شبهة نصرانية والرد عليها - بحث Abu Sadek Najeeb
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- الامام الربانيالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 06/05/2016
الشبهة : لقد شهد القرآن الكريم بتقديم بِيَعِ النصارى وكنائسهم على مساجد المسلمين بقوله تعالى (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 40
فجعل الصوامع (موضع الرهبان) والبِيَعِ (متعبد النصارى) مقدَّمات على المساجد، وجعل فيها ذكر الله كثيراً، وذلك يدلُّ على أن النصارى في زعمهم على الحق، فلا ينبغي لهم العدول عما هم عليه ؛ إذ العدول عن الحق يكون للباطل
الجواب من وجوه :
الأول : إن المراد بالآية هو دفع المكاره عن الأشرار بوجود الأخيار في كل عصر، إذ ما من زمان إلا وفي أهله أخيار يكون وجودهم سبباً في سلامة الأشرار من الفتن والمحن، فزمان موسى عليه السلام سلم فيه أهل الأرض من بلاء يعمهم بسبب من فيه من أهل الاستقامة على الشريعة الموسوية وكذلك زمان سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فالصوامع هي أمكنة الرهبان زمن الاستقامة حيث يعبد الله تعالى فيها على دين صحيح، وكذلك البيعة والمسجد، وهذه المواطن في أزمنة الاستقامة لا نزاع فيها، إنما النزاع لما تغيَّرت أحوالها وذهب التوحيد وجاء التثليث، وكُذِّبت الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
فمعنى الآية : لولا القتال والجهاد لتُغُلِّب على الحق في كل أمة. فمن استبشع من النصارى الجهاد فهو مناقض لمذهبه؛ إذ لولا القتال لما بقي الدِّين الذي يذبّ عنه. وأيضاً هذه المواضع التي اتّخذِت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد عليه السلام المساجد. ولم يذكر في الآية المجوس ولا أهل الإشراك لأنّ هؤلاء ليس لهم ما يَوجب حمايته ولا يوجد ذكر الله إلاّ عند أهل الشرائع
الثاني :
لقد ذكر الحق تبارك وتعالى (صوامع وبيع وصلوات) بصيغة التنكير، والجمع المنكر لا يدل عنه العرب على أكثر من ثلاثة من ذلك المجموع بالاتفاق، وقد وقع في الدنيا ثلاث من البيع، وثلاث من الصوامع، كانت أفضل مواضع العبادات بالنسبة إلى ثلاثة مساجد، فالبيع التي كان عيسى عليه السلام وخواصه من الحواريين يعبدون الله تعالى فيها هي أفضل من مساجد ثلاثة لم يصلِّ فيها سوى العصاة من المسلمين، وهذا لا نزاع فيه، وإنما النزاع في البيع والصوامع على العموم، واللفظ لا يقتضيه لأن الجمع منكر، وإنما كان ليقتضيه لو كان الجمع معرَّفاً
الثالث :
إن الآية تقتضي أن المساجد أفضل بيوت الله تعالى باللسان العربي، وتقريره أن الصنف القليل المنزلة عند الله أقرب إلى الهلاك من العظيم المنزلة، والقاعدة العربية تقضي بأن الترقي في الخطاب إلى الأعلى فالأعلى أبداً، في المدح والذم والتفخيم والامتنان، فيقال في المدح : الشجاع البطل، ولا يقال : البطل الشجاع، لأنك تعد راجعاً عن الأول. وفي الذم : العاصي الفاسق، ولا يقال : الفاسق العاصي، وفي التفخيم : فلان يغلب المائة والألف، ولا يقال : فلان يغلب الألف والمائة، وفي الامتنان : لا أبخل عليك بالدرهم ولا بالدينار، ولا يقال : بالدينار والدرهم
فإذا تقرر ذلك ظهرت أفضلية المساجد ومزيد شرفها على غيرها، وإن هدمها أعظم من هدم غيرها، لا يوصل إليه إلا بعد تجاوز ما يقتضي هدم غيرها، كما نقول : لولا السلطان لهلك الصبيان والرجال والأمراء. لتفخيم أمر السلطان
الرابع :
إن الآية تدل على أن المساجد أفضل بيت وضع على وجه الأرض للعابدين من وجه آخر، فالقاعدة العربية تقضي بأن الضمائر إنما يحكم بعودها على أقرب مذكور، فإن قلت (جاء زيد وخالد وأكرمته) فالإكرام خاص بخالد لأنه الأقرب، وكذا قوله تعالى (يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً) يختص بالأخير الذي هو المساجد، وهو قول المفسرين فتكون المساجد قد اختصت بكثرة ذكر الله تعالى، وهو يقتضي أن غيرها لم يساوِها في كثرة الذكر، فتكون الأفضل وهو المطلوب
قال بعض العلماء: هذا ترق من الأقل إلى الأكثر، إلى أن انتهى إلى المساجد، وهي أكثر عماراً، وأكثر عباداً، وهم ذوو القصد الصحيح.
فتجاوز عن الأصاغر لِقَدْرِ الأكابر، وعفا عن العوام لاحترام الكرام.. وتلك سُنَّةٌ أجراها الله لاستنقاء منازل العبادة، واستصفاء مناهل العرفان. ولا تحويل لِسُنَّتهِ، ولا تبديل لكريم عادته.
المصدر : https://www.facebook.com/groups/186640414793114/permalink/342341102556377/
فجعل الصوامع (موضع الرهبان) والبِيَعِ (متعبد النصارى) مقدَّمات على المساجد، وجعل فيها ذكر الله كثيراً، وذلك يدلُّ على أن النصارى في زعمهم على الحق، فلا ينبغي لهم العدول عما هم عليه ؛ إذ العدول عن الحق يكون للباطل
الجواب من وجوه :
الأول : إن المراد بالآية هو دفع المكاره عن الأشرار بوجود الأخيار في كل عصر، إذ ما من زمان إلا وفي أهله أخيار يكون وجودهم سبباً في سلامة الأشرار من الفتن والمحن، فزمان موسى عليه السلام سلم فيه أهل الأرض من بلاء يعمهم بسبب من فيه من أهل الاستقامة على الشريعة الموسوية وكذلك زمان سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فالصوامع هي أمكنة الرهبان زمن الاستقامة حيث يعبد الله تعالى فيها على دين صحيح، وكذلك البيعة والمسجد، وهذه المواطن في أزمنة الاستقامة لا نزاع فيها، إنما النزاع لما تغيَّرت أحوالها وذهب التوحيد وجاء التثليث، وكُذِّبت الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
فمعنى الآية : لولا القتال والجهاد لتُغُلِّب على الحق في كل أمة. فمن استبشع من النصارى الجهاد فهو مناقض لمذهبه؛ إذ لولا القتال لما بقي الدِّين الذي يذبّ عنه. وأيضاً هذه المواضع التي اتّخذِت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد عليه السلام المساجد. ولم يذكر في الآية المجوس ولا أهل الإشراك لأنّ هؤلاء ليس لهم ما يَوجب حمايته ولا يوجد ذكر الله إلاّ عند أهل الشرائع
الثاني :
لقد ذكر الحق تبارك وتعالى (صوامع وبيع وصلوات) بصيغة التنكير، والجمع المنكر لا يدل عنه العرب على أكثر من ثلاثة من ذلك المجموع بالاتفاق، وقد وقع في الدنيا ثلاث من البيع، وثلاث من الصوامع، كانت أفضل مواضع العبادات بالنسبة إلى ثلاثة مساجد، فالبيع التي كان عيسى عليه السلام وخواصه من الحواريين يعبدون الله تعالى فيها هي أفضل من مساجد ثلاثة لم يصلِّ فيها سوى العصاة من المسلمين، وهذا لا نزاع فيه، وإنما النزاع في البيع والصوامع على العموم، واللفظ لا يقتضيه لأن الجمع منكر، وإنما كان ليقتضيه لو كان الجمع معرَّفاً
الثالث :
إن الآية تقتضي أن المساجد أفضل بيوت الله تعالى باللسان العربي، وتقريره أن الصنف القليل المنزلة عند الله أقرب إلى الهلاك من العظيم المنزلة، والقاعدة العربية تقضي بأن الترقي في الخطاب إلى الأعلى فالأعلى أبداً، في المدح والذم والتفخيم والامتنان، فيقال في المدح : الشجاع البطل، ولا يقال : البطل الشجاع، لأنك تعد راجعاً عن الأول. وفي الذم : العاصي الفاسق، ولا يقال : الفاسق العاصي، وفي التفخيم : فلان يغلب المائة والألف، ولا يقال : فلان يغلب الألف والمائة، وفي الامتنان : لا أبخل عليك بالدرهم ولا بالدينار، ولا يقال : بالدينار والدرهم
فإذا تقرر ذلك ظهرت أفضلية المساجد ومزيد شرفها على غيرها، وإن هدمها أعظم من هدم غيرها، لا يوصل إليه إلا بعد تجاوز ما يقتضي هدم غيرها، كما نقول : لولا السلطان لهلك الصبيان والرجال والأمراء. لتفخيم أمر السلطان
الرابع :
إن الآية تدل على أن المساجد أفضل بيت وضع على وجه الأرض للعابدين من وجه آخر، فالقاعدة العربية تقضي بأن الضمائر إنما يحكم بعودها على أقرب مذكور، فإن قلت (جاء زيد وخالد وأكرمته) فالإكرام خاص بخالد لأنه الأقرب، وكذا قوله تعالى (يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً) يختص بالأخير الذي هو المساجد، وهو قول المفسرين فتكون المساجد قد اختصت بكثرة ذكر الله تعالى، وهو يقتضي أن غيرها لم يساوِها في كثرة الذكر، فتكون الأفضل وهو المطلوب
قال بعض العلماء: هذا ترق من الأقل إلى الأكثر، إلى أن انتهى إلى المساجد، وهي أكثر عماراً، وأكثر عباداً، وهم ذوو القصد الصحيح.
فتجاوز عن الأصاغر لِقَدْرِ الأكابر، وعفا عن العوام لاحترام الكرام.. وتلك سُنَّةٌ أجراها الله لاستنقاء منازل العبادة، واستصفاء مناهل العرفان. ولا تحويل لِسُنَّتهِ، ولا تبديل لكريم عادته.
المصدر : https://www.facebook.com/groups/186640414793114/permalink/342341102556377/
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى