منتديات انا سني العالمية
حاسة الشم عند النبي صلى الله عليه وسلم 133893537771
منتديات انا سني العالمية
حاسة الشم عند النبي صلى الله عليه وسلم 133893537771
الإعلانات
Kuwait دولة الكويت العربية المتحدة ( العربية )



اعلانات



. قريبا : فتح اقسام الامراض الروحية المستعصية وعلاجاتها
. بالمجان بعيد عن السحر والسحرة الدين يغشون الناس بالباطل
. من الكاتب والسنة النبوية ونقض السحر المضر بالناس
. قريبا : فتح باب عالم الجن علومه اخباره اسراره خفاياه

خطر الداهم : التنصير يضرب بأطنابه في شمال افريقيا بعد محاربة الفكر الصوفي المعتدل من طرف الوهابية ودول غربية
الايمان اصطلاحا : اعتقاد بالجنان ’ واقرار باللسان ’ وعمل بالاركان . انظر شرح الطحاوي لابن ابي العز ص 332
قال الامام الشافعي رضي الله عنه : ان كنت في الطريق الى الله فركض’ ان صعب عليك فهرول وان تعبت فامشي وان لم تستطع كل هدا فسر ولو حبوا ولكن اياك ز الرجوع
الملاحظاتز


قوافل العائدين (أنين المذنبين)

مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ












مواعظ من شباب تائب من ضلال الوهابية لا توجد أية مواضيع جديدة . . . لا توجد أية مواضيع جديدة بكاء ندم لا توجد أية مواضيع جديدة . . . لا توجد أية مواضيع جديدة و الداعي الى الله لا توجد أية مواضيع جديدة . . . هل تعرفه
الايمان بين الحقيقة والخيال لا توجد أية مواضيع جديدة . . . لا توجد أية مواضيع جديدة هل انت تحب الله ...!! وتريد ان تعرف اين هو . . .؟؟
عادي تبحث عن الحقيقة قــم بالتسجيل وستعرف الحق ان شاء الله عادي


خاص بالزوار القسم مفتوح فقط لوضع المواضيع الصالحة : الاعمال الصالحات
للاعـضـاء الـجـدد : : نحن كنا روافض
[تابعونا] : !! تابعونا :

حاسة الشم عند النبي صلى الله عليه وسلم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الصاعق
الصاعق
الاعضاء النشطاء
الاعضاء النشطاء
عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 02/01/2014

مُساهمةالصاعق الإثنين أبريل 14, 2014 4:39 pm

للشيخ محمد اليعقوبي

أيها الإخوة المؤمنون.. مازال موضوع الكلام في هذا الشهر المبارك شهر ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم حواس المصطفى عليه الصلاة والسلام، وقد تكلمنا عن حاسة السمع ثم البصر، والحديث اليوم بإذن الله تبارك وتعالى عن حاسة الشم عند النبي الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

الشم إنما هو الأنف، وفي الأنف من آيات الإعجاز الرباني، وبديع حكمة الله عز وجل، وجليل تقديره، وجميل صنعته، ما يعجز عنه أولو الألباب، وقد كشف الطب والعلم عامة عن شيء من آيات الإعجاز هذه، في ستر الأنف وجعله في منخرين، ووقايته بالشعيرات التي في أوله، وفي مجرى النفس، وفي كيفية حصول الروائح وانطباع تلك المعاني في الدماغ، وما في الأنف من الأعصاب التي تشعر وتحس، وتنذر الجسم بعد ذلك بكل غريب أو مؤذ، والحديث في هذا يطول، وحديثنا وموضوعنا إنما هو النبي عليه الصلاة والسلام. وقد ذكرنا أنه عليه الصلاة والسلام كان أحسن الناس صورة، كان أجمل الناس، ما رأى الناس قبله ولا بعده مثله عليه الصلاة والسلام، ومن جملة آيات جماله وبراهين حسنه الدقيقة: صفة أنفه الشريف صلى الله عليه وسلم، فقد جاء فيما رواه الترمذي عن مقاتل بن سليمان -وهو ثقة- أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى سيدنا عيسى ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الإنجيل، وبعض هذا الكلام مازال موجوداً في الأناجيل الأخرى التي لا تعترف بها الكنائس الثلاث المسيحية الشهيرة، مثل إنجيل (برنابا) وغيره. (يقول الله تبارك وتعالى: اسمع وأطع يا ابن الطاهرة البتول، إني خلقتك من غير فحل فجعلتك آية للعالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل، فسر لأهل سوران أني أنا الله الحي القيوم الذي لا أزول، صدقوا النبي الأمي -هذه صفة النبي صلى الله عليه وسلم- صاحب الجمل والمَدرعة والعمامة والنعلين والهِراوة، الجعد الرأس، الصلت الجبين، المقرون الحاجبين، الأهدب الأشفار، الأدعج العينين، الأقنى الأنف، الواضح الخدين، الكث اللحية، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك ينفح منه، كأن عنقه إبريق فضة) فجاء في صفته عليه الصلاة والسلام في الإنجيل إذن أنه: أقنى الأنف، والقنا في الأنف: طوله ودقته، دقة الأرنبة مع حدب، أي احديداب قليل جداً في وسطه، وشرحه ابن الأثير في (النهاية): بأن القنا إنما هو السائل الأنف، المرتفع وسطه، السائل: المستقيم بغير نتوء، يجري على جرية واحدة وخط واحد كأنه مستقيم. فإذن الصفة الأولى في أنف النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان أقنى الأنف.

وجاء في صفته عليه الصلاة والسلام أنه (كان دقيق العِرنين) والعِرنين إنما هو أعلى الأنف، حيث يكون الشمم، وقد جاء في صفته عليه الصلاة والسلام أيضاً أنه (كان أشم) ومعنى ذلك: أن هذا الأنف، أي: العضو الذي نراه، إنما يدق في أعلاه، وهذا هو الجمال، الجمال إنما هو في هذا التناسب، أن تراه دقيقاًَ في أعلاه ثم ينزل مستوياً من الطرفين إلى رأس الأرنبة، فجاء في صفته عليه الصلاة والسلام أنه كان دقيق العِرنين، أي: أعلى الأنف، وهو تحت مجتمع الحاجبين، وهذا مما تمدح به العرب، وجاء في قول بعض العرب: إن العرانين تلقاها محسَّدة *** وما ترى للئام الناس حساداً لأن ذلك من علامة الشرف. وفي صفة هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه [وهو أخو السيدة فاطمة، ابن السيدة خديجة من أبي هالة زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم] روى عنه الحسن رضي الله تعالى عنه قال: (سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافاً عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم) فوصف النبي عليه الصلاة والسلام في حديث طويل بديع، ذكر علماء الحديث أن في إسناده ضعفاً، ولكن طالما أنه لا تستنبط منه الأحكام، فلا تردد عند العلماء في الاستدلال بالضعيف من الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وشمائله، ما لم يصل إلى درجة الوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث الموضوع الكذب هو الذي لا تجوز روايته. يقول هند بن أبي هالة: (وكان أقنى العرنين، له نور أي: لأنفه كما قال الشُّرّاح يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم) أي: وليس بأشم، أي: يعلو أنفه الشريف صلى الله عليه وسلم نور بديع، هذا هو الشمم الذي هو طول قصبة الأنف [والقصبة: العظم الذي يستوي عليه الأنف] طول قصبة الأنف مع استواء أعلاه وانفراق الأرنبة، وهكذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم، أي: لدقة إتقان أعضائه صلى الله عليه وسلم كانت أرنبة أنفه تكاد تكون منفلقة يظهر منها اليمين من الشمال، وقد وصف كعب بن زهير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم شم العرانين، في قصيدته الشهيرة (بانت سعاد) في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: شم العرانين أبطال لبوسهم *** من نسج داود في الهيجا سرابيل شم العرانين: أي أصحاب عزة، لا يرضون بالذل ولا يقبلون بالضيم. وفي صفة أنف النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه العزة والشمم والإباء نجد التواضع نجد التذلل لله تبارك وتعالى، وذلك أنه لم يكن عليه الصلاة والسلام بملك، وإنما كان نبياً، كما روي في الصحيحين: (إن الله تعالى خيرني بين أن أكون نبياً ملكاً أو أكون نبياً عبداً، فاخترت أن أكون نبياً عبداً) فمع هذا الشمم، ومع هذا الإباء، ومع هذه العزة، ومع هذا الجمال، وبخاصة في الأنف، روي لنا في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في الصحيحين قول سيدنا أبي سعيد الخدري: (بصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبينه وأنفه أثر الماء والطين من صبح ليلة إحدى عشرة) أي: من رمضان، تواضعاً لله تبارك وتعالى، النبي عليه الصلاة والسلام قال في صفة ليلة القدر: (رأيت كأني أسجد في ماء وطين) ورآه أبو سعيد الخدري وغيره من الصحابة صبيحة ذلك اليوم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين. هذه هي النبوة، هذه هي أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع كل ما آتاه الله تبارك وتعالى من جمال وكمال، لم يتهيب أن يمس الطين جبهته وأنفه، والأنف أيها الإخوة أعز شيء في الإنسان، الوجه أجمل شيء في الإنسان؛ به يواجه الإنسان أصحابه وإخوانه، وبه يواجه الناس، وبه تعرف مشاعره وأحاسيسه وتعابيره. والأنف هو موطن هذه العزة، ولذلك كانت العرب إذا أراد أن يدعو الواحد منهم على الآخر قال: (أرغم الله أنفك) أي: جعل أنفك في الرغام وهو التراب، وهو علامة الذل، أن يكون أنف الإنسان في التراب، و(فعلته رغم أنفك) أي: فعلته وأنفك في التراب، وأنت ذليل لا تستطيع أن تدفع عنك ذلك. لقد أعطانا الله تبارك وتعالى هذه الحواس وهذه الأعضاء، وخلقنا سبحانه وتعالى في أحسن تقويم، ولكنه أمرنا بالتذلل له والخضوع بين يديه، بأن يضع الإنسان جبهته وأنفه على الأرض تذللاً لله تعالى، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم) وعد منها الأنف. والأنف -أيها الإخوة- هو آلة الشم، جعله الله تبارك وتعالى موطناً لهذه الأعصاب الدقيقة التي يميز الإنسان بها بين الروائح الحسنة والقبيحة، ويميز الإنسان فيها بين درجات الروائح عامة، فكيف كان شم النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كانت رائحة المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ بما تواتر من الأحاديث نستفيد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أزكى الناس ريحاً، وأطيب الناس عرفاً، لم يكن عليه الصلاة والسلام يحتاج إلى طيب يطيبه، ومع ذلك كان يستعمل الطيب؛ ليقتدي به الناس، كان عليه الصلاة والسلام إذا مشى في الطريق يظهر أثر طيبه بعد مروره عليه الصلاة والسلام، ويعرف مروره بالطريق برائحته وطيب عرفه، يقول سيدنا أنس فيما أخرجه البخاري ومسلم و الإمام أحمد وغيرهم: (ما شمِمْت ريحاً قط ولا مسكاً ولا عنبراً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم). غرضنا من هذه الخطب -أيها الإخوة- أن نبين للناس الفرق بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر البشر، غرضنا من هذه الخطب التي نشرح فيها حواس المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نرد على هؤلاء الذين يقولون في هذا العصر: رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد من البشر كسائر البشر! نقول: القسم الأول حق: (واحد من البشر)، أما أن تقول كسائر البشر! فهنا أقول لك: ما المراد بوجه الشبه؟ إن قلت: في أنه ولد لوالدين، أقول: نعم، وهذا هو المراد بقوله تعالى: )قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ( [الكهف،110] فوجه الشبه في هذه المثلية إنما هو الولادة لوالدين، أي: أنه لم يكن ملكاً صلى الله عليه وسلم، ولم يكن نوراً أو طيفاً، إنما كان نوراً مجازياً، لم يكن طيفاً، لم يكن شبحاً، لم يكن جنياً، لم يكن ملكاً عليه الصلاة والسلام، إنما كان بشراً ولد لأب وأم، هذا وجه الشبه في قوله تبارك وتعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم)، أما أن يكون مثل سائر البشر من كل الوجوه، فهذا من المحالات. فإن الأحاديث الصحيحة اتفقت على الفرق فيما بيننا وبينه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد بينا بعض هذا الفرق في قوة إبصاره عليه الصلاة والسلام، وبينا بعض هذا الفرق في قوة سمعه عليه الصلاة والسلام (إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون) وبعض هذا الفرق نبينه إن شاء الله في ذوقه عليه الصلاة والسلام، وفي لمسه وجلده عليه الصلاة والسلام، ونبينه ههنا في طيب رائحته. إذن يقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: (ما شممت ريحاً قط وفي رواية ولا مسكة ولا عنبرة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم) والحديث صحيح متفق عليه عند البخاري ومسلم. وأخرج الدارمي والبيهقي وأبو نعيم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم خصال، لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب عرفه، ولم يكن يمر بحجر إلا سجد له) وأخرج البزار وأبو يعلى بإسناد صحيح عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب، وقالوا: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق) وعن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه فيما أخرجه الإمام مسلم في المسند الصحيح قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى أي صلاة الفجر ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً قال: فأما أنا فمسح خدي يقول سيدنا جابر: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار) وجؤنة العطار إنما هي خرج العطار الذي يخرج منه الطيب، تصوروا لو أن عطاراً يخرج الطيب من خرج كم تكون رائحة يده جميلة؟! وأخرج البخاري ومسلم عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عَنَزَة (العَنَزَة: العصا القصيرة يضعها عليه الصلاة والسلام سترة) كان يمر من ورائها المرأة، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك). وأخرج الدارمي مرسلاً عن إبراهيم النخَعي قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بالليل بريح الطيب) هذه رائحة المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أن يطيب. وقد جاء في أحاديث أخرى ضعيفة عن السيدة آمنة رضي الله تعالى عنه أنه (ولد عليه الصلاة والسلام تفوح منه رائحة المسك) ولكن في الأحاديث الصحيحة غُنية لمن أراد أن يعرف حقيقة طيب عرف المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما أن هناك موضوعاً آخر لا أريد أن أخوض فيه الآن، ربما أخصص له خطبة في الأيام القادمة إن شاء الله، وهو طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أحاديث صحاح جاءت في البخاري ومسلم وغيرهما أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعض كأم سليم وغيرها كانوا يتبركون ويتطيبون بعرق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. هذه هي رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو طيبه، أما محبته للطيب، أما تمييزه فيما بين الروائح، أما دقته عليه الصلاة والسلام في معرفة الروائح، فذلك باب واسع يطول الكلام فيه، يكفينا في ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام تحدث عن عرف الجنة، تحدث عن رائحة الجنة، (من تعلم العلم الذي يبتغى فيه وجه الله يبتغي فيه غير وجه الله تبارك وتعالى، لم يرح رائحة الجنة، وإن عَرفها ليعرف من مسيرة كذا وكذا) عرف الجنة كان يميزه عليه الصلاة والسلام، ولذلك أخبر عنه، ولا يخبر النبي عليه الصلاة والسلام عما لا يعرفه. ويكفينا أن الله تبارك وتعالى وضع فيه محبة الطيب، والحكمة في قوله: (حُبب إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة) أنه عليه الصلاة والسلام كان أطيب الناس، كان طيباً مطيَّبَاً عليه الصلاة والسلام، والطيب المطيَّب لا يحتاج إلى طِيب، فلذلك حبب الله تبارك وتعالى إليه الطيب؛ إنما يضع الإنسان الطيب إذا أراد أن يتخلص من رائحة كريهة، ولكني أقول لكم: وضع الطيب سنة، التطيب سنة سواء كان للإنسان رائحة كريهة كالبَخَر مثلاً أو لم تكن له رائحة كريهة، وضع الطيب سنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سنه وأمر به، وهو من الزينة التي أمر الله تبارك وتعالى بها: ) يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ([الأعراف،31] في بعض الأقوال، ولذلك أدرجه علماء الحديث في كتاب الزينة، وفي أبواب الزينة واللباس، ومن ذلك التطيب للعيدين والتطيب لصلاة الجمعة، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد
وقد وصَف النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه أبو داوود والنسائي وغيرهما المسك بأنه (أطيب الطيب) وصفه عليه الصلاة والسلام في حديث أخبر فيه عن امرأة من بني إسرائيل، كان لها خاتم من الذهب، جعلت فيه مسكاً، قال صلى الله عليه وسلم: (وذلك أطيب الطيب) فدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يميز فيما بين روائح الطيب عامة، وهذا ليس بالأمر الهين، هذا يحتاج إلى خبراء، يحتاج إلى خبرة واسعة، يحتاج إلى دربة ومران، تعرفون الواحد منا إذا وقف عند بائع الطيب، يشم عشرة أنواع من الطيب، لا يستطيع بعد ذلك أن يميز فيما بين هذه الأنواع، تعرفون ماذا يصنع بائعو الطيب؟ يشمك البن (القهوة) حتى تغير الرائحة، فإذا شممت نوعاً جديداً تستطيع أن تميزه، لكن النبي عليه الصلاة والسلام ميز بين أنواع الطيب كافة، حتى أخبر -وهو الصادق المصدوق- فقال عن المسك: (وذلك أطيب الطيب). وكان النبي عليه الصلاة والسلام يضع الطيب، ويدهن شعره بالزيت عليه الصلاة والسلام، والزيت من الدهن ومن الطيب، ويتطيب عليه الصلاة والسلام بأنواع من الطيب، من ذلك (الألوة) العود يحرق يستجمر به النبي عليه الصلاة والسلام، وكان يضيف إليه شيئاً من الكافور، وكان يحبه النبي عليه الصلاة والسلام جافاً يابساً، أي: غير رطب، والاستجمار والتجمير للمساجد [أي: تبخير المساجد والثياب] سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الصحابة رجلان، واحد اسمه: نُعيم، وأبوه اسمه: عبد الله، يُعرف: نُعَيم بن عبد الله المُجْمِر، كانت وظيفته تبخير مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، نعيم بن عبد الله المجمر له أحاديث وهو ثقة، الولد كان يجمر في عصر سيدنا عمر، وأبوه عبد الله صحابي كان يجمر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد حافظ أسلافنا على هذه السنن والآداب، كان في كل مسجد من المساجد العظيمة في دمشق وغيرها من مدن الإسلام الكبرى وظيفة مجمر، وحدثني والدي رحمه الله تعالى -وكان قد رأى ذلك- قال: كان في جامع سنان باشا وظيفة مجمر، وكان لها مرتب من البخور والعود كل شهر يصرف لصاحب الوظيفة، يحرقه كل صلاة، فيخرج بالمجمَرة وقت كل صلاة، يطوف بالأسواق حول المسجد معلناً بطيب الرائحة، معلناً برائحة المسك والعود قرب حلول وقت الصلاة. ما أجملها من عادة! ما أجملها من سنة نبوية شريفة كريمة! أن تطيب المساجد، أن تبخر المساجد، أن يطيب الإنسان نفسه، أن يطيب الإنسان ثيابه، أن يخرج إلى الناس برائحة طيبة. ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن أكل البصل والثوم، ولما شم وميز عليه الصلاة والسلام رائحة البصل والثوم قال: (من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مساجدنا) كما أنه عليه الصلاة والسلام شم ريح بعض الناس، لما أخرج بعض الريح، لكنه لأدبه الجم أمر الجماعة بالوضوء حتى لا يحرج صاحب الريح فيما بين هؤلاء الجمع، كان النبي عليه الصلاة والسلام يضم الحسن والحسين عليهما السلام، يضمهما ويشمهما، كما جاء في الحديث كما أنه عليه الصلاة والسلام لما قبض ولده إبراهيم قبَّله وشمه عليه الصلاة والسلام. هذا بعض ما يمكن أن نتلقطه من الأخبار والأحاديث الدالة على أدب النبي صلى الله عليه وسلم في الشم، وعلى هذا الإعجاز الرباني الذي وضعه الله تبارك وتعالى في قوة شمه، وعلى هذا الأدب الرفيع الذي كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام في تطيبه ومحبته للطيب، وهكذا ينبغي لكل واحد منا أن يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام، فيكون شامة فيما بين الناس بحسن الرائحة، بجمال الثياب، بحسن الهيئة، حتى إذا خرج فيما بين الناس تصحبه الملائكة، ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام علل عدم أكله في بعض الأحاديث للثوم أو البصل، علل ذلك بصحبته عليه الصلاة والسلام للملائكة، ومن أهم ما ينبغي التنبه له -وتحدثنا عنه قبل أشهر عديدة- رائحة الدخان الكريهة، فمن أظهر الأوجه الدالة على كراهة الدخان أنه ينفر الملائكة، فإن الملائكة تحب طيب الرائحة، وطيب الرائحة سنة نبوية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في آدابه وأخلاقه وسننه وشمائله عليه الصلاة والسلام، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل من كل واحد منا نحن المؤمنين المسلمين شامة فيما بين الناس، يدعو إلى الله تبارك وتعالى بطيب عرفه وطيب رائحته، يدعو إلى الله تبارك وتعالى بجمال خلقه وحسن أخلاقة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة

التسجيل

انضم الينا لن يستغرق منك الا ثوانى معدودة!


أنشئ حساب جديد

تسجيل الدخول

ليس لديك عضويه ؟ بضع ثوانى فقط لتسجيل حساب


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى