الشيخ عبدالله المريد.. روحانية التصوف بقلم ـ بلال البدور
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- الإمام الربانيالاعضاء الجدد
- عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 22/07/2014
جاء مذهب التصوف إلى الإمارات وانتشر في كل من دبي وأبوظبي بداية من أواخر القرن التاسع عشر، وتمثل في الاحتفال بالمولد النبوي وإقامة حلقات الذكر، حيث يجتمع الناس لتدارس السيرة النبوية وفق ما سجله الشيخ البرزنجي فتتم تلاوة السيرة وقراءة بعض المدائح النبوية.
ولا يمكن تحديد بداية ظهور هذه الاحتفالية، وانتشار هذا المذهب، بيد أن الروايات تذكر أن شيخا يدعى محمد عمر الأفغاني أحد المتصوفة والزهاد جاء إلى دبي في أواخر القرن التاسع عشر من مكة المكرمة رفقة بعض حجاج دبي وأقام فيها، وتتلمذ عليه عدد كبير من أبناء دبي والمقيمين فيها، وتوارثوا عنه هذه الطقوس.
المريد
ويعد الشيخ عبدالله بن أحمد المريد، وهو من مواليد إحدى قرى بستك في بلاد فارس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان قد انتقل مع والده إلى سلطنة عمان بساحل الباطنة، وأقام بها فترة ثم ارتحل مع عائلته إلى دبي عام 1880م، واستقروا بها، ممن تأثروا بالمذهب الصوفي ولقب بالمريد لأنه كان أحد مريدي الشيخ محمد عمر الأفغاني وتلاميذه وذلك في فترة حكم الشيخ حشر بن مكتوم لدبي (1859 ـ 1886).
المناسبات الدينية
وكان بيت الشيخ عبدالله المريد في منطقة السبخة بديرة، وكان يقيم فيه الاحتفالات بالمناسبات الدينية مثل المولد النبوي والإسراء والمعراج، وأحياناً يذهب إلى بيوت من يدعونه لإقامة مناسبات الأعراس والنذور وغيرها. وهو من الزهاد، طلق اليد يقيم المآدب في الليالي الثلاث التي يحتفل فيها بالمولد النبوي الشريف.
وفي حلقات الذكر كان يقوم بنظم المدائح النبوية، والضرب بالسيف وغرس الدبوس «السفود» في أعلى الكتف قرب عظم الترقوة، في جسمه وجسم من يريد من مريديه أو الحضور، دون خروج الدم أو الشعور بالألم، وإذا ما صادف أن سال الدم من أحدهم قام بوضع أصبعه على موضع الدم فيتوقف.
حالات التجلي
ويعد ذلك من حالات التجلي، حيث يذكر أن الإنسان في حلقة الذكر يكون قريباً من ربه فلا يشعر بألم، وهذا تؤيده حكاية أحد التابعين الذي أصيبت رجله بمرض، وكان لابد من قطعها فقال: إذا قمت للصلاة فاقطعوها لأني لن أشعر ساعتها بألم، وهكذا كان.
وقد تتلمذ على يديه العديد من أبناء الإمارات الذين كانوا يحضرون حلقاته، والتي كان يحضرها علية القوم، وممن اشتهر بالضرب بالسيف على البطن في حضرته كل من ابنه عبدالرحيم، والشيخ فرج وصالح الجزيري الملقب بوالشالات، وغيرهم. وكان لا يجيز الضرب بالسيف إلا في حضرته، وقد أعطى العهد من بعده لابنه عبدالرحيم الذي لم يؤثر عنه أن ضرب بالسيف هو أو أحد مريديه بعد وفاة أبيه.
الخلف
وقد عمر طويلاً حيث كانت وفاته في أواخر ستينات القرن الماضي. وخلفه ابنه عبدالرحيم بن عبدالله المريد وهو من مواليد دبي عام 1902 والذي نشأ مع والده وتعلم منه، وانتقل اللقب من الوالد إلى الولد لأنه كان مريداً من مريدي أبيه. وتعلم فن الإنشاد الديني. يتلو المدائح النبوية بصوت جميل على الطريقة القادرية، كما يذهب هو في تعريف منهجه.
وقبل وفاته أعطى العهد لأحد رفاقه يدعى الشيخ حمدان المعمري من عمان والذي رافقه في الفترة الأخيرة من عمره، وكانت وفاته عام 2007م، ثم تكريمه في احتفال البردة في إحدى دوراتها بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، وقد أعدت له المخرجة نجوم الغانم فيلماً وثائقياً حول حياته وطريقته الصوفية.
فن المالد
كان الشيخ عبدالله بن أحمد المريد يقيم الاحتفالات في منزله بالسبخة ثم في هور العنز وبعد ذلك بمنطقة الراشدية، وكان يحضر مجلسه جماعات من المواطنين والمقيمين وجمع من أهل الإمارات وسلطنة عمان، وبعض الجاليات العربية والإسلامية. كما كان يحيي حفلات الزواج بفن المالد الذي تقرأ فيه بعض المدائح وترافقها الدفوف، وكذلك المناسبات الأخرى.
21 يوليو 2014
- الصاعقالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 02/01/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وفضله..
بوركت شيخنا الامام طرح رائع وقيم ومفيد جعله الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة .. فى انتظار جديدك.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وفضله..
بوركت شيخنا الامام طرح رائع وقيم ومفيد جعله الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة .. فى انتظار جديدك.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى