الرد قول الوهابية:لو كان خيرا لسبقونا إليه
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- الصاعقالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 02/01/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضع أحد الوهابية هذه الصورة على موقع وهابي ونفخ في الموضوع وكأنه قد أصاب الصوفية في مقتل. ولم يعلم المسكين أن جل الصوفية يلجؤون إلى تصفية نفوسهم من الأكدار لأنهم كسائر البشر خلقوا ناقصين، أما الكمل من أكابر العارفين فلا يحتاجون إلى كبير عناء في ذلك بل يرتقون في المقامات من أول خطوة يخطونها في الطريق إلى الله، فما بالك بمن خلقوا معصومين أصلا ومطهرين من كل العيوب وهم الأنبياء ! وبالأحرى نبينا صلى الله عليه وسلم الذي خلق ليكون أكمل الخلق على الإطلاق في كل شيء.
فما حاجته صلى الله عليه وسلم إلى ما يصفي روحه وهي في أعلى درجات الصفاء والنقاء !!!
لطالما تعلل الوهابية بتلك القاعدة السخيفة "لو كان خيرا لسبقونا إليه" وكأن عطاء الله تعالى محدود، أو كأنه تعالى ملزم بأن لا يهب أحدا من الخلف شيئا مما لم يهبه للسلف. وأي تحجير على الله اكثر من هذا !
مثلهم كمثل رجل وهب لأعز أصدقائه هدية قيمة من الجواهر والذهب، ثم أعطى لمن هو دونه شيئا قليلا من الفضة. فجاء بعض الأغبياء إلى هذا الأخير وقال له : لو كان في الفضة خير لوهبها ذلك الرجل لأعز أصدقائه ولما اختصك بها، فدعك منها فإنها لا تساوي شيئا.
جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيدِه لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا ، ما أدرك مدَّ أحدِهم ، ولا نصيفَه ))
فلو قدرنا أن شخصا أنفق مثل أحد ذهبا، هل يحق لنا أن ننكر عليه بحجة ان لو كان في ذلك خير لما اختص الله تعالى به أحدا دون الصحابة ؟!
أليس هذا الحديث يشهد بأن الأفضلية في العمل مردها إلى ما سبق لكل فرد في الأزل وما جعله الله في قلبه من الاخلاص ؟
لقد جعل الله تعالى في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم من الإخلاص في العمل ما فضلهم به على كثير من الخلق حتى صار صغير عملهم يربو على كبير أعمال غيرهم.
فلا عذر بذلك لأحد في أن يرد ما لم يفعلوه بحجة أنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم قد سبقونا بالإخلاص فلا نقدر على سبقهم بأنواع الأعمال وألوانها جديدة كانت أم قديمة.
وفي المثال السابق سيقول لك الوهابية ان إنفاق مثل أحد ذهبا ليس ببدعة، لأنه وإن لم يحصل مثله للصحابة إلا انه جائز شرعا لدخوله تحت منطوق النصوص المرغبة في الانفاق.
هكذا يجيبون فيما لا يصادم أهواءهم أو عقولهم الضعيفة . ولكن عندما تجابههم بما لا يطيقونه تراهم يقولون بلا تردد هذه بدعة ولو كان فيها خير لسبقَنا إليها السلف الصالح، حتى وإن أخبرتهم بدخولها تحت أصول ثابتة.
فصار الذكر الجماعي عندهم بدعة رغم دخوله تحت عموم الذكر المطلوب شرعا.
وصار الذكر بالعدد بدعة رغم وجود نصوص تدل على الذكر بالعدد المعين.
وصار الاحتفال المشروع بالمولد بدعة رغم ان كل ما فيه طاعات لها أصول في الشرع. والأمثلة كثيرة لا تكاد تحصر.
والأنكى من هذا كله ان مسمى البدعة لا يقبل عند بعض رؤوسهم - فضلا عن عوامهم - إلا حكما واحدا هو الضلالة لقوله صلى الله عليه وسلم ( كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار )
فإن قلت لأحدهم هل يدخل فاعل كذا وكذا - مما يسمونه بدعة - في النار يتلعثم ولا يقوى على التصريح بذلك رغم ان الحديث واضح وصريح. وربما تهرب وقال لك : أنا لم أقل ذلك ... نعم لم تقله بلسانك ... ولكنك قلته بمفهوم كلامك أحببت أم كرهت.
وإن شئت أن تفحم الوهابي في هذا الباب فاسأله عن قاعدة : "لو كان كذا خيرا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم" هل هي صحيحة في كل الأحوال ؟
ولا شك انه سيجيب بـ "نعم" إن كان وهابيا حقيقيا.
فاسأله بعد ذلك عن صيام شهر كامل غير رمضان ماحكمه ؟ ... ولا مفر له من أن يجعله بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم قط شهرا كاملا سوى رمضان. ويلزمه أن يحكم بعد ذلك بدخول الفاعل في النار ولابد.
ولكن كيف يعقل ان يلقي الله تعالى في النار من صام شهرا كاملا بنية التقرب إليه ؟
قد يتفطن لهذا فيحكم بالجواز ويتعلل بأن النبي صلى الله عليه وسلم ربما ترك ذلك خوفا من أن يفرض على الناس أو يحسبوه من الواجبات او لسبب آخر لا نعلمه، فرد عليه حينئذ بالمثل في كل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بتركه، كيف لا يكون من الجائز الذي تركه صلى الله عليه وسلم لسبب من الأسباب !
إنه لا يفرق بين هذا وذاك - من غير دليل - سوى متحكم في النصوص بمحض هواه.
ولا أرى لوهابي مخرجا سوى أن يعترف بخطإ تلك القاعدة أو يقر بعدم بدعية بعض ما سبق ذكره.
هذا ومن آخر ما قرأت من عجائب فتاويهم أن الألباني قد حكم ببدعية وضع خطوط في المساجد لتقويم الصفوف وجعل ذلك من بدع الضلالة فقال في آخر الكلام :
"إذن الخط في المساجد أو الخطوط في المساجد هذه يجب أن تكون بدعة ضلالة بإجماع العلماء"
فعن اي إجماع يتحدث ولم يوافقه على رأيه هذا كثير من علماء الوهابية فضلا عن مخالفيهم !!!
نسأله تعالى أن ينجي أحبابنا من وساوس الوهابية وفتنهم وضلالاتهم آمين.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى