مهام الدولة ووظائفها
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- الامام الربانيالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 06/05/2016
إن مهام الدولة وواجباتها تُعَدُّ محورًا أصيلًا للنظر والتحليل السياسي، إن لم نقل إنها تمثِّل جوهر موضوع علم السياسة، فمفهوم الدولة لا يتعرض له الباحثون لذاته، وإنما يتعرضون له لكونه وسيلة لتحقيق مقاصد أفراد الأمة ومجموعها؛ ومن ثَمَّ فإن نظام الدولة بنماذجه المتعددة يُحدد إطاره العام مجموعة من العقائد والإيديولوجيات والقيم، وهى بالأصالة السمات والمظاهر التى تُشَكِّل هوية ذلك الاجتماع البشرى الذى تحكمه الدولة، سعيًا إلى تحقيق مقاصده وأهدافه.
ولقد بيَّن علماء المسلمين وظائف الدولة فى سياق كلامهم على واجبات الإمام باعتبار أن سلطات الدولة وقتئذ كانت مركزية، يقول أبو الحسن الأشعري في (مقالات الأشعري ص 188- 189): «خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم فى باب القيام مقامه من حيث إنفاذ الأحكام، وإقامة الحدود، وجباية الخراج، وحفظ البيضة، ونصرة المظلوم، والقبض على أيدى الظالمين، من غير أن يكون إليه ابتداء شرائع وتغيير شرع».
وبذلك يؤسس أهل السنة والجماعة أن مهمة الإمام (رئيس الدولة) هي مهمة إدارية، تتمثل فى تنظيم المجتمع وصون أمنه الداخلي والخارجي.
على أننا نجد ابن خلدون يقدم رؤية متكاملة وواقعية تشرح مضمون مهام الدولة وواجباتها، مستخدمًا مسمى «الخطط» للدلالة عليها، وقد قسمها إلى نوعين: أولهما: الخطط الخلافية، وثانيهما: الخطط السلطانية، كما قسم أنواع الحكم باعتبار المهمة التى تنشد الحكومة تحقيقها إلى ثلاثة أنواع، ينظر (المقدمة ص 122- 140).
وغنيٌّ عن القول إنه لا يستطيع المرء إنكار أن الدولة مرت عبر التاريخ بمراحل عدة، وسارت تدريجيًّا فى التطوُّر حتى وصلت إلى ما هى عليه فى العصر الحديث، حيث تؤدى الدولة وظائفها وواجباتها من خلال مؤسسات متعددة ذات اختصاصات متنوعة، لكن نود أن نلفت الأنظار إلى أن نواة هذا التمدن والتحضر فى مهام الدولة وواجباتها قد أسس له النبي صلى الله عليه وسلم في السنوات العشر التي قضاها فى المدينة المنورة بعد هجرته الشريفة تأسيسًا عبقريًّا، أسهم في نقل العرب من أحوال السذاجة والبداوة إلى المدنية والحضارة وقيادة العالم.
والأصل في ذلك ما ذكره الإمام القرافي رحمه الله تعالى فى الفرق السادس والثلاثين بين قاعدة تصرفه صلى الله عليه وسلم بالقضاء وبين قاعدة تصرفه بالفتوى وهى التبليغ وبين قاعدة تصرفه بالإمامة، حيث قال:»ثم تقع تصرفاته صلى الله عليه وسلم منها ما يكون بالتبليغ والفتوى إجماعا، ومنها ما يجمع الناس على أنه بالقضاء، ومنها ما يجمع الناس على أنه بالإمامة، ومنها ما يختلف العلماء فيه لتردده بين رتبتين فصاعدا؛ فمنهم من يغلب عليه رتبة ومنهم من يغلب عليه أخرى، ثم تصرفاته صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف تختلف آثارها فى الشريعة» (الفروق 1/ 206).
وبذلك تظهر أبرز سمات الدولة وأهمها : ممارسة السيادة باعتبار الدولة هي القوة العليا غير المقيدة فى إطار حدودها، وأن لها إصدار القرارات العامة المنظمة لشؤون أفرادها والمحافظة على أمنهم على مختلف أصعدته.
المصدر : https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1712230542365581&set=gm.342452265878594&type=3&theater
ولقد بيَّن علماء المسلمين وظائف الدولة فى سياق كلامهم على واجبات الإمام باعتبار أن سلطات الدولة وقتئذ كانت مركزية، يقول أبو الحسن الأشعري في (مقالات الأشعري ص 188- 189): «خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم فى باب القيام مقامه من حيث إنفاذ الأحكام، وإقامة الحدود، وجباية الخراج، وحفظ البيضة، ونصرة المظلوم، والقبض على أيدى الظالمين، من غير أن يكون إليه ابتداء شرائع وتغيير شرع».
وبذلك يؤسس أهل السنة والجماعة أن مهمة الإمام (رئيس الدولة) هي مهمة إدارية، تتمثل فى تنظيم المجتمع وصون أمنه الداخلي والخارجي.
على أننا نجد ابن خلدون يقدم رؤية متكاملة وواقعية تشرح مضمون مهام الدولة وواجباتها، مستخدمًا مسمى «الخطط» للدلالة عليها، وقد قسمها إلى نوعين: أولهما: الخطط الخلافية، وثانيهما: الخطط السلطانية، كما قسم أنواع الحكم باعتبار المهمة التى تنشد الحكومة تحقيقها إلى ثلاثة أنواع، ينظر (المقدمة ص 122- 140).
وغنيٌّ عن القول إنه لا يستطيع المرء إنكار أن الدولة مرت عبر التاريخ بمراحل عدة، وسارت تدريجيًّا فى التطوُّر حتى وصلت إلى ما هى عليه فى العصر الحديث، حيث تؤدى الدولة وظائفها وواجباتها من خلال مؤسسات متعددة ذات اختصاصات متنوعة، لكن نود أن نلفت الأنظار إلى أن نواة هذا التمدن والتحضر فى مهام الدولة وواجباتها قد أسس له النبي صلى الله عليه وسلم في السنوات العشر التي قضاها فى المدينة المنورة بعد هجرته الشريفة تأسيسًا عبقريًّا، أسهم في نقل العرب من أحوال السذاجة والبداوة إلى المدنية والحضارة وقيادة العالم.
والأصل في ذلك ما ذكره الإمام القرافي رحمه الله تعالى فى الفرق السادس والثلاثين بين قاعدة تصرفه صلى الله عليه وسلم بالقضاء وبين قاعدة تصرفه بالفتوى وهى التبليغ وبين قاعدة تصرفه بالإمامة، حيث قال:»ثم تقع تصرفاته صلى الله عليه وسلم منها ما يكون بالتبليغ والفتوى إجماعا، ومنها ما يجمع الناس على أنه بالقضاء، ومنها ما يجمع الناس على أنه بالإمامة، ومنها ما يختلف العلماء فيه لتردده بين رتبتين فصاعدا؛ فمنهم من يغلب عليه رتبة ومنهم من يغلب عليه أخرى، ثم تصرفاته صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف تختلف آثارها فى الشريعة» (الفروق 1/ 206).
وبذلك تظهر أبرز سمات الدولة وأهمها : ممارسة السيادة باعتبار الدولة هي القوة العليا غير المقيدة فى إطار حدودها، وأن لها إصدار القرارات العامة المنظمة لشؤون أفرادها والمحافظة على أمنهم على مختلف أصعدته.
المصدر : https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1712230542365581&set=gm.342452265878594&type=3&theater
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى