علاقة المذهب الأشعري بمذهب الجهمية
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- falconالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 16/01/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الترمذي معلقاً على الحديث رقم 662 ما نصه: "هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)". اهـ
فهذا الخبر يفيد
1- أن التأويل سنة جهمية سار عليها الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة بمعنى أن هذه الطوائف الثلاث جهمية عند التحقيق إذ لا فروق جوهرية تفرق بينها سوى أن الجهمية القدماء كانوا يتأولون اليد بالقوة بينما أفراخهم الأشاعرة والماتريدية يتأولونها بالنعمة أي أن تأويل صفة اليد متفق عليها ولكن تفسير معناها مسألة اجتهادية بينهم !!!
2- أنه لو كان التأويل حجة في نفي تبديع علماء الأشاعرة والماتريدية -الذين قامت عليهم الحجة ببيان مذهب أهل السنة والجماعة والحديث والأثر - لما بدع أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين علماء الجهمية والمعتزلة بأعيانهم وفي هذا رد على من جعل التأويل حجة في عدم تبديع الأشاعرة والماتريدية
والأشاعرة يدركون بأنهم الجهمية ولذلك غضبوا من أبي الحجاج المزي لما قرأ فصل الرد على الجهمية من كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري رضي الله عنه وقالوا ما المقصود إلا نحن وغضب لهم القاضي الشافعي - والأشاعرة عادة يتمسحون وينتسبون للشافعي تلبيساً على الناس وترويجاً لمذهبهم بانتسابهم إلى هذا الإمام الكبير - فأمر بسجنه
قال ابن حجر الأشعري في كتاب الدرر الكامنة في ترجمة أبي الحجاج المزي ما نصه: "وأوذي مرة في سنة ( 705 ) بسبب ابن تيمية لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية وبحث مع الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبلق شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض الفقهاء وقالوا نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب وهو الأفرم بأن ينادى بأن من يتكلم في العقائد يقتل" اهـ
الظريف في الموضوع أن الأشاعرة أحفاد الجهمية اصبحوا هم أهل السنة والجماعة بعد أن كان أسلافهم الجهمية يسمون أهل السنة والحديث والأثر بالحشوية لأنهم يزعمهم يحشون الأخبار !!!
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى