دولة الكويت العربية المتحدة ( العربية )
سوانح الذكريات: بوادر رجوعي لمذهب أهل السنة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- جابر الخير
مؤسس شبكة منتديات انا سني العالمية
- عدد المساهمات : 288
تاريخ التسجيل : 23/12/2013
العمر : 39
الموقع : لكل الفقهاء في العالم الاسلامي -
جابر الخير الثلاثاء مارس 01, 2016 7:09 pm
يحكي السيد ابو الفداء المالكي عن رجوعه الى مذهب اهل السنة والجماعة وترك مذهب الوهابية
هذه مجموعة منشورات كتبتها في الفترة التي تراجعت فيها من منهج الوهابية إلى منهج أهل السنة، تتضمن أبرز المحاور التي يزعم الوهابية أن الأشاعرة متناقضون فيها أو مخالفون لمنهج السلف: (مرتبة بحسب زمن النشر)
(إنصافا للأشاعرة: الألوهية):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال يتردد في ذهن كل منصف:
هل حقا الأشاعرة لم يعرفوا معنى "لا إله إلا الله" ؟ هل حقا أئمة أعلام كالباقلاني و الجويني و الغزالي و الآمدي و النووي و الخطيب البغدادي و ابن دقيق و المزي و ابن حجر و السيوطي لم يعرفوا معنى كلمة الشهادة ؟؟
الجواب:
قال الشيخ سعيد فودة في حاشيته على شرح السنوسية:
"التوحيد الشرعي هو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتا وصفاتٍ وأفعالا"
و قال في شرح السنوسية :
"وأما معنى الألوهية مطابقة فهو عبارة عن وجوب الوجود واستحقاق العبادة"
قال الجرجاني:
"وفي اصطلاح أهل الحقيقة:تجريد الذات الإلهية عن كل ما يتصور في الأفهام ويتخيل في الأوهام والأذهان. والتوحيد ثلاثة أشياء معرفة الله تعالى بالربوبية، والإقرار بالوحدانية ونفي الأنداد عنه جملة"
و قال في شرح الصغرى:
"و المعنى على هذا: لا مستحق للعبودية موجود أو في الوجود إلا الفرد الذي هو خالق العالم جل و عز"
و قال الرازي: "لا معنى للشرك إلا أن يتخذ الإنسان مع الله معبوداً"
وقال البيجوري: "ومعنى الإله: المعبود بحق ، ... وإذا كان معنى الإله ما ذكر كان معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله"
و قال الباقلاني: "والتوحيد له هو الإقرار بأنه ثابت موجود، وإله واحد فرد معبود، ليس كمثله شيء، ويجب أن يُعلم أن صانع العالم جلت قدرته واحد أحد، ومعنى ذلك أنه ليس معه إله سواه، ولا من يستحق العبادة إلا إياه"
و قال النووي:
""وأفضل الأذكار بعد القرآن لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود بحق في الوجود إلا الله"
هذه عبارات منتقاة من بعض كتب متقدمي الأشاعرة و متأخريهم، فمن زعم غير هذا فليتعلم قبل أن يتكلم!
و الإنصاف حلة الأشراف...
(إنصافا للأشاعرة: أسطورة الصفات السبع):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
هل صحيح أن الأشاعرة يثبتون سبع صفات فقط ؟
قبل أن أشرع في العرض، و قبل أن تشرع في الاعتراض، وددت استعراض كلام نفيس للعلامة الزرقاني المالكي في مناهل العرفان:
"واعلم أن هناك أفراداً ، بل أقواماً تعصبوا لآرائهم ومذاهبهم ، وزعموا أن من خالف هذه الآراء والمذاهب ، كان مبتدعاً متبعاً لهواه ، ولو كان متأولاً تأويلاً سائغاً ، يتسع له الدليل والبرهان كان رأيهم ومذهبهم هو المقياس والميزان ، أو كأنه الكتاب والسنة والإسلام ، وهكذا استزلهم الشيطان..."
و بعد:
فما يقرره الأشاعرة في باب الصفات، بل ما أجمعوا عليه هو أن الله متصف بجميع صفات الكمال، منزّه عن جميع صفات النقص، بلا حصر و لا قصر، يقول الرازي في المحصل:
"الظاهريون من المتكلمين زعموا أنه لا صفة لله تعالى وراء هذه الصفات السبع أو الثمانية. وأثبت أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه اليد صفة وراء القدرة، والوجه صفة وراء الوجود، وأثبت الاستواء صفة أخرى. وأثبت أبو إسحاق الاسفرايني صفة توجب الاستغناء عن المكان، وأثبت القاضي ثلاثة أخرى، وهي إدراك الشم والذوق واللمس، وأثبت عبد الله بن سعيد القِدَم وراء البقاء."
يقول سعيد فوده في حاشيته على صغرى الصغرى:
"الصفات إمَّا عين الذات وهي النفسية أو غير الذات وهي السلبية لكون مدلولها عدماً، والفعلية لحدوثها، أو لا عين الذات ولا غيرهاوهي وجودية وتسمى المعاني، أو لا عين الذات ولا غيرها وهي اعتبارية وتسمى معنوية، أو صفات جامعة وهي العزة والجلال والجمال والغنى ونحو ذلك"
أما الصفات الذاتية فهي واحدة وهي صفة الوجود.
و أما الصفات السلبية فهي خمس صفات: القدم البقاء الوحدانية المخالفة للحوادث القيام بالنفس
و أما صفات المعاني فهي السبع المعروفة: القدرة الإرادة العلم الحياة السمع البصر الكلام (و زاد السادة الماتردية التكوين)
و أما الصفات المعنوية فهي سبعة: كونه قادرا، كونه مريدا ...
و باقي الصفات فهي راجعة إلى الصفات المذكورة سابقا، فالرحمة مثلا صفة لله سبحانه وتعالى وهي فعل حادث بأن يرحم الله سبحانه وتعالى الناس، فهي إذن فعل، والفعل لا يكون إلا بكونه سبحانه وتعالى قادراً عليه فتعلقت القدرة بالرحمة، ولا يكون الفعل إلا باختياره سبحانه وتعالى فلا تكون رحمته سبحانه وتعالى إلا بكونه مريداً، فالإرادة متعلقة بالرحمة...
وكذلك القوة هي القدرة، والعزة هي القيومية للذات، والحكمة هي العلم، والعلو هو ترفع الذات عن النقائص، أو علو القهر... (لسنا بصدد مناقشة مسألة العلو و مدى صوابها من خطأها) (هي = ترجع إلى)
كما تشتهر عندهم عبارة: "نثبت لله الكمالات عرفناها أم لم نعرفها، و كمالاته لا نهاية لها"
فهل بعد هذا البيان من بيان ؟
نعوذ بالله من الهوى و التعصب..
(إنصافا للأشاعرة: اتباع السلف):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
قال العلامة اللقاني المالكي الأشعري في منظومته "جوهرة التوحيد":
فَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَف *** وَكُلُّ شَرٍ في ابْتـدَاعِ مِـنْ خَلَـفْ
قد يكون التنبيه على أفراد أخطاء الأشاعرة (*) عملا مرهقا بحيث يحتاج إلى بحث و تدقيق و عزو الأقوال و التثبت من صحة فهم النقولات، و يحتاج أيضا إلى الإلمام بعدة علوم كعلم الكلام و المنطق و أصول الفقه و اللغة و البيان و غيرها...
و هذا الذي ذكرناه و إن كان شاقا على رؤوسهم فإنه يشق على طلبتهم و أتباعهم من باب أولى، كفهم نظرية الكسب لدى الأشاعرة و رأيهم في صفة الكلام و مسائل التركيب و الجهة و التحيز و غيرها...
فهنا لا بد من إيجاد "وهم" منفر للنفوس، بأن يكون هذا الوهم بسيطا يرسخ في العقول، سهلا على الفهوم..
ينتشر على لسانهم أن الأشاعرة "يخالفون السلف"، بل قد يصل الحال ببعضهم أن يقول "يتعمدون مخالفة السلف"...
و يستدل المسكين بجملة تنتشر في كتب الأشاعرة وهي: "مذهب السلف أسلم، و مذهب الخلف أحكم"، ذلك مبلغهم من العلم!
ثم لما تسأله عن معنى العبارة همهم و غمغم!!
أولا: الأشاعرة لا يخالفون السلف كما تزعم! بل هم يخالفونك أنت و أمثالك في فهمك لكلام السلف ابتداء..
فالسلف عند الأشاعرة مفوضة، و ممن تبعهم على التفويض من الخلف، كالإمام الأشعري في أحد قوليه، و الآمدي و بن الجوزي و التميمي الحنبلي و بن قدامة و بن كثير و غيرهم...
و التفويض: وهو رد العلم بالمتشابهات إلى الله و عدم الخوض في معناها مع تنزيه الله عن الظواهر الغير مرادة للشارع..
و هذا لا يعني أن تلك الآيات المتشابهات كقوله تعالى: "(بل يداه مبسوطتان)" أن لفظ "عيني" هنا يعتبر كقوله "الم" أو "المص" أو "حم" أو غيرها من الحروف المقطعة في أوائل السور، بل يُفهم من الآية المعنى الإجمالي المراد، كالكرم و الجود المطلق في الآية السابقة، أما المعنى المحدد للفظ اليد المذكور فهو ما توقف السلف عن تعيين معنى له، هذا طبعا مع تنزيهه عن الظاهر و هي الجارحة أو العضو المعروف..
و هذا المذهب (أي التفويض) كما سبق أن مذهب جمهور السلف عند الأشاعرة و مذهب جملة من الخلف، هو المشار إليه في الآية "(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ)" بالوقف، ثم الاستئناف بـ"(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا)"
فتبين لك أن الأشاعرة لا يجهلون السلف و لا يحتقرونهم و لا يتعمدون مخالفتهم..
ثم القول الثاني عندهم وهو مذهب التأويل، وهو ليس بدعة بل قال به جماعة من سادات السلف كابن عباس و الحسن و الثوري..
فكون مذهب السلف أسلم، أي الأورع هو التوقف عن النظر في المعنى التفصيلي، و أما كون مذهب الخلف أحكم، أي أن تعيين هذا المعنى المفصل أحكم للناس في ظل انتشار شبه التعطيل و التشبيه في الأزمنة المتأخرة، و أنه سدا لذريعة تكلم الجهال في كلام الله بلا علم...
و لمزيد من التفصيل انظر:
شرح الأبي على مسلم (ص190/ج7)
إيضاح الدليل لابن جماعة (ص103)
دفع شبه التشبيه لابن الجوزي (ص194)
شرح النووي على مسلم (عند حديث الجارية)
و الفتح لابن حجر نقلا عن ابن دقيق (ج13/ص411)
و أختم بما قاله الإمام الشوكاني في إرشاد الفحول:
"الفصل الثاني
فيما يدخله التأويل
وهو قسمان : ( أحدهما ) : أغلب الفروع ، ولا خلاف في ذلك .
( والثاني ) : الأصول ؛ كالعقائد ، وأصول الديانات ، وصفات الباري عز وجل . وقد اختلفوا في هذا القسم على ثلاثة مذاهب .
( الأول ) : أنه لا مدخل للتأويل فيها ، بل يجري على ظاهرها ، ولا يؤول شيء منها ، وهذا قول المشبهة .
( والثاني ) : أن لها تأويلا ، ولكنا نمسك عنه ، مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله تعالى : وما يعلم تأويله إلا الله قال ابن برهان وهذا قول السلف .
( قلت ) : وهذا هو الطريقة الواضحة ، والمنهج المصحوب بالسلامة عن الوقوع في مهاوي التأويل ، لما لا يعلم تأويله إلا الله ، وكفى بالسلف الصالح قدوة لمن أراد الاقتداء وأسوة لمن أحب التأسي على تقدير عدم ورود الدليل القاضي بالمنع من ذلك فكيف وهو قائم موجود في الكتاب والسنة .
( والمذهب الثالث ) : أنها مؤولة ، قال ابن برهان : والأول من هذه المذاهب باطل ، والآخران منقولان عن الصحابة ، ونقل هذا المذهب الثالث عن علي وابن عباس وابن مسعود وأم سلمة . " ا.هـ.
(إنصافا للأشاعرة: كلمة في لحظة غضب):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
قال الأحمق الأول: "وكأنك تشرب من غير حوض السلف.. ويحك يا رجل أجعلت الأشاعرة من أهل السنة والجماعة! "
و قال الأحمق الثاني: "الجويني والغزالي ليسا من أهل السنة"
فقلت منتصرا لأهل السنة من السادة الأشاعرة:
من هذا الذي يتكلم و قلبي منه يتألم
أي سلف كفروا و بدعوا الأشاعرة! لا سلف لك!
متى صار الجويني و الغزالي يحكم عليهم أنصاف الرجال!
لا سلف لك!
ابن تيمية هو من قال "الأشاعرة مخانيث المعتزلة" و ليس السلف!
و نحن نخالفكم أصلا في فهمكم لكلام السلف!
لا سلف لك!
ألم يؤول بن عباس الساق و العين ؟ ألم يؤول مجاهد و الثوري الاستواء ؟ ألم يؤول البخاري و غيرهم الوجه ؟ و تفسير الطبري يزخر بنقل تأويلات السلف
أين أنتم من الأشاعرة و هم نقلة العلوم و الفنون، ثم يأتي سفهاء أحلام أمثلاكم ليقطعوا بكفر أسيادهم الأشاعرة!
لا سلف لك!
تأتيني بأقوال معاصرين و تحسبها على السلف!
و ما الذين تنقل عنهم إلا عيال على البرهان و المستصفى لجويني و الغزالي، و على المقدمة و تدريب الراوي لابن الصلاح و السيوطي، و فتح الباري و شرح مسلم لابن حجر و النووي، و القطر و الألفية لابن هشام و ابن مالك
لا سلف لك!
تستدل بأقوال المجاهيل، و تركت من حفظ لك التنزيل، فالأصول أسياده و مبرزيه أشاعرة و التفسير أسياده و مبرزيه أشاعرة، و الحديث أسياده و مبرزيه أشاعرة، إسنادهم متصل بالسلف ثم إلى النبي صلى الله عليه و سلم، ثم تأتي أنت بلا إسناد منقطع الأوصال تبدع نجوما في السماء، يهتدى بهم المسلمون صباح مساء!
لا سلف لك!
ويحك ما أفجرك! علموكم الطعن و السب و الشتم، قبل التعلم و الفقه و الفهم ! فتتكلم في ما لا تحسنه فتأتي بالعجائب و الغرائب، و تزعم أنك متسلف فإذا بك مفلس!
و ليس من عادتي مخاطبة الحمقى إلا أن هذا غيض من فيض، و قطرة قد أفاضة الكأس اليوم!
هذا جوابكم تفصيلا.
و أما إجمالا، فأن أعرض عن الجاهلين و أقول سلاما!
هذه مجموعة منشورات كتبتها في الفترة التي تراجعت فيها من منهج الوهابية إلى منهج أهل السنة، تتضمن أبرز المحاور التي يزعم الوهابية أن الأشاعرة متناقضون فيها أو مخالفون لمنهج السلف: (مرتبة بحسب زمن النشر)
(إنصافا للأشاعرة: الألوهية):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال يتردد في ذهن كل منصف:
هل حقا الأشاعرة لم يعرفوا معنى "لا إله إلا الله" ؟ هل حقا أئمة أعلام كالباقلاني و الجويني و الغزالي و الآمدي و النووي و الخطيب البغدادي و ابن دقيق و المزي و ابن حجر و السيوطي لم يعرفوا معنى كلمة الشهادة ؟؟
الجواب:
قال الشيخ سعيد فودة في حاشيته على شرح السنوسية:
"التوحيد الشرعي هو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتا وصفاتٍ وأفعالا"
و قال في شرح السنوسية :
"وأما معنى الألوهية مطابقة فهو عبارة عن وجوب الوجود واستحقاق العبادة"
قال الجرجاني:
"وفي اصطلاح أهل الحقيقة:تجريد الذات الإلهية عن كل ما يتصور في الأفهام ويتخيل في الأوهام والأذهان. والتوحيد ثلاثة أشياء معرفة الله تعالى بالربوبية، والإقرار بالوحدانية ونفي الأنداد عنه جملة"
و قال في شرح الصغرى:
"و المعنى على هذا: لا مستحق للعبودية موجود أو في الوجود إلا الفرد الذي هو خالق العالم جل و عز"
و قال الرازي: "لا معنى للشرك إلا أن يتخذ الإنسان مع الله معبوداً"
وقال البيجوري: "ومعنى الإله: المعبود بحق ، ... وإذا كان معنى الإله ما ذكر كان معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله"
و قال الباقلاني: "والتوحيد له هو الإقرار بأنه ثابت موجود، وإله واحد فرد معبود، ليس كمثله شيء، ويجب أن يُعلم أن صانع العالم جلت قدرته واحد أحد، ومعنى ذلك أنه ليس معه إله سواه، ولا من يستحق العبادة إلا إياه"
و قال النووي:
""وأفضل الأذكار بعد القرآن لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود بحق في الوجود إلا الله"
هذه عبارات منتقاة من بعض كتب متقدمي الأشاعرة و متأخريهم، فمن زعم غير هذا فليتعلم قبل أن يتكلم!
و الإنصاف حلة الأشراف...
(إنصافا للأشاعرة: أسطورة الصفات السبع):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
هل صحيح أن الأشاعرة يثبتون سبع صفات فقط ؟
قبل أن أشرع في العرض، و قبل أن تشرع في الاعتراض، وددت استعراض كلام نفيس للعلامة الزرقاني المالكي في مناهل العرفان:
"واعلم أن هناك أفراداً ، بل أقواماً تعصبوا لآرائهم ومذاهبهم ، وزعموا أن من خالف هذه الآراء والمذاهب ، كان مبتدعاً متبعاً لهواه ، ولو كان متأولاً تأويلاً سائغاً ، يتسع له الدليل والبرهان كان رأيهم ومذهبهم هو المقياس والميزان ، أو كأنه الكتاب والسنة والإسلام ، وهكذا استزلهم الشيطان..."
و بعد:
فما يقرره الأشاعرة في باب الصفات، بل ما أجمعوا عليه هو أن الله متصف بجميع صفات الكمال، منزّه عن جميع صفات النقص، بلا حصر و لا قصر، يقول الرازي في المحصل:
"الظاهريون من المتكلمين زعموا أنه لا صفة لله تعالى وراء هذه الصفات السبع أو الثمانية. وأثبت أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه اليد صفة وراء القدرة، والوجه صفة وراء الوجود، وأثبت الاستواء صفة أخرى. وأثبت أبو إسحاق الاسفرايني صفة توجب الاستغناء عن المكان، وأثبت القاضي ثلاثة أخرى، وهي إدراك الشم والذوق واللمس، وأثبت عبد الله بن سعيد القِدَم وراء البقاء."
يقول سعيد فوده في حاشيته على صغرى الصغرى:
"الصفات إمَّا عين الذات وهي النفسية أو غير الذات وهي السلبية لكون مدلولها عدماً، والفعلية لحدوثها، أو لا عين الذات ولا غيرهاوهي وجودية وتسمى المعاني، أو لا عين الذات ولا غيرها وهي اعتبارية وتسمى معنوية، أو صفات جامعة وهي العزة والجلال والجمال والغنى ونحو ذلك"
أما الصفات الذاتية فهي واحدة وهي صفة الوجود.
و أما الصفات السلبية فهي خمس صفات: القدم البقاء الوحدانية المخالفة للحوادث القيام بالنفس
و أما صفات المعاني فهي السبع المعروفة: القدرة الإرادة العلم الحياة السمع البصر الكلام (و زاد السادة الماتردية التكوين)
و أما الصفات المعنوية فهي سبعة: كونه قادرا، كونه مريدا ...
و باقي الصفات فهي راجعة إلى الصفات المذكورة سابقا، فالرحمة مثلا صفة لله سبحانه وتعالى وهي فعل حادث بأن يرحم الله سبحانه وتعالى الناس، فهي إذن فعل، والفعل لا يكون إلا بكونه سبحانه وتعالى قادراً عليه فتعلقت القدرة بالرحمة، ولا يكون الفعل إلا باختياره سبحانه وتعالى فلا تكون رحمته سبحانه وتعالى إلا بكونه مريداً، فالإرادة متعلقة بالرحمة...
وكذلك القوة هي القدرة، والعزة هي القيومية للذات، والحكمة هي العلم، والعلو هو ترفع الذات عن النقائص، أو علو القهر... (لسنا بصدد مناقشة مسألة العلو و مدى صوابها من خطأها) (هي = ترجع إلى)
كما تشتهر عندهم عبارة: "نثبت لله الكمالات عرفناها أم لم نعرفها، و كمالاته لا نهاية لها"
فهل بعد هذا البيان من بيان ؟
نعوذ بالله من الهوى و التعصب..
(إنصافا للأشاعرة: اتباع السلف):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
قال العلامة اللقاني المالكي الأشعري في منظومته "جوهرة التوحيد":
فَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَف *** وَكُلُّ شَرٍ في ابْتـدَاعِ مِـنْ خَلَـفْ
قد يكون التنبيه على أفراد أخطاء الأشاعرة (*) عملا مرهقا بحيث يحتاج إلى بحث و تدقيق و عزو الأقوال و التثبت من صحة فهم النقولات، و يحتاج أيضا إلى الإلمام بعدة علوم كعلم الكلام و المنطق و أصول الفقه و اللغة و البيان و غيرها...
و هذا الذي ذكرناه و إن كان شاقا على رؤوسهم فإنه يشق على طلبتهم و أتباعهم من باب أولى، كفهم نظرية الكسب لدى الأشاعرة و رأيهم في صفة الكلام و مسائل التركيب و الجهة و التحيز و غيرها...
فهنا لا بد من إيجاد "وهم" منفر للنفوس، بأن يكون هذا الوهم بسيطا يرسخ في العقول، سهلا على الفهوم..
ينتشر على لسانهم أن الأشاعرة "يخالفون السلف"، بل قد يصل الحال ببعضهم أن يقول "يتعمدون مخالفة السلف"...
و يستدل المسكين بجملة تنتشر في كتب الأشاعرة وهي: "مذهب السلف أسلم، و مذهب الخلف أحكم"، ذلك مبلغهم من العلم!
ثم لما تسأله عن معنى العبارة همهم و غمغم!!
أولا: الأشاعرة لا يخالفون السلف كما تزعم! بل هم يخالفونك أنت و أمثالك في فهمك لكلام السلف ابتداء..
فالسلف عند الأشاعرة مفوضة، و ممن تبعهم على التفويض من الخلف، كالإمام الأشعري في أحد قوليه، و الآمدي و بن الجوزي و التميمي الحنبلي و بن قدامة و بن كثير و غيرهم...
و التفويض: وهو رد العلم بالمتشابهات إلى الله و عدم الخوض في معناها مع تنزيه الله عن الظواهر الغير مرادة للشارع..
و هذا لا يعني أن تلك الآيات المتشابهات كقوله تعالى: "(بل يداه مبسوطتان)" أن لفظ "عيني" هنا يعتبر كقوله "الم" أو "المص" أو "حم" أو غيرها من الحروف المقطعة في أوائل السور، بل يُفهم من الآية المعنى الإجمالي المراد، كالكرم و الجود المطلق في الآية السابقة، أما المعنى المحدد للفظ اليد المذكور فهو ما توقف السلف عن تعيين معنى له، هذا طبعا مع تنزيهه عن الظاهر و هي الجارحة أو العضو المعروف..
و هذا المذهب (أي التفويض) كما سبق أن مذهب جمهور السلف عند الأشاعرة و مذهب جملة من الخلف، هو المشار إليه في الآية "(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ)" بالوقف، ثم الاستئناف بـ"(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا)"
فتبين لك أن الأشاعرة لا يجهلون السلف و لا يحتقرونهم و لا يتعمدون مخالفتهم..
ثم القول الثاني عندهم وهو مذهب التأويل، وهو ليس بدعة بل قال به جماعة من سادات السلف كابن عباس و الحسن و الثوري..
فكون مذهب السلف أسلم، أي الأورع هو التوقف عن النظر في المعنى التفصيلي، و أما كون مذهب الخلف أحكم، أي أن تعيين هذا المعنى المفصل أحكم للناس في ظل انتشار شبه التعطيل و التشبيه في الأزمنة المتأخرة، و أنه سدا لذريعة تكلم الجهال في كلام الله بلا علم...
و لمزيد من التفصيل انظر:
شرح الأبي على مسلم (ص190/ج7)
إيضاح الدليل لابن جماعة (ص103)
دفع شبه التشبيه لابن الجوزي (ص194)
شرح النووي على مسلم (عند حديث الجارية)
و الفتح لابن حجر نقلا عن ابن دقيق (ج13/ص411)
و أختم بما قاله الإمام الشوكاني في إرشاد الفحول:
"الفصل الثاني
فيما يدخله التأويل
وهو قسمان : ( أحدهما ) : أغلب الفروع ، ولا خلاف في ذلك .
( والثاني ) : الأصول ؛ كالعقائد ، وأصول الديانات ، وصفات الباري عز وجل . وقد اختلفوا في هذا القسم على ثلاثة مذاهب .
( الأول ) : أنه لا مدخل للتأويل فيها ، بل يجري على ظاهرها ، ولا يؤول شيء منها ، وهذا قول المشبهة .
( والثاني ) : أن لها تأويلا ، ولكنا نمسك عنه ، مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله تعالى : وما يعلم تأويله إلا الله قال ابن برهان وهذا قول السلف .
( قلت ) : وهذا هو الطريقة الواضحة ، والمنهج المصحوب بالسلامة عن الوقوع في مهاوي التأويل ، لما لا يعلم تأويله إلا الله ، وكفى بالسلف الصالح قدوة لمن أراد الاقتداء وأسوة لمن أحب التأسي على تقدير عدم ورود الدليل القاضي بالمنع من ذلك فكيف وهو قائم موجود في الكتاب والسنة .
( والمذهب الثالث ) : أنها مؤولة ، قال ابن برهان : والأول من هذه المذاهب باطل ، والآخران منقولان عن الصحابة ، ونقل هذا المذهب الثالث عن علي وابن عباس وابن مسعود وأم سلمة . " ا.هـ.
(إنصافا للأشاعرة: كلمة في لحظة غضب):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
قال الأحمق الأول: "وكأنك تشرب من غير حوض السلف.. ويحك يا رجل أجعلت الأشاعرة من أهل السنة والجماعة! "
و قال الأحمق الثاني: "الجويني والغزالي ليسا من أهل السنة"
فقلت منتصرا لأهل السنة من السادة الأشاعرة:
من هذا الذي يتكلم و قلبي منه يتألم
أي سلف كفروا و بدعوا الأشاعرة! لا سلف لك!
متى صار الجويني و الغزالي يحكم عليهم أنصاف الرجال!
لا سلف لك!
ابن تيمية هو من قال "الأشاعرة مخانيث المعتزلة" و ليس السلف!
و نحن نخالفكم أصلا في فهمكم لكلام السلف!
لا سلف لك!
ألم يؤول بن عباس الساق و العين ؟ ألم يؤول مجاهد و الثوري الاستواء ؟ ألم يؤول البخاري و غيرهم الوجه ؟ و تفسير الطبري يزخر بنقل تأويلات السلف
أين أنتم من الأشاعرة و هم نقلة العلوم و الفنون، ثم يأتي سفهاء أحلام أمثلاكم ليقطعوا بكفر أسيادهم الأشاعرة!
لا سلف لك!
تأتيني بأقوال معاصرين و تحسبها على السلف!
و ما الذين تنقل عنهم إلا عيال على البرهان و المستصفى لجويني و الغزالي، و على المقدمة و تدريب الراوي لابن الصلاح و السيوطي، و فتح الباري و شرح مسلم لابن حجر و النووي، و القطر و الألفية لابن هشام و ابن مالك
لا سلف لك!
تستدل بأقوال المجاهيل، و تركت من حفظ لك التنزيل، فالأصول أسياده و مبرزيه أشاعرة و التفسير أسياده و مبرزيه أشاعرة، و الحديث أسياده و مبرزيه أشاعرة، إسنادهم متصل بالسلف ثم إلى النبي صلى الله عليه و سلم، ثم تأتي أنت بلا إسناد منقطع الأوصال تبدع نجوما في السماء، يهتدى بهم المسلمون صباح مساء!
لا سلف لك!
ويحك ما أفجرك! علموكم الطعن و السب و الشتم، قبل التعلم و الفقه و الفهم ! فتتكلم في ما لا تحسنه فتأتي بالعجائب و الغرائب، و تزعم أنك متسلف فإذا بك مفلس!
و ليس من عادتي مخاطبة الحمقى إلا أن هذا غيض من فيض، و قطرة قد أفاضة الكأس اليوم!
هذا جوابكم تفصيلا.
و أما إجمالا، فأن أعرض عن الجاهلين و أقول سلاما!
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى