كان سكوته صل الله عليه وسلم على اربع
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
[frame="3 10"][SIZE="5"]
قال الحسين رضي الله عنه: فسألت أبي علياً رضي الله عنه: كيف كان سكوته صلى الله عليه وسلم؟ فقال:
{كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ: الْحِلْمُ، وَالْحَذَرُ، وَالتَّقْدِيرُ، وَالتَّفكِيرُ - وفى رواية - الحكم، والحذر، والتقدير، والتفكر، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةُ النَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ، وأما تذكره – أو قال تفكره-: فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى وجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبرِ فَكَانَ لا يُغضِبُهُ شيء وَلا يَستَفِزُّهُ، وجمع له الحذر فى أربع: أخذه بالحسن، والقيام لهم فيما جمع لهم الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم}.
وفى رواية الطبرانى – كما فى (مَجمَع الزوائد) – وجمع له الحذر صلى الله عليه وسلم فى أربع: {أَخْذُهُ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكُهُ القَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ، وَالْقِيَامُ لَهُمْ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ مِنَ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}.
{كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ: الْحِلْمُ، وَالْحَذَرُ، وَالتَّقْدِيرُ، وَالتَّفكِيرُ}، وفى رواية: {الحكم، والحذر، والتقدير، والتفكر}، حتى سكوت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له فيه نية، وله فيه عبادة لرب البرية: نحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يغفل عن ذكر الله، ومع ذلك يوصف بالحلم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} التوبة114
فكان صلى الله عليه وسلم حليماً لأنه كان يدعوا الناس إلى الله وإلى دين الله.
وأول شروط الداعي إلى الله الحلم مع خلق الله، فيحتاج إلى أن يأخذهم بالروية وبالتؤدة وبالهوادة وباللين وهذا يحتاج إلى الحلم العظيم حتى لا يتركونه ولا يفرون منه، وعلى هذا كان صلى الله عليه وسلم.
والحذر مبني على تقدير الأمور: فكان لا يمشي في أموره عشوائياً، ولكن يُرتب الأمور ترتيباً جيداً، فيُرتب لكل أمر منافعه ومضاره وما سيأتي فيه وبه من الخير، وما سيتعرض له من الشر، وهذا تفكير النبهاء والنجباء والقادة الحكماء، لأن أي أمر من الأمور لا بد للإنسان أن يُقلبه على كل وجوهه حتى تكون الخطة محكمة في هذا الأمر.
والتقدير هو تجهيز الكيفية التي بها يحصل هذا الأمر ويتم به المراد، وهذا بلغ فيه صلى الله عليه وسلم الغاية العظمى.، والتفكر كان عبادة الأنبياء: وأنتم تعلمون أن أول عبادة لرسول الله في غار حراء كانت التفكر، فكان يتفكر صلى الله عليه وسلم في خلق الله، ويتفكر في آلاء الله، ويتفكر في الكيفية السديدة التي بها يشد الخلق شداً إلى حضرة الله، والكيفية التي بها يُرسخ الإيمان في قلوب الصادقين من أتباعه.
هذه الأمور هي التي كانت تشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم، شرحها الإمام علي شرحاً بسيطاً فقال: {فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةُ النَّظَرِ وَالاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ}، تقديره أي ينظر للموضوع من جميع جهاته على السواء، ويشاور، وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس مشورة لأصحابه، ليُدرِّبهم على المسلك السوي الصحيح في مواجهة كل أمور حياتهم، وكل أمور دينهم إن شاء الله.
{وأما تذكره – أو قال تفكره- فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى} أي في الدار الآخرة والدار الدنيا، وأن الدار الدنيا دار إلى زوال، وأن الآخرة هي دار القرار، وهذا هو الدافع الأساسي للإنسان للإتجاه إلى حضرة الرحمن عز وجل.
{وجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبرِ فَكَانَ لَا يُغضِبُهُ شيء وَلَا يَستَفِزُّهُ} وفي رواية: {وجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ والصَّبرِ} ولذلك لم يكن هناك شيء يُخرجه عن مشاعره، أو شيء يُغضبه بحيث يفعل ما لا يُستحب، وكان لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله، فهنا يقوم ولا يثبت لقيامته شيء.
{وجمع له الحذر فى أربع: أخذه بالحسن} لأنه يُقلب الأمور على وجوهها فيأخذ بأحسن الأشياء.
{والقيام لهم فيما جمع لهم الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم}، وفى رواية الطبراني: {وجمع له الحذر صلى الله عليه وسلم فى أربع: أَخْذُهُ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكُهُ القَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ، وَالْقِيَامُ لَهُمْ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ مِنَ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}.
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5%20%E6%C8%C7%D8%E4%E5&id=578&cat=4
[SIZE="5"][URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_Algamal_Almohamady.pdf&id=578"]منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً[/URL][/SIZE]
https://www.youtube.com/watch?v=XxLDkuZBeTw
[/frame][/size]{كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ: الْحِلْمُ، وَالْحَذَرُ، وَالتَّقْدِيرُ، وَالتَّفكِيرُ - وفى رواية - الحكم، والحذر، والتقدير، والتفكر، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةُ النَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ، وأما تذكره – أو قال تفكره-: فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى وجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبرِ فَكَانَ لا يُغضِبُهُ شيء وَلا يَستَفِزُّهُ، وجمع له الحذر فى أربع: أخذه بالحسن، والقيام لهم فيما جمع لهم الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم}.
وفى رواية الطبرانى – كما فى (مَجمَع الزوائد) – وجمع له الحذر صلى الله عليه وسلم فى أربع: {أَخْذُهُ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكُهُ القَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ، وَالْقِيَامُ لَهُمْ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ مِنَ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}.
{كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ: الْحِلْمُ، وَالْحَذَرُ، وَالتَّقْدِيرُ، وَالتَّفكِيرُ}، وفى رواية: {الحكم، والحذر، والتقدير، والتفكر}، حتى سكوت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له فيه نية، وله فيه عبادة لرب البرية: نحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يغفل عن ذكر الله، ومع ذلك يوصف بالحلم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} التوبة114
فكان صلى الله عليه وسلم حليماً لأنه كان يدعوا الناس إلى الله وإلى دين الله.
وأول شروط الداعي إلى الله الحلم مع خلق الله، فيحتاج إلى أن يأخذهم بالروية وبالتؤدة وبالهوادة وباللين وهذا يحتاج إلى الحلم العظيم حتى لا يتركونه ولا يفرون منه، وعلى هذا كان صلى الله عليه وسلم.
والحذر مبني على تقدير الأمور: فكان لا يمشي في أموره عشوائياً، ولكن يُرتب الأمور ترتيباً جيداً، فيُرتب لكل أمر منافعه ومضاره وما سيأتي فيه وبه من الخير، وما سيتعرض له من الشر، وهذا تفكير النبهاء والنجباء والقادة الحكماء، لأن أي أمر من الأمور لا بد للإنسان أن يُقلبه على كل وجوهه حتى تكون الخطة محكمة في هذا الأمر.
والتقدير هو تجهيز الكيفية التي بها يحصل هذا الأمر ويتم به المراد، وهذا بلغ فيه صلى الله عليه وسلم الغاية العظمى.، والتفكر كان عبادة الأنبياء: وأنتم تعلمون أن أول عبادة لرسول الله في غار حراء كانت التفكر، فكان يتفكر صلى الله عليه وسلم في خلق الله، ويتفكر في آلاء الله، ويتفكر في الكيفية السديدة التي بها يشد الخلق شداً إلى حضرة الله، والكيفية التي بها يُرسخ الإيمان في قلوب الصادقين من أتباعه.
هذه الأمور هي التي كانت تشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم، شرحها الإمام علي شرحاً بسيطاً فقال: {فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةُ النَّظَرِ وَالاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ}، تقديره أي ينظر للموضوع من جميع جهاته على السواء، ويشاور، وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس مشورة لأصحابه، ليُدرِّبهم على المسلك السوي الصحيح في مواجهة كل أمور حياتهم، وكل أمور دينهم إن شاء الله.
{وأما تذكره – أو قال تفكره- فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى} أي في الدار الآخرة والدار الدنيا، وأن الدار الدنيا دار إلى زوال، وأن الآخرة هي دار القرار، وهذا هو الدافع الأساسي للإنسان للإتجاه إلى حضرة الرحمن عز وجل.
{وجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبرِ فَكَانَ لَا يُغضِبُهُ شيء وَلَا يَستَفِزُّهُ} وفي رواية: {وجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ والصَّبرِ} ولذلك لم يكن هناك شيء يُخرجه عن مشاعره، أو شيء يُغضبه بحيث يفعل ما لا يُستحب، وكان لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله، فهنا يقوم ولا يثبت لقيامته شيء.
{وجمع له الحذر فى أربع: أخذه بالحسن} لأنه يُقلب الأمور على وجوهها فيأخذ بأحسن الأشياء.
{والقيام لهم فيما جمع لهم الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم}، وفى رواية الطبراني: {وجمع له الحذر صلى الله عليه وسلم فى أربع: أَخْذُهُ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكُهُ القَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ، وَالْقِيَامُ لَهُمْ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ مِنَ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}.
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5%20%E6%C8%C7%D8%E4%E5&id=578&cat=4
[SIZE="5"][URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_Algamal_Almohamady.pdf&id=578"]منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً[/URL][/SIZE]
https://www.youtube.com/watch?v=XxLDkuZBeTw
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
هذا من أروع ما قرأت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل أخباره رائعة صلى الله عليه وسلم
ويبدو أنه حديث غير منتشر بين الناس فهذه أول مرة أقرأ فيها مثل هذا الحديث فجزاكم الله خيرا ونفع بكم
واستأذنكم أن أنقله إلى موقع آخر ليعم الخير ويعود لكم ولشيخكم الأجر إن شاء الله ..
ويبدو أنه حديث غير منتشر بين الناس فهذه أول مرة أقرأ فيها مثل هذا الحديث فجزاكم الله خيرا ونفع بكم
واستأذنكم أن أنقله إلى موقع آخر ليعم الخير ويعود لكم ولشيخكم الأجر إن شاء الله ..
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى