احمي حميثا أطمي طميثا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
بسم الله الرحمن الرحيم
وردت في كتاب الابريز حكاية تتعلق بهذه الكلمات وهذا نصها :
(( وقد قدم علينا بعض أصحابنا من أخيار تلمسان، فأخبرني أنه سمع بعض من حج بيت الله الحرام يقول إنه زار قبر سيدي إبراهيم الدسوقي نفعنا الله به، فوقف عليه الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي نفعنا الله به وعلمه دعاء، وهو هذا:
بسم الإله الخالق الأكبر، وهو حرز مانع مما أخاف منه وأحذر، لا قدرة لمخلوق مع قدرة الخالق، يلجمه بلجام قدرته، أحمي حميثا أطمي طميثا، وكان الله قويا عزيزا، حم عسق حمايتنا كهيعص كفايتنا، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فقال له سيدي إبراهيم: ادع بهذا الدعاء ولا تخف من شيء.
فقال لي صاحبنا التلمساني، وهو الحاج الأبر، التاجر الأطهر، سيدي عبد الرحمن بن إبراهيم، من أولاد ابن إبراهيم القاطنين بتلمسان، إن أخي الحاج محمد بن إبراهيم لما لم يعرف معنى هاتين الكلمتين وهما أحمي حميثا وأطمي طميثا امتنع من هذا الدعاء وقال لا أدري ما معناهما، ولعل أن يكون فيهما ما أكره، فسألني عن معنى الكلمتين، فسألت شيخنا رضي الله عنه عن معناهما.
فقال رضي الله عنه بديهة: لا يتكلم أحد اليوم على وجه الأرض بهاتين الكلمتين، فمن أين لك بهما؟.
فحكيت الحكاية، فقال رضي الله عنه: نعم سيدي إبراهيم الدسوقي من أكابر الصالحين، ومن أهل الفتح الكبير، وهو وأمثاله الذين يتكلمون بهاتين الكلمتين.
ثم قال رضي الله عنه: هما كلمتان بلغة السريانية. أما أحمي : فمعناه يا مالك، وفي سره يا مالك الملك العظيم الأعظم الحي القيوم. وحميثا إشارة إلى مملكته، فهو بمنزلة من يقول: يا مالك الأسرار، يا مالك الأنوار، يا مالك الليل والنهار، يا مالك السحاب المدرار، يا مالك الشموس والأقمار، يا مالك العطاء والمنع، يا مالك الخفض والرفع، يا مالك كل حي، يا مالك كل شيء، وفي هذا الإسم سر عجيب لا يطيق القلم ولا العبارة تبليغه أبدا.
وأما قوله أطمي : فهو بمنزلة من يصفه تعالى بالعظمة والكبرياء والقهر والغلبة والعز والإنفراد في ذلك كله، وكأنه يقول: يا عالم كل شيء، يا قادرا على كل شيء، يا مريد كل شيء، ويا مدبر كل شيء، ويا قاهر كل شيء، ويا من لا يتطرق إليه عجز ولا يتوهم في تطرقه نقص. وطميثا إشارة إلى الأشياء التي يتصرف فيها وإلى الممكنات التي يفعل فيها ما يشاء ويحكم ما يريد سبحانه لا إله إلا هو. وفي هذا الإسم سر عجيب لا يطيق القلم تبليغه أبدا، والله أعلم. )) اهـ.
كثير من الناس يخطئون في نطق الكلمتين "أحمي" و "أطمي" تبعا لما هو مكتوب في النسخ المطبوعة فينطقونهما "أحما" و " أطما" لأنهما مكتوبتان في النسخة المطبوعة بالألف المقصورة"أحمى" و "أطمى" وهذا خطأ فاحش يؤدي إلى إفساد المعنى كليا، بل إن البعض يكتبهما أيضا بالألف الممدودة وهذا خطأ على خطإ.
وقبل التوضيح نرجع إلى مخطوط لكتاب الإبريز فنجد الكلمتين بالياء وليس بالألف المقصورة كما ترون في الصورة
ولا شك أن كتابة الكلمتين في النسخة المطبوعة بالألف المقصورة ناتج عن تصحيف سببه وجود شبه كير بين الألف المقصورة والياء، ولو كانتا أصلا بالألف الممدودة لما وقع تصحيفهما بسهولة لاختلاف شكل الألف الممدودة عن شكل الألف المقصورة بما لا يمكن معه أن يقع الخطأ في أكثر من نسخة مطبوعة لكتاب الإبريز.
واللغة السريانية - الخاصة بعالم الأرواح - تعتمد على المسموع من الحروف وليس على المكتوبلأنها لغة الأرواح فلا تحتاج إلى خط مكتوب في الغالب، وهذا ما يمنع وجود حرف برسمين مختلفين فيها كالألف الممدودة والألف المقصورة لأنهما شيء واحد في هذه اللغة ما دام الاثنان معا لهما نفس النطق. ولذلك لا يمكن أن نجد في السريانية ألفا مقصورة أبدا. وحتى الغوث العارف بالله سيدي عبد العزيز الدباغ لما شرح الحروف السريانية في الإبريز لم يفرق بين ألف مقصورة وأخرى ممدودة وإنما ذكر الألف فقط بأحوالها الثلاث من فتح وضم وكسر.
وهذا التصحيح قد اجتهدت في إثباته من عندي. فإن أصبت فبتوفيق من الله وإن أخطأت فلا عجب. غير أني ما اجتهدت حتى سمعت أحد المشايخ الصوفية - وهو من العلماء - ينطق الكلمتين بالياءويؤكد لي على أنهما ليستا بالألف مبتدرا بذلك من عنده دون أن أسأله.فعمدت فقط إلى تزكية كلامه بدليل.
فمن كان عنده تعقيب أو تصحيح فلا يبخل به مشكورا.
منقول من كلام الاخ الكاتب وردت في كتاب الابريز حكاية تتعلق بهذه الكلمات وهذا نصها :
(( وقد قدم علينا بعض أصحابنا من أخيار تلمسان، فأخبرني أنه سمع بعض من حج بيت الله الحرام يقول إنه زار قبر سيدي إبراهيم الدسوقي نفعنا الله به، فوقف عليه الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي نفعنا الله به وعلمه دعاء، وهو هذا:
بسم الإله الخالق الأكبر، وهو حرز مانع مما أخاف منه وأحذر، لا قدرة لمخلوق مع قدرة الخالق، يلجمه بلجام قدرته، أحمي حميثا أطمي طميثا، وكان الله قويا عزيزا، حم عسق حمايتنا كهيعص كفايتنا، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فقال له سيدي إبراهيم: ادع بهذا الدعاء ولا تخف من شيء.
فقال لي صاحبنا التلمساني، وهو الحاج الأبر، التاجر الأطهر، سيدي عبد الرحمن بن إبراهيم، من أولاد ابن إبراهيم القاطنين بتلمسان، إن أخي الحاج محمد بن إبراهيم لما لم يعرف معنى هاتين الكلمتين وهما أحمي حميثا وأطمي طميثا امتنع من هذا الدعاء وقال لا أدري ما معناهما، ولعل أن يكون فيهما ما أكره، فسألني عن معنى الكلمتين، فسألت شيخنا رضي الله عنه عن معناهما.
فقال رضي الله عنه بديهة: لا يتكلم أحد اليوم على وجه الأرض بهاتين الكلمتين، فمن أين لك بهما؟.
فحكيت الحكاية، فقال رضي الله عنه: نعم سيدي إبراهيم الدسوقي من أكابر الصالحين، ومن أهل الفتح الكبير، وهو وأمثاله الذين يتكلمون بهاتين الكلمتين.
ثم قال رضي الله عنه: هما كلمتان بلغة السريانية. أما أحمي : فمعناه يا مالك، وفي سره يا مالك الملك العظيم الأعظم الحي القيوم. وحميثا إشارة إلى مملكته، فهو بمنزلة من يقول: يا مالك الأسرار، يا مالك الأنوار، يا مالك الليل والنهار، يا مالك السحاب المدرار، يا مالك الشموس والأقمار، يا مالك العطاء والمنع، يا مالك الخفض والرفع، يا مالك كل حي، يا مالك كل شيء، وفي هذا الإسم سر عجيب لا يطيق القلم ولا العبارة تبليغه أبدا.
وأما قوله أطمي : فهو بمنزلة من يصفه تعالى بالعظمة والكبرياء والقهر والغلبة والعز والإنفراد في ذلك كله، وكأنه يقول: يا عالم كل شيء، يا قادرا على كل شيء، يا مريد كل شيء، ويا مدبر كل شيء، ويا قاهر كل شيء، ويا من لا يتطرق إليه عجز ولا يتوهم في تطرقه نقص. وطميثا إشارة إلى الأشياء التي يتصرف فيها وإلى الممكنات التي يفعل فيها ما يشاء ويحكم ما يريد سبحانه لا إله إلا هو. وفي هذا الإسم سر عجيب لا يطيق القلم تبليغه أبدا، والله أعلم. )) اهـ.
كثير من الناس يخطئون في نطق الكلمتين "أحمي" و "أطمي" تبعا لما هو مكتوب في النسخ المطبوعة فينطقونهما "أحما" و " أطما" لأنهما مكتوبتان في النسخة المطبوعة بالألف المقصورة"أحمى" و "أطمى" وهذا خطأ فاحش يؤدي إلى إفساد المعنى كليا، بل إن البعض يكتبهما أيضا بالألف الممدودة وهذا خطأ على خطإ.
وقبل التوضيح نرجع إلى مخطوط لكتاب الإبريز فنجد الكلمتين بالياء وليس بالألف المقصورة كما ترون في الصورة
ولا شك أن كتابة الكلمتين في النسخة المطبوعة بالألف المقصورة ناتج عن تصحيف سببه وجود شبه كير بين الألف المقصورة والياء، ولو كانتا أصلا بالألف الممدودة لما وقع تصحيفهما بسهولة لاختلاف شكل الألف الممدودة عن شكل الألف المقصورة بما لا يمكن معه أن يقع الخطأ في أكثر من نسخة مطبوعة لكتاب الإبريز.
واللغة السريانية - الخاصة بعالم الأرواح - تعتمد على المسموع من الحروف وليس على المكتوبلأنها لغة الأرواح فلا تحتاج إلى خط مكتوب في الغالب، وهذا ما يمنع وجود حرف برسمين مختلفين فيها كالألف الممدودة والألف المقصورة لأنهما شيء واحد في هذه اللغة ما دام الاثنان معا لهما نفس النطق. ولذلك لا يمكن أن نجد في السريانية ألفا مقصورة أبدا. وحتى الغوث العارف بالله سيدي عبد العزيز الدباغ لما شرح الحروف السريانية في الإبريز لم يفرق بين ألف مقصورة وأخرى ممدودة وإنما ذكر الألف فقط بأحوالها الثلاث من فتح وضم وكسر.
وهذا التصحيح قد اجتهدت في إثباته من عندي. فإن أصبت فبتوفيق من الله وإن أخطأت فلا عجب. غير أني ما اجتهدت حتى سمعت أحد المشايخ الصوفية - وهو من العلماء - ينطق الكلمتين بالياءويؤكد لي على أنهما ليستا بالألف مبتدرا بذلك من عنده دون أن أسأله.فعمدت فقط إلى تزكية كلامه بدليل.
فمن كان عنده تعقيب أو تصحيح فلا يبخل به مشكورا.
عدل سابقا من قبل ابن ال حمد في الثلاثاء نوفمبر 04, 2014 8:03 pm عدل 1 مرات
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
جزاكم الله خيرا سيدى ابن آل حمد على هذا الكلام الطيب من كلام الصوفية وإن كان كثيرون يستغربون من مثل هذه الكلام غير المفهوم عندهم وينكرونه على اصحابه وكأن الواحد منهم قد احاط بجميع العلوم والمعارف وكان يجب عليه إذا لم يعرف أن يسكت ويكل الأمر لله تعالى
نسأل الله لهم الهداية
نسأل الله لهم الهداية
وانت من اهل الجزاء ان شاء الله و الحق يقال من لم يعرف شيء يسال عليه و المغرر بهم لا يفرقو بين كلام استعمله الله في القران وبين السحر ..؟عبد الودود كتب:جزاكم الله خيرا سيدى ابن آل حمد على هذا الكلام الطيب من كلام الصوفية وإن كان كثيرون يستغربون من مثل هذه الكلام غير المفهوم عندهم وينكرونه على اصحابه وكأن الواحد منهم قد احاط بجميع العلوم والمعارف وكان يجب عليه إذا لم يعرف أن يسكت ويكل الأمر لله تعالى
نسأل الله لهم الهداية
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى