الإمام شامل الداغستاني و«عهد الشريعة»
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- الامام الربانيالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 06/05/2016
يجب أن يرى هؤلاء القوم، سفاكو الدماء، الذين لم يبقوا على أثير ولم يبقوا على حياةِ أحدٍ والذين دمَّروا بيت الله أنّ النهاية لم تحن بعد! -الشيخ شامل متحدثًا عن الروس
في منطقة القوقاز التي دخلها الإسلام عبر التُّجار المسلمين والطُّرق الصوفية، كانت قصَّة الشيخ شامل الذي انتمى للطريقة النقشبنديَّة. كانت شمال القوقاز منطقة متنازع عليها عبر التاريخ ما بين إيران والعثمانيين وروسيا، وقد وقعت في قبضة الروس في النهاية. خلال بدايات القرن التاسع عشر بدأت حرب القوقاز بين المسلمين شمال القوقاز وبين الإمبراطورية الروسية التي هزمت نابليون عام 1816 وكانت في أوج قوتها.
في تلك المنطقة اختلطت الطُّقوس الدينية الإسلامية بالطقوس الوثنية التي مثَّلت تاريخًا لمنطقة القوقاز وشعوبها. خلال هذه الفترة برز اسم المجاهد الكبير «الإمام منصور» الذي استطاع أن يحشد عددًا هائلًا من القبائل الشيشانية والداغستانية لمحاربة الروس. كان جنوده من مريدي الطريقة النقشبنديَّة، استطاع الإمام منصور تحقيق عدَّة انتصارات على الروس، إلا أنّ الأسر كان نصيبه في النهاية، وبعد تسع سنوات من الجهاد المتواصل قتل الشيخ منصور «أشورما» كما سمَّاه الروس في سجنه بعد أن قتل الجنديّ المسؤول عن حراسته، في أبريل عام 1794.
في هذه الأثناء كان ميلاد الإمام محمد غازي مولا، عام 1792، وبعده بخمس سنوات كان ميلاد القائد الأشهر الشيخ شامل. كان غازي مولا وشامل صديقان، وكان شامل يعتبر تلميذًا لغازي، الذي كان مريدًا في الطريقة النقشبنديَّة. درس شامل مع غازي مولا الفقة والحديث والفلسفة، وبدأَ الإمام شامل دعوته الجديدة التي قامت على جنوده «المريدين».
ممَّا يحكى أنّ الإمام غازي مولا بدأ في حرب الروس لأنّ النبي محمد جاءهُ في رؤيا ثلاث مرات وأمره بقتال الروس. بدأَ القاضي والقائد غازي مولا في حربه المقدَّسة ضد الروس، حارب أولًا بعض المظاهر الوثنية لشعوب داغستان التي امتزجت بالإسلام، ثمّ أعلن الجهاد على الروس. استطاع هو وتلميذه المقرَّب الشيخ شامل أن يقودا الداغستانيين إلى انتصاراتٍ مبهرة، لكنّ حصار قريته «غمري» من قبل الروس حصارًا محكمًا أوقع غازي مولا هو وعددًا هائلًا من جنوده، نجا اثنان فقط من هذا الحصار المريع، كان شامل أحدهما. متأثرًا بجراحه تخفَّى عن الروس وظنّ المريدون أنَّه قتل، إلا أنه عاد بعد ثلاثة أشهر ليختاره المريدون إمامًا لهم بعد وفاة الإمام حمزة بك الذي نال الإمامة بعد مقتل غازي مولا، وقتل غيلة أثناء الصلاة.
يُعرف الإمام شامل بـ «أسد القوقاز» و «صقر الجبال»، لما كانت له من خبرة وانتصارات هائلة على الإمبراطورية الروسية. تربَّع الشيخ شامل كإمام عام 1934 وظلّ في مقاومته الروس حتَّى وقوعهِ في الأسر عام 1959، أي أنه حكم وجاهد لمدة 25 عامًا. عُرف عهد الإمام شامل بـ «عهد الشريعة» فقد أزال تمامًا آثار الوثنية في شمال القوقاز، وبدأَ في تأسيس بيت المال وجبي الزكاة وغيرها من الأمور الإسلامية التي أمَّنت له دولة مؤسسة بحقّ.
“استسلام الإمام شامل للقوات الروسية”
استطاع الإمام شامل تأسيس دولته بشكلٍ أقوى ممن قبله، وقاد الجهاد في المنطقة مكتشفًا آفاقًا جديدة في جيش المريدين، ومستخدمًا المدافع التي استطاع أن يصنعها لديه بعد تردُّدٍ كبير، تصنيعه للمدافع قلب المعادلة بقوَّة، لكنّ يدُ القدر أقوى دومًا، جردت الإمبراطورية الروسية – بعد تسويتها مشاكلها مع الدولة العثمانيَّة – حملة قوامها 60 ألف جندي بقيادة الجنرال أليكساندر بارياتنسكي، درس بارياتنسكي استراتيجيَّة الإمام شامل في الحرب، فرأى أنه انتصر في المعارك التي وقعت في الجبال والغابات، لا المعارك المكشوفة، فقرَّرَ أن يحاربه في الغابات بالفعل ولكن بعد استراتيجية محكمة، استدرج الشيخ الستّينيّ حينها، من خلالها إلى الغابات ثم قام بتقليم الغابة تمامًا فأصبحت مكشوفة وهنا استطاع هزيمة الإمام وأسره!
انتهت ثلاثون عامًا من الجهاد بعد أن طوَّقت قوة روسية بتعداد 40 ألف جندي الإمام في خمسمائة من أصحابه ومريديه فقط، بعد أن استطاع الروس تأليب بعض أمراء داغستان عليه، وانفضاض بعض القبائل التي أتعبها أمد الحرب عنه. ظلّ في روسيا تسع سنوات ثم قدَّم طلبًا للإمبراطور بالحج، فقام برحلة حج عام 1969 وبقي في المدينة جوار الرسول سنتين وتوفي ودفن في قبَّة العباس، عام 1971. هذا كان فصلًا من جهاد أئمة ومريدي الطريقة النقشبندية في شمال القوقاز.
المصدر : https://www.facebook.com/groups/186640414793114/permalink/342453132545174/
في منطقة القوقاز التي دخلها الإسلام عبر التُّجار المسلمين والطُّرق الصوفية، كانت قصَّة الشيخ شامل الذي انتمى للطريقة النقشبنديَّة. كانت شمال القوقاز منطقة متنازع عليها عبر التاريخ ما بين إيران والعثمانيين وروسيا، وقد وقعت في قبضة الروس في النهاية. خلال بدايات القرن التاسع عشر بدأت حرب القوقاز بين المسلمين شمال القوقاز وبين الإمبراطورية الروسية التي هزمت نابليون عام 1816 وكانت في أوج قوتها.
في تلك المنطقة اختلطت الطُّقوس الدينية الإسلامية بالطقوس الوثنية التي مثَّلت تاريخًا لمنطقة القوقاز وشعوبها. خلال هذه الفترة برز اسم المجاهد الكبير «الإمام منصور» الذي استطاع أن يحشد عددًا هائلًا من القبائل الشيشانية والداغستانية لمحاربة الروس. كان جنوده من مريدي الطريقة النقشبنديَّة، استطاع الإمام منصور تحقيق عدَّة انتصارات على الروس، إلا أنّ الأسر كان نصيبه في النهاية، وبعد تسع سنوات من الجهاد المتواصل قتل الشيخ منصور «أشورما» كما سمَّاه الروس في سجنه بعد أن قتل الجنديّ المسؤول عن حراسته، في أبريل عام 1794.
في هذه الأثناء كان ميلاد الإمام محمد غازي مولا، عام 1792، وبعده بخمس سنوات كان ميلاد القائد الأشهر الشيخ شامل. كان غازي مولا وشامل صديقان، وكان شامل يعتبر تلميذًا لغازي، الذي كان مريدًا في الطريقة النقشبنديَّة. درس شامل مع غازي مولا الفقة والحديث والفلسفة، وبدأَ الإمام شامل دعوته الجديدة التي قامت على جنوده «المريدين».
ممَّا يحكى أنّ الإمام غازي مولا بدأ في حرب الروس لأنّ النبي محمد جاءهُ في رؤيا ثلاث مرات وأمره بقتال الروس. بدأَ القاضي والقائد غازي مولا في حربه المقدَّسة ضد الروس، حارب أولًا بعض المظاهر الوثنية لشعوب داغستان التي امتزجت بالإسلام، ثمّ أعلن الجهاد على الروس. استطاع هو وتلميذه المقرَّب الشيخ شامل أن يقودا الداغستانيين إلى انتصاراتٍ مبهرة، لكنّ حصار قريته «غمري» من قبل الروس حصارًا محكمًا أوقع غازي مولا هو وعددًا هائلًا من جنوده، نجا اثنان فقط من هذا الحصار المريع، كان شامل أحدهما. متأثرًا بجراحه تخفَّى عن الروس وظنّ المريدون أنَّه قتل، إلا أنه عاد بعد ثلاثة أشهر ليختاره المريدون إمامًا لهم بعد وفاة الإمام حمزة بك الذي نال الإمامة بعد مقتل غازي مولا، وقتل غيلة أثناء الصلاة.
يُعرف الإمام شامل بـ «أسد القوقاز» و «صقر الجبال»، لما كانت له من خبرة وانتصارات هائلة على الإمبراطورية الروسية. تربَّع الشيخ شامل كإمام عام 1934 وظلّ في مقاومته الروس حتَّى وقوعهِ في الأسر عام 1959، أي أنه حكم وجاهد لمدة 25 عامًا. عُرف عهد الإمام شامل بـ «عهد الشريعة» فقد أزال تمامًا آثار الوثنية في شمال القوقاز، وبدأَ في تأسيس بيت المال وجبي الزكاة وغيرها من الأمور الإسلامية التي أمَّنت له دولة مؤسسة بحقّ.
“استسلام الإمام شامل للقوات الروسية”
استطاع الإمام شامل تأسيس دولته بشكلٍ أقوى ممن قبله، وقاد الجهاد في المنطقة مكتشفًا آفاقًا جديدة في جيش المريدين، ومستخدمًا المدافع التي استطاع أن يصنعها لديه بعد تردُّدٍ كبير، تصنيعه للمدافع قلب المعادلة بقوَّة، لكنّ يدُ القدر أقوى دومًا، جردت الإمبراطورية الروسية – بعد تسويتها مشاكلها مع الدولة العثمانيَّة – حملة قوامها 60 ألف جندي بقيادة الجنرال أليكساندر بارياتنسكي، درس بارياتنسكي استراتيجيَّة الإمام شامل في الحرب، فرأى أنه انتصر في المعارك التي وقعت في الجبال والغابات، لا المعارك المكشوفة، فقرَّرَ أن يحاربه في الغابات بالفعل ولكن بعد استراتيجية محكمة، استدرج الشيخ الستّينيّ حينها، من خلالها إلى الغابات ثم قام بتقليم الغابة تمامًا فأصبحت مكشوفة وهنا استطاع هزيمة الإمام وأسره!
انتهت ثلاثون عامًا من الجهاد بعد أن طوَّقت قوة روسية بتعداد 40 ألف جندي الإمام في خمسمائة من أصحابه ومريديه فقط، بعد أن استطاع الروس تأليب بعض أمراء داغستان عليه، وانفضاض بعض القبائل التي أتعبها أمد الحرب عنه. ظلّ في روسيا تسع سنوات ثم قدَّم طلبًا للإمبراطور بالحج، فقام برحلة حج عام 1969 وبقي في المدينة جوار الرسول سنتين وتوفي ودفن في قبَّة العباس، عام 1971. هذا كان فصلًا من جهاد أئمة ومريدي الطريقة النقشبندية في شمال القوقاز.
المصدر : https://www.facebook.com/groups/186640414793114/permalink/342453132545174/
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى