الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة طرح رائع وقيم ومفيد.
فى انتظار جديدك
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الثلاثاء يوليو 08, 2014 1:12 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
جزاك الله خيرا اخى الحبيب وجعله الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة طرح رائع وقيم ومفيد.
فى انتظار جديدك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله بمثل بكل ما دعوت وزادك من فضله
والجديد فى الطريق ان شاء الله  
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الثلاثاء يوليو 08, 2014 1:20 pm

الإخوة الأفاضل مسموح بالمشاركة بالتعليق والنقد للموضوع ربما يكون قد غاب عنى شئ فارحب بالتصحيح والتصويب
ومسموح للوهابية بالمناقشة وابداء الرأى ولنا حق الرد
والله الموفق
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الثلاثاء يوليو 08, 2014 1:40 pm

وهو يتعجب من ذلك،ونحن نقول:وهل تحدث أحد بهلاكهم أو حتى هلاك بعضهم فى ذلك ؟ لا لم يحدث أبدا ،إذن فهو توكل صحيح ،وليس توكل العبد الربانى الذى يقول للشئ كن فيكون والذى صار ربه له بمنزلة السمع والبصر واليد كتوكل أحاد العامة الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً !!
ثم يحدثنا عن تواضع بعض الصوفية ومبالغتهم فى ذلك فيقول:هذا وإن هناك أنواعا أخرى من تطرفات الصوفية فى إظهار التواضع والذل والرضا بالدون والمسكنة وهوان النفس، والسقوط فى أعين الناس..! وهو يذكر لنا أمثلة غريبة عن عن تواضعهم وترفعهم حتى عن الكلاب!وهو يروى عن بن عجيبة قوله:من رأى لنفسه قيمة على الكلب فهو متكبر ممقوت عند اللـه تعالى!ونحن نقول كما هو معلوم أن العارفين باللـه قد أسقطوا النفس تماما وهم يرون أن من كانت عليه بقية من نفس فهو مازال قاصرا عن اللحاق بركبهم فهم يعتبرونها حجر عثرة أمام باب الوصول
يروى أن المسيح عليه السلام مر على جيفة كلب فقال بعض التلامذة ما أشد نتنه فقال المسيح ما أشد بياض أسنانه،وفى رواية أنه قال: هلا قلت: ما أشد بياض أسنانه وفى رواية أنهم سألوه لما يقول ذلك عن كلب ميت منتن ،فقال :أردت ألا أُعَود لسانى الذم..!أرأيتم..إن خُلق هؤلاء الصوفية لقريبة من أخلاق أنبياء اللـه..
ثم يروى لنا حكاية طريفة ،ولكنها ليست غريبة،فيقول:وأما أحمد بن أبى الحسين الرفاعى فيذكرون أنه وجد كلبا أجرب أخرجه أهل أم عبيدة إلى محل بعيد ،فخرج معه إلى البرية وضرب عليه مظلة وصار يطليه بالدهن ويطعمه ويسقيه ويحت الجرب عنه بخرقه فلما برئ حمل له ماءا مسخنا وغسله" فهل هذا العمل الطيب يُذم عليه الرجل أم يحمد؟ وأين نحن من حديث رسول اللـه عن البغى من بغايا بنى إسرائيل التى غفر اللـه لها لأنها سقت كلبا وكذلك رجل فعل مثل فعلها؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ ، فَنَزَعَتْ له بمُوقَهَا ، فَغُفِرَ لَهَا. أخرجه أحمد والبُخارى ومسلم(فنزعت له بمقها :أى سقته بحذائها) وعنه رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال
: ( بينا رجل يمشي ، فاشتد عليه العطش ، فنزل بئراً فشرب منها ، ثم خرج ، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ، فملأ خفّه ثم أمسكه بفيه ، ثم رقي فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفرله،قالوا يا رسول اللـه وإن لنا فى البهائم أجرا؟قال صلى الله عليه وسلم :فى كل ذات كبد رطبة أجر
رواه البخاري
هذا هو هدى النبى صلى اللـه عليه وسلم فى الحيوان والرحمة به،فأيكم أعظم اتباعا للنبى صلى اللـه وسلم؟.
وفى الباب الثانى وهو بعنوان"التصوف ومخالفة الشريعة" ويبدأه بعرض الآيات التى تحث على اتباع النبى والحذر من مخالفته ومعصيته وكذلك الايات التى تتحدث عن الجنة والنار والتضرع إلى اللـه بسؤاله الجنة والتعوذ به من النار ،ويرى أن الصوفية يخالفون هذا الهدى فيقول:أما المتصوفة فلا يرون الأمر كذلك،فلا الدنيا ولا الآخرة ،ولا الخوف، ولا الجنة ولا النار ،بل كثيرا ما يستهزؤن بها ويسخرون بها"!!ومعاذ اللـه أن يكونوا كذلك،فما هو إلا سوء فهم من الرجل!فهو له تصور خاص يريد من أهل التصوف أن يكونوا عليه ،وهو جاهل بأمور هؤلاء الخواص من الناس،فهو لا يعلم أن حب اللـه تعالى وتعظيمه قد ملك عليهم شغاف قلوبهم فليس عندهم أعظم من اللـه ولا أحب اليهم منه تعالى،فهو كل شئ فى دنيا الصوفى ،وليست الجنة ولا النار بأعظم عند الصوفيه من ربهم جل شأنه ،فالجنة والنار مخلوقتين له ،ولا يتقدمان عليه بحال، ولكن الرجل عفا اللـه عنه،لم يكن ليفهم ذلك ،فهو لم يذق مثلما ذاقوا ولم يعانى مثلما عانوا!!ويروى عن رابعة رحمها اللـه أنها قالت :وعزتك ما عبدتك خوفا من نارك ولا رغبة فى جنتك ولكن كرامة لوجهك الكريم.ونقول:هل هناك أعظم من وجه اللـه الكريم ؟!وهل سيحاسبها اللـه تعالى يوم القيامة ويحرمها من جنته لأنها رغبت فى وجهه الكريم ؟!!الفرق شاسع بين الصوفية وغيرهم من الوهابية أو مدعى السلفية..إن من أحب الله تعالى وصدق فى ذلك [size=200]فقد فاز بجنته حقا ونجا من ناره فعلا..
ونختم الكلام بهذا الحديث القدسى الذى أورده الشيخ احسان وهو حجة لنا عليهSadوحكى عماد الأموى وغيره أن داود عليه السلام قد أوحى إليه الرب تبارك وتعالى أن أَوَدّ الأوِدّاء** إلى من عبدنى بغير نوال..ومن أظلم ممن عبدنى لجنة أو نار ،لو لم أخلق جنة أو نارا ألم أكن أهلا لأن أطاع؟) بلى يا رب..
** أود الأوداء:أى الأعظم ودا ..كأن نقول أحب الأحباء
ثم يحكى عنهم أنهم كانوا يتناولون الخمر والحشيش والبنج وكثير من هذا الإفتراء والكذب الذى سيكون معرض سؤال يوم القيامة ولابد،ونقول لقد ذكر الرجل فى كتابه كثيرا أنهم كانوا يشددون على أنفسهم فى الصيام ـ وسيأتى ـ والجوع فكيف أصبحوا الان يأكلون ويشربون ماذا؟.. خمر وحشيش؟!!ألا يحتاج ذلك إلى مَزة!!أم يهضم به لحم بطنه؟!!
ومن الأكاذيب التى ملأت الكتاب أنه يدعى عليهم أنهم يتركون الصلاة فى المساجد ويذكر بعض امثلة لآحاد من الصوفية ونقول :وهل كانت مجالس الصوفية للذكر إلا ببيوت اللـه..أنهم أقاموا بها مجالس ذكرهم ودفنوا بها ايضا ،فكم من مسجد به ضريح بكافة أرجاء بلاد الإسلام ،أما هذه الأمثلة التى ذكرها فربما يكون لبعضهم عذر ما لا يمكنه معه من الحضور لأداء الصلاة ،أو ربما كان يصلى بمكة مثلا وليس هذا بمستغرب ولا محال وهو نفسه يروى عن النبهانى رحمه اللـه قوله:إياكم أن تنكروا على أحد من الأولياء كونه لم يُصلِ معكم فى جماعة ،فإن للـه تعالى رجالا يُصَلون كل صلاة من الصلوات الخمس فى مكان غير بلدهم ،فبعضهم لا يصلى الجمعة دائما إلا بمكة أو بمسجد النبى صلى اللـه عليه وسلم وبعضهم لا يصلى الظهر كل يوم إلا فى الجامع الأبيض برملة لد.." وكالعادة هو يُكذب بذلك وليس له دليل على ذلك إلا أن الأمر عنده عجيب وغريب !!وقلنا قبل ذلك أنه هكذا هى كرامات الأولياء غريبة وعجيبة وبغير ذلك لا تكون كرامة.

أما عن مخالفات الصوم فى رأيه فيقول :أما الصوم فخالفوا فيه تعاليم النبى صلى اللـه عليه وسلم سالكين فى ذلك مسلك أهل الرياضات الهندية ومجاهدات أهل الكتاب..فروى عن كثير منهم أنهم كانوا يصومون الدهر.." ونقول : ما خالفوا هدى النبى فلم ينه صلى اللـه عليه وسلم نهيا جازما عن صيام الدهر وقد صامه جماعة من فضلاء الصحابة منهم عمر بن الخطاب وابنه عبد اللـه وعائشة رضى اللـه عنهم جميعا.
وهذه هى أقوال العلماء فى صيام الدهر:
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على أربعة أقوال:
القول الأول: تحريم صوم الدهر، وإن أفطر أيام النهي الخمسة، ونسبه الإمام الصنعاني إلى طائفة، فقال: هو اختيار ابن خزيمة، وهو قول ابن حزم الظاهرى.
القول الثاني: جواز صوم الدهر إذا أفطر أيام النهي الخمسة،ونسبه الإمام الصنعانى إلى طائفة فقال هو اختيار بن المنذر وهو المعتمد عند المالكية وقول للشافعى ورواية عن أحمد).
القول الثالث: يستحب صوم الدهر لمن لا يضعفه عن حق، إذا أفطر أيام النهي الخمسة، ونسبه الإمام الصنعاني للجمهور، وهو قول عند المالكية، والغزالي، والدارمي من الشافعية
القول الرابع: كراهة صوم الدهر مطلقاً، وإن أفطر أيام النهي الخمسة، ولم يذكره الإمام الصنعاني، هذا هو رأى العلماء فى سرد الصيام ومنه نتبين - من القول الثانى والثالث- أنه جائز، ولكن مؤلفنا يفتى بغير علم فيقول :وصوم الدهر هذا مخالف تماما لحديث رسول اللـه صلى الله عليه وسلم حيث قال:"أفضل الصيام صيام أخى داوود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما " صدقت يا سيدى يا رسول اللـه ولكن أين هنا النهى عن صيام الدهر؟! وهل خالف عمر وابنه وعائشة رضى اللـه عنهم جميعا وغيرهم ممن صاموا الدهر، هدى النبى صلى اللـه عليه وسلم؟
ويقول بن عربى رحمه اللـه :إن التصوف طريق الشدة ،ليس للرخاء فيه مدخل،لأن الرخص إنما هى للعوام" وهذا هو الحق ،وهو رد على جميع الاعتراضات الواردة فى هذا الكتاب..
[/size]
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الأربعاء يوليو 09, 2014 7:22 pm

وكذلك هذه الخلوة التى يدخلها السائر إلى اللـه تحتاج إلى الإنقطاع عن الناس فلا يخرج منها إلا لأداء الصلاة ثم يعود سريعا هكذا قرأنا فى كتبهم ،وهى موجودة غالبا فى بعض المساجد.
ويحكى قصة نقلها عن الشعرانى رحمه اللـه فيقول:انقطع الشيخ المنزلاوى فى الخلوة 9 أشهر يقرأ فى الليل ختمة وفى النهار ختمةثم خرج ينفق من الغيب إلى أن مات،وأقمت عنده نحو 57 يوما فما رأيت الفقراء احتاجوا إلى شئ إلا ويخرج لهم من كيس صغير كعقدة الإبهام جميع ما يطلبونه" ص 95 إنه يروى هذه القصة وهو غيرمصدق بها!ولكن اللـه تعالى قد أيد هذا الولى بهذه الكرامات التى تدل على قبول عمله ورضا مولاه عنه فما وجه الاعتراض؟ولكنه التكذيب بغير تراجع ،وإنما هو يستكثر أن يَمُن اللـه على من جد واجتهد فى مرضاته ..
لقد مكث الرجل 9 أشهر(270يوما)يتلو كتاب اللـه ليل نهار حتى ختمه 540 مرة وهو جالس فى مكان مظلم كأنه سجن انفرادى لا ينام إلا جالسا - كما هو من شروط الخلوة- حتى ملأت أنوار القرآن قلبه فاستضاء بها واستنار فأصبح محلا لتلقى العلوم والمواهب الإلهية ،فهل كثير عليه أن يؤيده اللـه تعالى بهذه الكرامة؟
و لكى يقرأ مسلم كتاب الله 540 مرة فى حياته يلزمه 15 عاما،مرة كل عشرة أيام

إن هؤلاء المكذبين للصوفية لو عاشوا فى عصر الأنبياء ما صدقوا بمعجزة يأتى بها نبى !! ولقد بدأ النبى جده واجتهاده وتعبده بالإختلاء فى غار حراء حتى جاءه الوحى وأُمر بالتبليغ..فلم يأتى هؤلاء العارفون بالله ببدعه ويقول

".. ولايوجد صوفى لا يبالغ فى الجوع والتعرى وترك الحلال والتقشف والتعنت وتعذيب النفس وتكليفها ما لا يُطاق وجلب الأذى والتجاوز فى أوامر اللـه ونواهيه ..."
وسنجد أن ما يقوله ليس صحيحا وذلك لسبب واحد خفى على صاحبنا وهى أن هذه الطريقة هى للخواص وليس للعوام من الناس،بل هى لخواص الخواص،فالخواص هم جماعة العباد والزهاد من السلف الصالح أما سادات الصوفية فهم خواص الخواص، وهم يفعلون هذه الأمور الشاقة على التدرج حتى تصبح على قدر الوسع والطاقة وهذا هو ما أمر به رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم حيث قال "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"
ويشرح الغزالى رحمه اللـه هذا الحديث فيقول"

"أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج، فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور، ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه، ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا، وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه"

وبهذا التدرج الذى ذكره الغزالى وصل الصوفية إلى أعلى مراتب العبادة والطاعة بغير رغبة فى التراجع او ميل إلى الكسل والفتور ،فقد كان بعضهم يتدرج فى تدريب نفسه على الجوع بتقليل الطعام شيئا فشيئا ولهم فى ذلك طرق وأساليب شتى ..
ثم يحدثنا الكتاب عن إهانات الصوفية للكعبة فى زعم مؤلفه ،فيزعم أن الشبلى رحمه اللـه رؤى وهو يحمل شعلة نار فى يده فسألوه عن سبب حمله إياها فأجاب :أريد أن أحرق الكعبة ليتوجه الناس إلى ربها"
ومعاذ اللـه أن يصدر عن الشبلى ذلك الهراء وقد قرأنا عنه جميعا ،فهل عثر أحد على مثل هذه الفرية عن االشبلى رحمه اللـه ؟ولكنه أتى بها من كتاب تذكرة الأولياء للشيخ العطار وهو شيخ شيعى يقال أنه من أولياء الشيعة ،والشيعة مشهورون بالكذب والافتراء ،ولعلهم دسوها على كتب هذا الولى
وهكذا يمضى الكتاب فى سوق إدعاءات وافتراءات عن الصوفية تفتقر إلى الدليل الشرعى والعلمى ..

لكن قبل أن ننتقل إلى الباب التالى لابد لنا أن نوضح أن سبب سلوك هذه الطريق الشاقة فى الطاعة هو أن الذكر الذى هو أساس هذه الطاعة والوصول إلى اللـه تعالى يحتاج- لكى يصفوالقلب وتملأه الأنوار- إلى أن يتخلى السالك بدرجة كبيرة عن الدنيا وشهواتها وملذاتها وبذلك يصبح صالحا للترقى فى سلم الطاعة إلى أعلى درجاتها ويكون أهلا للفتوحات الربانية والمواهب اللدنية التى لا يعلمها إلا من سلك طريقهم واتبع سبيلهم راجيا وجه اللـه تعالى بغير التفات الى كرامات وفتوحات فهؤلاء هم الصادقون المخلصون حقا..
وإذا انتقلنا إلى الباب التالى نجد الهجوم ما زال مستعرا تحت عنوان "الصوفية مؤامرة على الإسلام"فالرجل مازال يطفح باطنه عداوة وبغضا للصوفية والتصوف، فالتصوف"ليس عبارة عن غلو ومغالاة وتطرف فى الدين فقط ،بل هو مؤامرة حيكت وأحكم نسيجها ضد الإسلام والمسلمين!!

مخالفا فى ذلك أراء الأئمة الأفاضل
الذين حكّموا العقـــل ونـأوا بانفسهم عن الغــل "ربنــا ولا تجعـــل فى قــلوبنــا غلا للذين آمنوا واغـفــر لنا ربنا إنك غفور رحيم" :فهؤلاء الأئمة الأفاضل يرون فى الصوفية والتصوف رأيا مغايرا لهذا العالم الباكستانى وهم بلا شك أعظم منه علما وعقلا:

ويقول أيضا إنه "...ترويج للعقائد اليهودية والمسيحية والمذاهب الهندية والفارسية!!كالبوذية والزارادشتية والمانوية والأفلاطونية وغيرها من التيارات.."أنظروا ..!!بقى ان يقول وعقائد الهنود الحمر وآمون وقبائل الماو ماو ..!!ماذا ترك الرجل من سوء لم يلصقه بالتصوف؟!
ويقول - عن نشر التصوف للتيارات السابقة أنها: "لقتل روح الجهاد واعلاء كلمة اللـه، وأن يكون الدين كله للـه وتبليغ رسالاته تعالى إلى كافة الأمم والملل فى أنحاء المعمورة كلها
" إن التصوف ـ لمن لا يعلم- هو من نشر الإسلام فى ربوع أفريقيا تلك القارة السمراء :

،فماذا فعـل أتباعه من الوهابية ؟ وأى إســلام نشــروا؟ وأى دعــوة نصروا؟
واسمع إلى رأى عالم جليل من علماء الإسلام ::
قال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى: (قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى، وقعد غيرهم على الرسوم، مما يدلك على ذلك ما يقع على يد القوم من الكرامات وخوارق العادات، فانه فرع عن قربات الحق لهم، ورضاه عنهم، ولوكان العلم من غير عمل يُرضي الحق تعالى كل الرضا لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم، ولولم يعملوا بعلمهم، هيهات هيهات)
المصدر:"نور التحقيق" للشيخ حامد صقر.
ثم ينتقل الرجل إلى موضوع آخرفيقول:"ولا يوجد فى كتب الأولين منهم والحديثين مخالفة أكتر من مخالفة العلم وأهله"
!!ويكفينا فى الرد عليه هو هذه الكلمات بالأعلى للعز بن عبد السلام رحمه اللـه ،
ويقول عنهم بن عجيبة رحمه الله(المتوفى فى1224هـ 1808م):" التصوف لب الإسلام، وهو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم وأوسطه عمل وآخره موهبة"
ولقد جعل العلم أول منازل التصوف وهذا هو الحق ..
إن العلم الذى عند السادة الصوفية لا يخطر على بال .لقد أختصهم اللـه تعالى بعلوم الحقيقة وهم شركاء للناس فى علوم الشريعة..
لقد نظر بعض المناوئين للصوفية فى بعض كتبهم فلم يفهموا فيها شيئا فقالوا إنها كتب للسحر !!وهكذا وصف مشركو قريش معجزات النبى صلى اللـه عليه وسلم معجزان النبى وآيات اللـه البينات !!
وهو يرى أنهم حريصين على إهمال العلم الشرعى وأنه حجاب دون الحق(اللـه)ولكننا نرد عليه فنقول :إن السالك إلى اللـه بالذكر يحتاج إلى أن يتفرغ تماما من كل ما يشغله عنه وتحصيل العلم الشرعى الذى يحتاج إلى تفرغ واطلاع ومجالسة العلماء وبذلك لن يتسنى للمريد وقتا ولا جهدا لمجالس الذكر فلا يُفتح عليه بشئ،ولكنهم مع هذا( أى السالكون فى بداية أمرهم)على قدر من العلم الشرعى الذى يقيم الواحد منهم دينه ويؤدى به فرائضه على الوجه المطلوب .
وأيضا علماء الشرع لا يمكنهم الجمع بين طلب العلم الشرعى وطلب علم الحقيقة بالذكر والتصوف .
وهو يحكى عن الشعرانى - مستنكرا- حكاية عن أحد الفقهاء يُستدل منها على أفضلية المتصوفة على علماء الشريعة،ولكنها الحقيقة (المُرة!!)
إن اللـه تعالى ليفتح عليهم بعلوم الحقيقة والشريعة معا ،فإن قلوبهم محلا لتلقى العلوم والمعارف الدينية والدنيوية .
إن العلوم التى عند الصوفية ليست تخطر على بال ،ولو أرادوا أن تزول بها الجبال عن مواضعها لزالت !وإذا كان آصف بن براخيا أحضر لسليمان عرش بلقيس والذى يزن عدة أطنان من اليمن إلى فلسطين وعدة الاف من الـ كم فى لمح البصر،فإنهم قادرون على فعل مثل ذلك، فإن أولياء أمة محمد لا يَقِلون مكانةً وعلماً عن أولياء بنى إسرائيل..
ويقول الشيخ إحسان:"كثيرا ما يردد الصوفية رداً على أهل الحديث لتمسكهم بالإسناد تصحيحا للرواية وتضعيفا لها: أخذتم علمكم ميتا عن ميت ،وأخذنا علمنا عن الحى الذى لا يموت"
وهذا حق ،فإن علوم أهل التصوف بإلهام من الله تعالى وليست عن فلان وفلان ممن يكونون فى عداد الموتى كما هو عند أهل الحديث،ولكن علوم أهل التصوف عن الحى الذى لا يموت..
ويقول عفا اللـه عنه؛يصرح الدباغ قائلا:"قد ينزل المَلَك على الولى ويخبره بصحة الحديث"
ولو كان الرجل حيا لكان حوارى معه كالتالى:
وماذا فى ذلك؟أليس هم أهل الروحانيات والغيبيات؟ فلما التكذيب إذن؟وإذا لم يروا الجن والملائكة ويُكاشفوا بالغيبيات فما الفرق بينهم وبين غيرهم من علماء الظاهر؟وإذا كنت ترى فى ذلك كذبا فما دليلك على ذلك من الكتاب والسنة كما تقول؟أم أنها الغيرة..

ويقول"فدعوى الكشف والإلهام ليس إلا تعطيلا للعلم والقواعد الشرعية بدون أصول ثابتة وأسس مطردة،وكذلك نشر الفوضى والهمجية حيث لايلزم أحد بشئ .."
ونقول :وهل وقع هذا على مدى عصور التصوف؟فليذكرنا أحد !!إن استعمال الكشف فى مثل هذه الأمور يقع فى أضيق الحدود ولأغراض خاصة ولم يقم أحد من السادة الصوفية بتصنيف كتاب يحوى أحاديث وأحكاما تستند فى تصحيحها إلى الكشف والإلهام ليقرأه الناس! فلما هذا التجنى وتشويه السمعة؟ ولننظر جميعا إلى كتاب إحياء علوم الدين للغزالى رحمه اللـه وكيف حاز إعجاب وثناء الكثيرين عليه ،وتعرضه للهجوم أيضا لما فيه من أحاديث ضعيفه كثيرة فهل كان عاجزا عن معرفة درجة الحديث بالإلهام وهو لا يقل عن غيره من الصوفية كشفا وإلهاما؟ فلماذا لم يفعل ذلك تجنبا لهجوم خصومه عليه؟
إنه هو وغيره لا يفعل ذلك حفاظا على ظاهر الشرع..
ويمضى الرجل ساردا لأقوال الصوفية فى تلقيهم لعلومهم بالكشف والإلهام مكذبا لذلك تماما ومتهكما وساخرا وهو فى ذلك يقيسهم بعقله على علماء الظاهر الذين ينتمى إليهم وهو قياس فاسد وعدم تمييز للفروق التى بين علماء الحقيقة من الصوفية وعلماء الظاهر وهم من عداهم من علماء الفقه والحديث والعقيدة وغيرهم ،فالفرق بينهما كبير وظاهر، وإلا صار الفريقان فريق واحد وكان صاحب الذكر والرياضة والروحانيات لا فرق بينه وبين من لم يَخُض فى مثل هذه الأمور وهذا لا يقوله ذو عقل .
ثم يمضى الرجل فى سرد بعض عجائب وغرائب الصوفية ،والتى يصعب على الكثيرين فهمها او الوقوف على أسرارها وهو فى دهشة وعدم تصديق، وكأنما يقول فى قرارة نفسه شوفوا يا ناس ماذا يفعل الصوفية هل هذا يُصدق ؟!!هل هذا معقول ؟!!نعم إن عقله وقلبه لا يتسعان لها هو و جميع من نهج نهجه وسلك مسلكه !!
ولو كان الرجل حيا كنا سنرد عليه ونقول إنك إذا فهمت عجائب وغرائب الخضر عليه السلام مع موسى فى سورة الكهف بغير أن يقوم بشرحها فيما بعد لفهمت هذه العجائب والغرائب التى تصدر عن السادة الصوفية ،فهو ولى بالإجماع وهم أولياء ..
وإنى أسأل بعضهم ممن يعارضون الصوفية ويتهمونهم بالكذب والإدعاء فيما يقع لهم من كرامات هل لكم أن تفسروا لنا :هل قتلُ الخضر للغلام هو أمر مفهوم ومعلوم أم هو أمر غامض يدق على الأذهان؟ وهل هو موافق للشرع والعقل أم منافٍ لهما ؟ وما الذى يريد اللـه تعالى أن نتعلمه من هذه القصة ؟
بالطبع هو أمر غامض غير مفهوم ولا معلوم وغير موافق للشرع و لا للعقل فى ظاهره ! فلما تتعجبون من بعض أفعال الصوفية وتستنكرونها إذا وقعت منهم وكانت فى ظاهرها تتسم بالغرابة ومخالفة الشرع والمعقول؟أليس هناك وجه تشابه بين أحوالهم وحال الخضر عليه السلام؟(والخضر بالإجماع هو ولى وليس نبيا)
واللـه تعالى يريد أن يعلمنا أن هناك احداث مشابهة ستقع على أيدى أولياء الأمة ولابد من التسليم لها وعدم إنكارها كما فعل موسى مع الخضر عليه السلام وإلا فلن تعدو إلا أن تكون حكاية تُقرأ للاستمتاع تخلو من الحكمة، وحاشا للـه أن تنعدم الحكمة من كلامه..
ونفس الحال مع جليس نبى الله سليمان عليه السلام آصف بن براخيا هذا الرجل الذى عنده علم من الكتاب حينما أحضر عرش بلقيس وهو يزن عدة أطنان من اليمن إلى فلسطين فى لمح البصر ..
هذه هى أحوال الأولياء تتميز بالغرابة والطرافة وخروجها عن نطاق العقل ولا يمكن قياسها بطرق علماء الشرع ،ومن حاول فعل ذلك ضل وأضل ،وهو ما وقع فيه صاحبنا بالفعل وتابعه على ذلك آخرون..
ثم يمضى بنا الرجل إلى الباب الرابع وهو بعنوان" التصوف بدعه وخصائصه"


جابر الخير
جابر الخير
مؤسس شبكة منتديات انا سني العالمية

مؤسس شبكة منتديات انا سني العالمية
عدد المساهمات : 288
تاريخ التسجيل : 23/12/2013
العمر : 39
الموقع : لكل الفقهاء في العالم الاسلامي
https://sunhalalmih.yoo7.com

مُساهمةجابر الخير الخميس يوليو 10, 2014 12:30 am

تابع بارك الله فيك 
 Surprised 
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الخميس يوليو 10, 2014 7:04 am

تابع بارك الله فيك


وفيك أخى الفاضل وأكرمك ..سيكون بإذن الله
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الخميس يوليو 10, 2014 7:41 am

وأولى هذه البدع عند صاحبنا هو ما يسمى بالسماع(ص 159)فيقول: ،والسماع هو مجالس يقيمها الصوفية ينشدون فيها الشعر فيها كما يقول ذكرُ الهجر والوصل والقرب والبعد ..والقطيعة والوصل والحب والعشق ..والخمر والكئوس.."

ونقول :كل ما يقوله صحيح ولكن هل هذا التّغَزُّل هو مَعشوقة؟! هل هو فى النساء والغيد الحسان ؟!لا واللـه ليس فى شئ من ذلك، وهل يُعقل أن يكونوا واقعين بأجمعهم فى العشق والغرام ؟ هذا محال بالطبع ،ولكن ما السماع؟ ،نقول وباللـه التوفيق:السماع هو ثناء ومدح فى اللـه تعالى لعظمته وجلاله وفى الشوق إليه وإلى لقائه ،وقد يكون مدحا فى النبى ووصفا لشمائله الشريفة واللــه تعالى أعلم وكانت هذه هى عادة القدامى من الشعراء يبتدئون أشعارهم بأبيات الهوى والغرام ثم ينتقل بعد ذلك إلى موضوعه الأساسى..
وهذا هو الإمام البوصير فى قصيدته الرائعة بردة المديح " يبتديها بأبيات غزل وتشبب:

أمنْ تذكـر جيرانٍ بـــذى ســــــلمٍ مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــدمِ
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتـــــا وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ
أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ
لولا الـهوى لم تُرِق دمعـــاً علـى طـللٍ ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــمِ
فكيف تنكر حبــاً بعد ما شــهدتْ به عليك عدول الدمع والســــقمِ
وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضـنىً مثل البهار على خديك والعنــــمِ
نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني والحب يعترض اللذات بالألــــمِ


فأى عشق قد ملأ قلب البوصيرى ؟!واى هوى قد قد استغرقه ؟إنه حب النبى صلى اللـه عليه وسلم وهواه وشوقه إليه ليس إلا، ويثبت ذلك أن الأبيات كلها بعد ذلك كانت كلها فى مدح النبى صلى اللـه عليه وسلم وتبجيله وتعظيمه فهل يملك أحد أن يهاجم البوصيرى ويتهمه بالعشق والتشبب فى النساء؟
ويقول الشيخ إحسان عن السماع (ونقل الغزالى وأبو طالب المكى عن بعض المشايخ أنه قال :رأيت أبا العباس الخضر عليه السلام فقلت له ما تقول فى هذا السماع الذى أختلف فيه أصحابنا؟ فقال :الصفو الزلال الذى لا يثبت عليه إلا أقدام الفقهاء!) ويقول:أما بن عجيبة فنقل هذا عن رسول اللـه حيث قالSadحُكى عن بعض الأبدال قال : رأيت النبى صلى اللـه عليه وسلم فى المنام فقلت :ما تقول فى السماع الذى عليه أصحابنا؟ فقال :هو الصفو الذى لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء.)ويبدو من الأحاديث عن السماع تشابه الرأيان: رأى النبى صلى اللـه عليه وسلم ورأى الخضر عليه السلام، وليس بعد رأى النبى صلى اللـه عليه وسلم رأى..ولا نظن أن مسلما من عوام المسلمين يفترى رؤيا على النبى وهو عالم بالإثم معرضا نفسه للهلاك فضلا عن أن يكون عارفا باللـه كهذا العارف باللـه..ومن يُكّذب بذلك فقد أثم بإساءة الظن بمسلم ..
ويستعرض المؤلف أقوال أئمة الصوفية فى السماع آدابه ذاكرا أمثله من اقوالهم وآرائهم فيه وهو مكذب بها ..! 171
ويذكر فى صفحة 182 أن سبب موت أبى الحسين النورى هو هذا البيت:
لا زلت أنزل من ودادك منزلا تتحير الألباب دون نزوله..
ومن قرأ البيت بفهم وتَفَتُح ،علم أن المراد هو اللـه تعالى ،ولكن الشيخ إحسان لا يفهم ذلك.. ويقول عفا اللـه عنه:قال قائل :كنت مع إبراهيم الخواص رحمه الله فى طريق فغنيت: صـح عنـد النـاس أنـى عاشــق غير أن لم يعلموا عشقى لمن
ليس فى الإنسان شئ حسن إلا وأحسـن منه صـوت حســن فقــــــال أعد علىّ فأعدتـه ،فضرب الأرض برجله عدة ضربات ،فلما نظرت وجدت أقدامه تغوص فى الحجر كما لو كانت تغوص فى شمع!!ثم وقع مغشيا عليه ،فلما أفـاق قال كنت فى روضة الجنة وأنت لم تر ذلك
.
ومن تأمل البيت الأول وكان ذا لُب وفطنة ،علم أن الذى خطر ببال إبراهيم الخواص وتأجج فى قلبه هو حبه العميق لمولاه جل شأنه..ولكن مؤلف كتابنا ينسبه إلى الحب والعشق السائر بين الناس..
والآن دعونا نمر مرورا سريعا على ما بقى من الكتاب ..
فهو يقارن بين سماع القرآن والسماع الذى عند الصوفية ويقول أنهم قدموا السماع المشهور عند بعضهم على سماع القرآن ..والحق أنهم لم يفعلوا، كل ما فى الأمر أن السماع أحيانا قد يؤثر فى القلب ويستدعى الحزن والبكاء والعاطفة الجياشة بينما قد لايبكى القارئ عند سماع بعض آيات الكتاب ..وسبب ذلك أن السماع أقرب للأذهان والأفهام من القرآن العالى البلاغة والمعانى ولكن يمكننا القول أن الذى يدعو إلى البكاء فى القرآن على الترتيب كما يلى:
-آيات العذاب وذكر جهنم وحديث أهل النار ووصف عذاب المعذبين عموما .. -- ذكر الجنة وأنواع النعيم فيها مما يهيج الشوق اليها ويستجلب البكاء.. -الآيات التى تتحدث عن قدرة اللـه وعظمته وجلاله وهذه هى التى تذرف لها عيون الصالحين والعارفين قبل ذكر الجنة والنار ،ولكن عوام المسلمين يؤثر فيهم ذكر الجنة والناربالدرجة الأولى. واللـه تعالى أعلى وأعلم
وهو يتعجب من قولهم "قد يصل الذاكر إلى حد لو ضُرب وجهه بالسيف لم يشعر "وهو حق ولكنه لا يصدق (قلت)أى المؤلف:وقد تقدمت حكاية عن بعض المشايخ أنه قُطعت رجله حال السماع ولم يشعر..!!
..ويبدو أنه يجهل قصة عروة بن الزبير رضى اللــه عنهما والذى أصيب فى رجلة إصابة تستدعى بترها فأمر أن تُبتر وهو قائم يصلى للـه ،حيث يستغرقه ذكر اللـه وجلاله وعظمته فلا يشعر بألم القطع وقد كان .وهذه القصة الرائعة لإبن الزبير تؤكد تماما مقولتهم السابقة..
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=349398
وتحدث عن الرقص عند التواجد ولكنه لم يأت بدليل شرعى صحيح أو حتى أثرا صحيحا على حرمته ،والأمور على الإباحة وعدم المنع ما لم يأت أمر بالتحريم كما قال علماؤنا واللـه تعالى أعلم
وهو ينكر على الصوفية ذكر اللـه اللـه(اسم اجلالة) ويرى أنها لم ترد عن النبى !!متبعا فى ذلك قول شيخه بن تيمية ،وكأنما لم يقرأ قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)سورة الأحزاب وفى نفس السورة "والذاكرين اللـه كثيرا والذاكرات" فما الخطأ فى أن يجلس العبد مجلسا يردد فيه اللـه اللـه اللـه..هل أساء بذلك إلى مولاه؟ أليست هذه الآيات وغيرها تدعو إلى ذكر اسم الجلالة اللـه بالنص الصريح؟
وينتقد عليهم الاجتماع من أجل الذكر ،وكأنه لم يحضر صلاة عيد بين الناس وهم يكبرون ويحمدون ويهللون اللـه تعالى فى الخلاء بصوت يرج الأنحاء ..
وهذا الحديث عن رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم وهو حجة فى الذكر الجماعى:" وعن يعلى بن شداد قال حدثني أبي شداد بن أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال :إنا لعند رسول الله الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب
قلنا : لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب فقال ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم
"
رواه الحاكم وأحمد والطبراني وابن حبان(منتديات الأستاذ)
إنه هو وجميع من نهج نهجه لا يجلسون جلسة كهذه التى جاءت فى الحديث ولا يعملون بها على الرغم من ادعائهم المتابعة ،بل ويستنكرونها وينهون غيرهم عنها ويتهمونهم بالابتداع ،وأيم اللـه إنهم(أى الصوفية) لهم المتبعون حقا ،أما هم فقد قصرت بهم أفاهمهم عن عن فهم ما يدعو إليه هذا الحديث والعمل به..!والواجب فى هذه الحالة إذ لم أعمل ألا أدعو غيرى ألا يعمل ولا أُبدّع له عمله .
ثم ينتقل إلى ذكر عدد من أسماء اللـه الحسنى وخصائصها( صـ 207) عن العارف باللـه بن الحاج التلمسانى المغربى فى كتابه شموس الأنوار وقد قرأته وهو كتاب قيم ولكن ما به من ذكر للأسماء يحتاج إلى شيخ وهو أفضل وهو يستعرض هذه الخصائص لأسماء اللـه ويقول عن هذا الكتاب وصاحبه:..وذكر شروطا وطرقا وآدابا وسننا وأنوارا وأسرارا وعلوما ونتائج وثمرات وحكما وإشارت من عند نفسه لا يقوم لها برهان من الكتاب والسنة!!
سبحان اللـه ماذا نقول؟نقول جميع آداب الذكر متابعة لسنة نبينا ومطابقة لفقه علمائنا الأجلاء ..ونوضح فنقول:هل الجلوس مستقبل القبلة عند الشروع فى الذكر والطهارة ليس من السنة؟وهل الصيام والسهر لمداومة الذكر والبخور للمكان والبكاء والندامة على ما أسلف ليست من سنة نبينا؟ نعوذ باللـه من الإنكار والتكذيب فى غير محله
!! ثم تكلم عن العلوم التى تجل على الأفهام والتى جاءت فى كتب بعضهم ،وهو لم يفهم شيئا عن ما هو أيسر منها، فكيف يفهم مثل هذه العلوم التى هى ثمار ونتاج الذكر والفتوحات الربانية لمن أدام ذكره تعالى..
وأخيرا ،ومن أعظم ما شنع به الرجل على أهل التصوف هو ما ذكره - باختصار - أن صوفيا سودانيا مزق مصحفا !عياذا باللـه، فهل يقول بذلك أحد؟وإذا كان هذا المجنون قد مزق مصحفا - هذا إذا كان الخبر صحيحا - فهل نهاجم به أهل التصوف الأجلاء؟ هل هذه أمانة علمية ؟
لقد ذهب الرجل كل مذهب فى التشنيع والإساءة إلى التصوف والصوفية وسلك مسلكا لم يسلكه أحد غيره وتمادى فى ذلك أيما تماد ولم يراع فيهم إلا ولا ذمة !
ولكن الأجلاء من فقهائنا الأربعة وغيرهم لهم رأى آخر:http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=7c57dcb685949a1a
وأخيرا،.. لقد قُتل الرجل بعد كتابته لهذا الكتاب بقليل(يقال بعد انتهائه من هذا الكتاب بسبع ساعات)،وذلك أثناء إلقائه محاضرة بلاهور بباكستان حيث انفجرت فيه وفى الحضور قنبلة وضعت بزهرية وكان عنده من العمر 42 عاما!!واتُهم الشيعة بقتله ،ونحن لا نرضى بالقتل ،وهذا يثبت أن الصوفية لا يقتلون ،بل إلى اللـه يلجئون وبه يستعينون.. واللـــه تعالى أعلم
والحمد للـــــه رب العالمين
عبد الودود
عبد الودود
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014

مُساهمةعبد الودود الأحد يوليو 13, 2014 1:22 pm

والآن سأعقب على بعض مسائل تحدثت فيها أرجو أن أزيدها إيضاحا :
وأولى هذه المسائل هو اعتراض الشيخ إحسان عفا الله عنه ،على الصوفية فى تفضيلهم ربهم جل شأنه على الجنة والنار ووصفهم بأنهم يهزأون بالجنة والنار ويستهينون بهما وقال فى معرض ذلك: أما المتصوفة فلا يرون الأمر كذلك،فلا الدنيا ولا الآخرة ،ولا الخوف، ولا الجنة ولا النار ،بل كثيرا ما يستهزؤن بها ويسخرون بها"هذا هو نص كلامه ،ثم ذكر بعد ذلك أقوالهم عن تفضيلهم ربهم وعز وجل على الجنة والنار وكل شئ ولكنه لم يكن مقتنعا بذلك وأصر على رأيه فهو يرى انهم مخطئون، وإنهم قد أهانوا الجنة واستهانوا بالنار !!أى إهانة للجنة أو النار لو فضلنا اللـه تعالى عليهما ؟!هل هناك أعظم من جلال اللـه وعظمته ورفعة شأنه ؟!!لا واللـه لا يوجد ولا حتى الجنة التى هى من أروع ما خلق اللـه جل شأنه،والجنة على عظم شأنها أصغر من الكرسى والكرسى أصغر من العرش وجميع هذا كله لا يقارن بجلال اللـه تعالى وعظمته!
ولتوضيح ذلك نذكر هذا حديث عَنْ أَنَس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة " فَلَمَّا تَجَلَّى رَبّه لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا " قَالَ " هَكَذَا بِأُصْبُعِهِ " وَوَضَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصْبُعه الْإِبْهَام عَلَى الْمِفْصَل الْأَعْلَى مِنْ الْخِنْصَر " فَسَاخَ الْجَبَل
"تفسير بن كثير
وَقَالَ السُّدِّيّ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى" فَلَمَّا تَجَلَّى رَبّه لِلْجَبَلِ قَالَ مَا تَجَلَّى مِنْهُ إِلَّا قَدْر الْخِنْصَر " جَعَلَهُ دَكًّا " قَالَ تُرَابًا " وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا " قَالَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ رَوَاهُ اِبْن جَرِير تفسير بن كثير(والتشبيه هنا على سبيل تقريب المعنى للأذهان وليس على سبيل التشبيه فعلا فالله تعالى ليس كمثله شىء)
فهل هناك وجه مقارنة بين جلال اللـه تعالى وعظمته التى تندك لها الجبال وبين أى شئ من مخلوقاته؟
ونقول كذلك أيهما أعظم علما باللـه تعالى : العارفين باللـه من الصوفية أم غيرهم ممن لم يسلكوا طريقهم؟!!
عن صهيب ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : وما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويزحزحنا من النار ؟ " . قال : " فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم " .فلذة النظر إلى وجه اللـه الكريم أعظم من جميع مُتع الجنة، وهى لا تتحصل بالعمل وإنما هى تَفضُل من اللـه تعالى على أهل الجنة..
وخلاصة القول أن تفضيل الصوفية لرؤية اللـه فى الجنة على الجنة ،هو حق وصحيح تماما ..
ويبدو أن الرجل كان يحتاج إلى نص قاطع فى هذه المسألة !!كأن يكون هناك حديث يقول "رؤية اللـه تعالى أعظم من جميع متع الجنة " فبحديث كهذا كان يمكنه أن يؤمن بما آمن به العارفون وبدونه لا يمكنه أن يرى أو يعلم!! أما الآيات البينات فى كتاب اللـه تعالى التى تتحدث عن عظمة اللـه تعالى فلم تكن تكفى عنده..
وكان الأدب مع اللـه تعالى يقتضى ،إذ لم يفهم، ألا يتعرض للحديث عنها..
ونختم الحديث فى هذه المسألة بهذا الحديث القدسى الذى ذكره المؤلف نفسه فى كتابه: (وحكى عماد الأموى وغيره أن داود عليه السلام قد أوحى إليه الرب تبارك وتعالى أن أَوَدّ الأوِدّاء** إلىّ، من عبدنى بغير نوال..ومن أظلم ممن عبدنى لجنة أو نار ،لو لم أخلق جنة أو نارا ألم أكن أهلا لأن أطاع؟
) بلى يا رب
**أود الأوداء:أى الأعظم ودا ..كأن نقول أحب الأحباء
والمسألة الثانية هى عدم تصديقه بالكرامات الواردة عن هؤلاء العارفين باللـه من الصوفية وإنكاره لها ونسبتها إلى الكذب والاختلاق..ووجب عليه حينئذٍ ،وعلى كل مكذب مثله أن يثبت بالدليل القاطع صحة ما يقول وإلا كان آثما بسوء الظن ،ولا يكفى أن يقول قال فلان من الأئمة ،إلا أن يكون هناك إجماع من الأئمة المعتبرين على ذلك، وهذا ما لم يكن..
والفيصل فى هذه المسألة هو قصة الخضر مع موسى عليهما السلام الواردة فى سورة الكهف ،فإن ما حدث على يديه من أمور عجيبة وغريبة ينكرها الشرع فى ظاهرها بينما هى فى حقيقتها موافقة للشرع تماما ،تشبه تماما ما يقع على أيدى هؤلاء الصوفية من كرامات وأحوال خارقة ينكرها من لا دراية له بها بينما هى فى حقيقتها موافقة للشرع تماما .
والمسألة الأخيرة هى إصرار المؤلف على إنزال الصوفية منزلة عوام المسلمين ،وهذا ظلم بيّن لهم وانتقاص من قدرهم،فهم من خواص الأمة بل من خواص خواصها ،كما ذكرنا من قبل،ولكنه يُصِر على مقارنة أفعالهم وطاعاتهم بطاعة العوام من الأمة‘وهو يقول " ولكن الصوفية يروون عن مشايخهم أنهم لم يكونوا ينامون الليل ويقطعونه فى الذكر والتلاوة كما ذكر بن عجيبة "وقد كان منهم(من الصوفية)من يقطع الليل كله فى ليلة ويختم القرآن كله فى كل ليلة:
"" ويقول: مع أن رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم :" كان ينام ويسهر ويعمل ويستريح وأصحابه كذلك.وأن اللـه تعالى يقول
(وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا)الفرقان آية وهو يعنى بذلك مداومة النبى على إحدى عشر ركعة لا يزيد عليها ،وهذا حق ولكن فليخبرنى امرؤ مَن مِن الصحابة أو التابعين اكتفى بإحدى عشر ركعة ؟!لقد كان كثير منهم يحيى ليله بعدد كبير جدا من الركعات قد يصل إلى ألف ركعة ،ومع هذا فقد كانت الإحدى عشرة ركعة للنبى تعادل الألف ركعة !!فقد كان يستفتح بالبقرة وآل عمران والنساء فى ركعة واحدة ولا يقتصر الأمر على ذلك،بل كان ركوعه قريبا من قيامه بهذه السور الثلاث وكذلك سجوده قريبا من ركوعه!! وهكذا باقى ركعات صلاته، فمن يطيق ذلك؟!
(فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطِيلُ الْقِيَامَ بِاللَّيْلِ حَتَّى إنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ بِالْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ وَآلِ عِمْرَانَ فَكَانَ طُولُ الْقِيَامِ يُغْنِي عَنْ تَكْثِيرِ الرَّكَعَاتِ، وأبي بْنُ كَعْبٍ لَمَّا قَامَ بِهِمْ وَهُمْ جَمَاعَةٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يُطِيلَ بِهِمْ الْقِيَامَ فَكَثَّرَ الرَّكَعَاتِ لِيَكُونَ ذَلِكَ عِوَضًا عَنْ طُولِ الْقِيَامِ وَجَعَلُوا ذَلِكَ ضِعْفَ عَدَدِ رَكَعَاتِهِ فَإِنَّهُ كَانَ يَقُومُ بِاللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ ضَعُفُوا عَنْ طُولِ الْقِيَامِ فَكَثَّرُوا الرَّكَعَاتِ حَتَّى بَلَغَتْ تِسْعًا وَثَلَاثِينَ) (من موقع تذكير الإخوان بهدى النبى فى قيام الليل )
ومن الحديث يتبين لنا أن الاجتهاد بالليل ليس له حد معين، وكل إنسان على قدر طاقته وعزيمته، ولم يأت الصوفية ببدعة .
أما عن دهشته من سرد الصوم فقد بيناه وأظهرنا فيه الحق ،أما صيام بعضهم لعدة سنوات بغير إفطار لا ليلا ولا نهارا ،فإنه محق فى دهشته ولكن لا حق له فى استنكاره ،ومن نظر بعقل لذلك علم أن هذا لا يكون إلا بعون من اللـه وتأييد،وبغير ذلك يهلك الإنسان ،فهو مناف لطبيعة الجسم الإنسانى تماما ولكنها قدرة اللـه ،ونوضح فنقول إنهم قد يستعينون ببعض أسماء اللـه الحسنى على ذلك،فقد ذكروا أن من داوم على ذكر اسمه تعالى الصمد ،صار صمدانيا أى لا يكون بحاجة إلى طعام أوشراب طالما هو ذاكر للاسم ولو ظل على ذلك أعواما ..وكذلك من داوم على ذكر اسمه تعالى القيوم جل شانه ،ذهب عنه النوم بعد فترة .
وعلى ذلك فإن بعضهم يستطيع ،بالإستعانة بهذين الإسمين، ألا يأكل ولا يشرب ولاينام .
واخيرا صدق الصوفية فى قولهم "عِلمُنا هذا حرام على غيرنا" ومن اقترب منه غرق فيه ولم يخرج..

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة

التسجيل

انضم الينا لن يستغرق منك الا ثوانى معدودة!


أنشئ حساب جديد

تسجيل الدخول

ليس لديك عضويه ؟ بضع ثوانى فقط لتسجيل حساب


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى