آيــــة النــــــــــور وتفســـيــر أهــل التنزيــــه
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة النور آية35
تفسير الأية :
قال ابن عباس { اللّه نور السماوات والأرض} يقول: هادي أهل السماوات والأرض، يدبر الأمر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما. وقال ابن جرير عن أنس بن مالك قال: إن اللّه يقول نوري هدى، واختار هذا القول ابن جرير، وقال أبي بن كعب: هو المؤمن الذي جعل اللّه الإيمان والقرآن في صدره فضرب اللّه مثله فقال: { اللّه نور السماوات والأرض} فبدأ بنور نفسه، ثم ذكر نور المؤمن، فقال: مثل نور من آمن به، فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في صدره،
وفي الحديث: (اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات) ""ذكره ابن إسحاق في السيرة من دعائه صلى اللّه عليه وسلم يوم آذاه أهل الطائف"". وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: (اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن) الحديث. وعن ابن مسعود قال: إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور العرش من نور وجهه، وقوله تعالى: { مثل نوره} في هذا الضمير قولان: أحدهما أنه عائد إلى اللّه عزَّ وجلَّ أي مثل هداه في قلب المؤمن، قاله ابن عباس {
والمشكاة : كوة في البيت - قال : وهو مثل ضربه الله لطاعته . فسمى الله طاعته نورا ، ثم سماها أنواعا شتى .
، قال أُبي بن كعب: المصباح النور وهو القرآن والإيمان الذي في صدره، وقال السدي هو السراج { المصباح في زجاجة} أي هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية، وهي نظير قلب المؤمن {
الزجاجة كأنها كوكب دري} أي كأنها كوكب من ذر، قال أُبي بن كعب: كوكب مضيء،
وقال قتادة: مضيء مبين ضخم {
يوقد من شجرة مباركة} أي يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة {
{ لا شرقية ولا غربية} أي ليست في شرقي بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب، بل هي في مكان وسط تعصرها الشمس من أول النهار إلى آخره، فيجيء زيتها صافياً معتدلاً مشرقاً،
عن ابن عباس في قوله
وقوله تعالى: { يهدي الله لنوره من يشاء}أي يرشد اللّه إلى هدايته من يختاره
وقال شمر بن عطية: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال: حدثني عن قول اللّه
يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} قال: يكاد محمد صلى اللّه عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم أنه نبي، كما يكاد ذلك الزيت أن يضيء، وقال السدي في قوله تعالى: {
نورعلى نور} قال: نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا ولا يضيء واحد بغير صاحبه، كذلك نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه
{يهدي الله لنوره من يشاء}أي يرشد اللّه إلى هدايته من يختاره، كما جاء في الحديث: (إن اللّه تعالى خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره يومئذ، فمن أصاب من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأ ضل، فلذلك أقول: جفَّ القلم على علم اللّه عزَّ وجلَّ) ""أخرجه الإمام أحمد والبزار عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص
{ويضرب اللّه الأمثال للناس واللّه بكل شيء عليم} أي هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الإضلال،) ت بن كثير (منقول)
وفى الجامع لأحكام القرآن :
"فيجوز أن يقال : لله تعالى نور ، من جهة المدح لأنه أوجد الأشياء ونور جميع الأشياء منه ابتداؤها وعنه صدورها ، وهو سبحانه ليس من الأضواء المدركة جل وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وقد قال هشام الجوالقي ، وطائفة من المجسمة : هو نور لا كالأنوار ، وجسم لا كالأجسام . وهذا كله محال على الله تعالى عقلا ونقلا على ما يعرف في موضعه من علم الكلام . ثم إن قولهم متناقض ؛ فإن قولهم جسم أو نور حكم عليه بحقيقة ذلك ، وقولهم لا كالأنوار ولا كالأجسام نفي لما أثبتوه من الجسمية والنور ؛ وذلك متناقض ، وتحقيقه في علم الكلام . والذي أوقعهم في ذلك ظواهر اتبعوها منها هذه الآية ، وقوله - عليه السلام - إذا قام من [ ص: 238 ] الليل يتهجد اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض . وقال : عليه السلام - وقد سئل : هل رأيت ربك ؟ فقال : رأيت نورا . إلى غير ذلك من الأحاديث(ومن هذا التفسير يتبين لنا اشعرية القرطبى) .
وإذا ناقشنا هذا التفسير من الناحية العقائدية الأشعرية سنجد أن الآشاعرة سيؤمنون بما جاء فى هذه اآية على سبيل التأويل أى ليس المثال المضروب لنور الله على حقيقته وإنما هو تأويل لهدايته لخلقه
ولن يجد الوهابية مفرا من الإذعان لهذا التأويل من اعتقاده والإيمان به على طريقة الآشاعرة ولكنه فى نفس الوقت يكون قد خالف مذهبه الذى لا يؤمن بالتأويل ويعتبره من الضلال
ومن التأويل أيضا أن القرآن نور أى هداية للخلق
ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا" سورة النساء آية 174
والمراد به القرآن الكريم
والنبى صلى الله عليه وسلم نور أيضا
قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 15المائدة
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب : "قد جاءكم" ، يا أهل التوراة والإنجيل"من الله نور" ، يعني بالنور ، محمداصلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق ، وأظهر به الإسلام ، ومحق به الشرك
وهذه التأويلات جميعها تؤيد مذهب اهل التنزيه من الأشاعرة ومن نحا نحوهم
و الخلاصة أن كثيرا من الآيات بالذكر الحكيم لابد فيها من التأويل ولا تؤخذ كما هى ومن فعل ذلك فقد أخطأ وأضل
تفسير الأية :
قال ابن عباس { اللّه نور السماوات والأرض} يقول: هادي أهل السماوات والأرض، يدبر الأمر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما. وقال ابن جرير عن أنس بن مالك قال: إن اللّه يقول نوري هدى، واختار هذا القول ابن جرير، وقال أبي بن كعب: هو المؤمن الذي جعل اللّه الإيمان والقرآن في صدره فضرب اللّه مثله فقال: { اللّه نور السماوات والأرض} فبدأ بنور نفسه، ثم ذكر نور المؤمن، فقال: مثل نور من آمن به، فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في صدره،
وفي الحديث: (اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات) ""ذكره ابن إسحاق في السيرة من دعائه صلى اللّه عليه وسلم يوم آذاه أهل الطائف"". وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: (اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن) الحديث. وعن ابن مسعود قال: إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور العرش من نور وجهه، وقوله تعالى: { مثل نوره} في هذا الضمير قولان: أحدهما أنه عائد إلى اللّه عزَّ وجلَّ أي مثل هداه في قلب المؤمن، قاله ابن عباس {
والمشكاة : كوة في البيت - قال : وهو مثل ضربه الله لطاعته . فسمى الله طاعته نورا ، ثم سماها أنواعا شتى .
، قال أُبي بن كعب: المصباح النور وهو القرآن والإيمان الذي في صدره، وقال السدي هو السراج { المصباح في زجاجة} أي هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية، وهي نظير قلب المؤمن {
الزجاجة كأنها كوكب دري} أي كأنها كوكب من ذر، قال أُبي بن كعب: كوكب مضيء،
وقال قتادة: مضيء مبين ضخم {
يوقد من شجرة مباركة} أي يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة {
{ لا شرقية ولا غربية} أي ليست في شرقي بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب، بل هي في مكان وسط تعصرها الشمس من أول النهار إلى آخره، فيجيء زيتها صافياً معتدلاً مشرقاً،
عن ابن عباس في قوله
وقوله تعالى: { يهدي الله لنوره من يشاء}أي يرشد اللّه إلى هدايته من يختاره
وقال شمر بن عطية: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال: حدثني عن قول اللّه
يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} قال: يكاد محمد صلى اللّه عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم أنه نبي، كما يكاد ذلك الزيت أن يضيء، وقال السدي في قوله تعالى: {
نورعلى نور} قال: نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا ولا يضيء واحد بغير صاحبه، كذلك نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه
{يهدي الله لنوره من يشاء}أي يرشد اللّه إلى هدايته من يختاره، كما جاء في الحديث: (إن اللّه تعالى خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره يومئذ، فمن أصاب من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأ ضل، فلذلك أقول: جفَّ القلم على علم اللّه عزَّ وجلَّ) ""أخرجه الإمام أحمد والبزار عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص
{ويضرب اللّه الأمثال للناس واللّه بكل شيء عليم} أي هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الإضلال،) ت بن كثير (منقول)
وفى الجامع لأحكام القرآن :
"فيجوز أن يقال : لله تعالى نور ، من جهة المدح لأنه أوجد الأشياء ونور جميع الأشياء منه ابتداؤها وعنه صدورها ، وهو سبحانه ليس من الأضواء المدركة جل وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وقد قال هشام الجوالقي ، وطائفة من المجسمة : هو نور لا كالأنوار ، وجسم لا كالأجسام . وهذا كله محال على الله تعالى عقلا ونقلا على ما يعرف في موضعه من علم الكلام . ثم إن قولهم متناقض ؛ فإن قولهم جسم أو نور حكم عليه بحقيقة ذلك ، وقولهم لا كالأنوار ولا كالأجسام نفي لما أثبتوه من الجسمية والنور ؛ وذلك متناقض ، وتحقيقه في علم الكلام . والذي أوقعهم في ذلك ظواهر اتبعوها منها هذه الآية ، وقوله - عليه السلام - إذا قام من [ ص: 238 ] الليل يتهجد اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض . وقال : عليه السلام - وقد سئل : هل رأيت ربك ؟ فقال : رأيت نورا . إلى غير ذلك من الأحاديث(ومن هذا التفسير يتبين لنا اشعرية القرطبى) .
وإذا ناقشنا هذا التفسير من الناحية العقائدية الأشعرية سنجد أن الآشاعرة سيؤمنون بما جاء فى هذه اآية على سبيل التأويل أى ليس المثال المضروب لنور الله على حقيقته وإنما هو تأويل لهدايته لخلقه
ولن يجد الوهابية مفرا من الإذعان لهذا التأويل من اعتقاده والإيمان به على طريقة الآشاعرة ولكنه فى نفس الوقت يكون قد خالف مذهبه الذى لا يؤمن بالتأويل ويعتبره من الضلال
ومن التأويل أيضا أن القرآن نور أى هداية للخلق
ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا" سورة النساء آية 174
والمراد به القرآن الكريم
والنبى صلى الله عليه وسلم نور أيضا
قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 15المائدة
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب : "قد جاءكم" ، يا أهل التوراة والإنجيل"من الله نور" ، يعني بالنور ، محمداصلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق ، وأظهر به الإسلام ، ومحق به الشرك
وهذه التأويلات جميعها تؤيد مذهب اهل التنزيه من الأشاعرة ومن نحا نحوهم
و الخلاصة أن كثيرا من الآيات بالذكر الحكيم لابد فيها من التأويل ولا تؤخذ كما هى ومن فعل ذلك فقد أخطأ وأضل
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
بارك فيك الرحمن على الموضوع القيم في مزان حسناتك ان شاء الله
وفيكم أخى الفاضل واثابك الله الجنة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى