الحُجُب الإلهيــــة واقــــوال العلمـــــــــاء
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال :إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية أبي بكر النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه (رواه مسلم وبن ماجة)
ويشرح بن فورك رحمه الله هذا الحديث فيقول:
) اعلم أن كل ما ذكر فيه الحجاب من أمثال هذا الخبر فإنما يرجع معناه إلى الخلق لأنهم هم المحجوبون عنه بحجاب يخلقه فيهم، لا يجوز أن يكون الله عز وجل محتجبًا ولا محجوبًا لاستحالة كونه جوهرًا أو جسمًا محدودًا لأن ما يستره الحجاب أكبر منه ويكون متناهيًا محاذيًا جائزًا عليه المماسة والمفارقة، وما كان كذلك كانت علامات الحدث فيه قائمة، وذلك أن الموحدين إنما توصلوا إلى العلم بحدوث الأجسام من حيث وجدوها متناهية محدودة محلاً للحوادث فكان تعاقبها عليها دليلاً على حدوثها، ولن يجوز أن تقوم دلالة الحدث على القديم الذي لم يزل موجودًا، وإذا كان هذا الأصل صحيحًا بما كشفنا عنه وجب أن يحمل ذلك على النوع الذي بيناه وقررناه، ويشهد لذلك ويؤيده قوله عز وجل "كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ" فجعل الكفار محجوبين عن رؤيته بما خلق فيهم من الحجاب والمنع منها ولم يصف نفسه بالاحتجاب ولا بأنه هو المحجوب..)
وقال «الإمام السيوطي» (911هـ) رحمه الله تعالى في «الديباج على مسلم» ( 1/255 ) "حجابه النور" : حقيقة الحجاب إنما يكون للأجسام المحدودة والله تعالى منزه عن الجسم والحد. والمراد هنا: المانع من رؤيته ويسمى ذلك المانع نورا أو نارا لانهما يمنعان من الادراك في العادة لشعاعهما.
"لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه": السبحات بضم السين والباء جمع سبحة قال العلماء المراد بالوجه الذات وسبحاته نوره وجلاله وبهاؤه ومن في "من خلقه" للبيان لا للتبعيض والمعنى لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نورا أو نارا وتجلى لخلقه لاحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته)) اهـ.
(منقول ـ منتدى الحوار الاسلامى)
وولتوضيح نقول هذا صحيح تماما فالحجب التى يحتجب بها تعالى مخلوقة بينما سُبُحات وجهه تعالى قديمة فلا يعقل أن يقهر المحدث القديم
وعلى ذلك يكون الكلام على المجاز وليس على حقيقته فهذه الحجب النورانية او النارية يستحيل أن تمنع سُبُحات وجه الله العظيم من النفاذ ـ إن جاز التعبير ـ إلى ما ورائها من الكون الذى خلقه الله تعالى ــ إن أخذنا الكلام على ظاهره ،ولكن إن فعلنا ذلك ،أى إذا ظننا أن الحجب مانعة وحافظة لما ورائها من سائر مخلوقات الله تعالى من أن تحرقها سُبُحات وجه الله العظيم فإننا نكون قد وقعنا فى خطأ شنيع
ونكون بذلك قد أقررنا أن الحُجُب المخلوقة قاهرة لهذه السُبُحات الإلهية العظمى وهذا لايكون أبدا ولا يجوز على الله تعالى..
وإذا تقرر ذلك فإنه يكون استواؤه تعالى على العرش بنفس الصفة أى أن الاستواء لا يكون مشابها لاستواء المخلوقين كما يدعى بعض اهل التجسيم والتشبيه والذين يشبهون فيه الخالق جل شأنه بخلقه فيقولون استوى بذاته ويصفون الاستواء بالجلوس كهيئة البشر تعالى الله عما يصفون
والخلاصة أنه إذا كانت الحُجُب ليست كما يتبادر للذهن هى المانعة لسبحات الله تعالى من أن تحرق الكون
فإنه أيضا يكون الاستواء على العرش ليس كما يتصوره البعض من مشابهته لاستواء المخلوقين بل هو كما قال بعض علمائنا استوى على عرشه بلا كيف أى بلا كيفية من كيفيات المخلوقين وكما قال مالك رحمه الله " وكيف عنه مرفوع "
وقال بعض علمائنا ايضا أن الاستواء على العرش إنما هو صفة قائمة بالعرش
وهو يشابه تماما قول القائلين أن الحجب إنما هى خاصة بمخلوقات الله فهى المحجوبة عن رؤية جلال الله تعالى وعظمته وهو الصحيح
ولنعلم ما يأتى :
ــ جاء بالحديث لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "ومن المعلوم أنه لا يخفى عليه تعالى شئ فى الأرض ولا فى السماء ولا فى أى مكان من الكون إذن ليس الحجاب هو على الله تعالى بل هو على المخلوقات كما قرر علماؤنا ..
ـــ من ظاهر الحديث يلزم أن نعتقد أن الله تعالى فى مكان والحجاب أمامه وهذا مما يتنافى مع تنزيهه تعالى عن المكان والزمان ويلزم من ذلك أن انه تعالى تنزه عن أن يكتنفه حجاب أو يستره، بل يكون الحجاب كما قرره علماؤنا على كافة مخلوقات الله لحمايتها من سبحات الله العظيم
والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم
ويشرح بن فورك رحمه الله هذا الحديث فيقول:
) اعلم أن كل ما ذكر فيه الحجاب من أمثال هذا الخبر فإنما يرجع معناه إلى الخلق لأنهم هم المحجوبون عنه بحجاب يخلقه فيهم، لا يجوز أن يكون الله عز وجل محتجبًا ولا محجوبًا لاستحالة كونه جوهرًا أو جسمًا محدودًا لأن ما يستره الحجاب أكبر منه ويكون متناهيًا محاذيًا جائزًا عليه المماسة والمفارقة، وما كان كذلك كانت علامات الحدث فيه قائمة، وذلك أن الموحدين إنما توصلوا إلى العلم بحدوث الأجسام من حيث وجدوها متناهية محدودة محلاً للحوادث فكان تعاقبها عليها دليلاً على حدوثها، ولن يجوز أن تقوم دلالة الحدث على القديم الذي لم يزل موجودًا، وإذا كان هذا الأصل صحيحًا بما كشفنا عنه وجب أن يحمل ذلك على النوع الذي بيناه وقررناه، ويشهد لذلك ويؤيده قوله عز وجل "كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ" فجعل الكفار محجوبين عن رؤيته بما خلق فيهم من الحجاب والمنع منها ولم يصف نفسه بالاحتجاب ولا بأنه هو المحجوب..)
وقال «الإمام السيوطي» (911هـ) رحمه الله تعالى في «الديباج على مسلم» ( 1/255 ) "حجابه النور" : حقيقة الحجاب إنما يكون للأجسام المحدودة والله تعالى منزه عن الجسم والحد. والمراد هنا: المانع من رؤيته ويسمى ذلك المانع نورا أو نارا لانهما يمنعان من الادراك في العادة لشعاعهما.
"لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه": السبحات بضم السين والباء جمع سبحة قال العلماء المراد بالوجه الذات وسبحاته نوره وجلاله وبهاؤه ومن في "من خلقه" للبيان لا للتبعيض والمعنى لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نورا أو نارا وتجلى لخلقه لاحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته)) اهـ.
(منقول ـ منتدى الحوار الاسلامى)
وولتوضيح نقول هذا صحيح تماما فالحجب التى يحتجب بها تعالى مخلوقة بينما سُبُحات وجهه تعالى قديمة فلا يعقل أن يقهر المحدث القديم
وعلى ذلك يكون الكلام على المجاز وليس على حقيقته فهذه الحجب النورانية او النارية يستحيل أن تمنع سُبُحات وجه الله العظيم من النفاذ ـ إن جاز التعبير ـ إلى ما ورائها من الكون الذى خلقه الله تعالى ــ إن أخذنا الكلام على ظاهره ،ولكن إن فعلنا ذلك ،أى إذا ظننا أن الحجب مانعة وحافظة لما ورائها من سائر مخلوقات الله تعالى من أن تحرقها سُبُحات وجه الله العظيم فإننا نكون قد وقعنا فى خطأ شنيع
ونكون بذلك قد أقررنا أن الحُجُب المخلوقة قاهرة لهذه السُبُحات الإلهية العظمى وهذا لايكون أبدا ولا يجوز على الله تعالى..
وإذا تقرر ذلك فإنه يكون استواؤه تعالى على العرش بنفس الصفة أى أن الاستواء لا يكون مشابها لاستواء المخلوقين كما يدعى بعض اهل التجسيم والتشبيه والذين يشبهون فيه الخالق جل شأنه بخلقه فيقولون استوى بذاته ويصفون الاستواء بالجلوس كهيئة البشر تعالى الله عما يصفون
والخلاصة أنه إذا كانت الحُجُب ليست كما يتبادر للذهن هى المانعة لسبحات الله تعالى من أن تحرق الكون
فإنه أيضا يكون الاستواء على العرش ليس كما يتصوره البعض من مشابهته لاستواء المخلوقين بل هو كما قال بعض علمائنا استوى على عرشه بلا كيف أى بلا كيفية من كيفيات المخلوقين وكما قال مالك رحمه الله " وكيف عنه مرفوع "
وقال بعض علمائنا ايضا أن الاستواء على العرش إنما هو صفة قائمة بالعرش
وهو يشابه تماما قول القائلين أن الحجب إنما هى خاصة بمخلوقات الله فهى المحجوبة عن رؤية جلال الله تعالى وعظمته وهو الصحيح
ولنعلم ما يأتى :
ــ جاء بالحديث لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "ومن المعلوم أنه لا يخفى عليه تعالى شئ فى الأرض ولا فى السماء ولا فى أى مكان من الكون إذن ليس الحجاب هو على الله تعالى بل هو على المخلوقات كما قرر علماؤنا ..
ـــ من ظاهر الحديث يلزم أن نعتقد أن الله تعالى فى مكان والحجاب أمامه وهذا مما يتنافى مع تنزيهه تعالى عن المكان والزمان ويلزم من ذلك أن انه تعالى تنزه عن أن يكتنفه حجاب أو يستره، بل يكون الحجاب كما قرره علماؤنا على كافة مخلوقات الله لحمايتها من سبحات الله العظيم
والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
ولكن هناك من لا يقر بذلك وله رأى آخر فهم يقولون :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أخبر أنه حجب عن المخلوقات بحجابه النور أن تدركها سبحات وجهه وأنه لو كشف ذلك الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصـره من خلقه فهذا الحجاب عن إحراق السبحات يبين ما يرد في هذا المقام)
ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان: (والنصوص في إثبات الحجب لله تعالى كثيرة، يؤمن بها أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلمون بما ورثوه من نور النبوة بأن الله تعالى احتجب بالنور، وبالنار، وبما شاء من الحُجُب، وأنه لو كشف عن وجهه الكريم الحجاب لما قام لنوره شيء من الخلق، بل يحترق، ولكنه تعالى في الدار الآخرة يُكمل خلق المؤمنين ويقويهم على النظر إليه تعالى فينعمون بذلك، بل هو أعلى نعيمهم يوم القيامة)
وهم هنا يقررون أن الحجب مانعة فعلا لسبحات الله تعالى من أن تحرق الكون أخذا بالنص على ظاهره ولا يقولون بقول علمائنا أن الكائنات والمخلوقات هى التى حجبت عن ان تحرقها سبحات الجلال لذات الله العظيم..
وفيما أوردنا من أقوال علماءنا من أهل التنزيه الكفاية وزيادة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أخبر أنه حجب عن المخلوقات بحجابه النور أن تدركها سبحات وجهه وأنه لو كشف ذلك الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصـره من خلقه فهذا الحجاب عن إحراق السبحات يبين ما يرد في هذا المقام)
ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان: (والنصوص في إثبات الحجب لله تعالى كثيرة، يؤمن بها أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلمون بما ورثوه من نور النبوة بأن الله تعالى احتجب بالنور، وبالنار، وبما شاء من الحُجُب، وأنه لو كشف عن وجهه الكريم الحجاب لما قام لنوره شيء من الخلق، بل يحترق، ولكنه تعالى في الدار الآخرة يُكمل خلق المؤمنين ويقويهم على النظر إليه تعالى فينعمون بذلك، بل هو أعلى نعيمهم يوم القيامة)
وهم هنا يقررون أن الحجب مانعة فعلا لسبحات الله تعالى من أن تحرق الكون أخذا بالنص على ظاهره ولا يقولون بقول علمائنا أن الكائنات والمخلوقات هى التى حجبت عن ان تحرقها سبحات الجلال لذات الله العظيم..
وفيما أوردنا من أقوال علماءنا من أهل التنزيه الكفاية وزيادة
- الصاعقالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 02/01/2014
جزاك الله خيرا طرح رائع وقيم ومفيد وكل عام وانتم بخير وعيد سعيد علينا وعلى الامه الاسلامية اجمعين اعاده الله علينا باليمن والبركات
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
جزاك الله خيرا طرح رائع وقيم ومفيد وكل عام وانتم بخير وعيد سعيد علينا وعلى الامه الاسلامية اجمعين اعاده الله علينا باليمن والبركات
وجزاك أخى الفاضل بمثل وعيد سعيد مبارك علينا وعليكم وعلى الأمة المحمدية جمعاء عموما وعلى أهلنا في غزة خصوصا ونسأل الله تعالى أن يعيده علينا وعليهم بالنصر المؤزر إنه تعالى سميع مجيب
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى